أقلام حرة

صادق السامرائي: المُعَضِّلون!!

معضلة: مشكلة صعبة لا يُهتدى لحلها.

لا توجد مشكلة أو قضية أو موضوع تناوله العرب في مؤتمراتهم ولم يعضّلوه، أي يعقدونه ويجعلون حله مستحيلا أو داميا، وما أكثر مؤتمراتهم التعضيلية.

إنها ظاهرة متكررة على مدى القرن العشرين ولا تزال في نشاطها المتنامي.

فهل لديكم مؤتمر إستطاع حل مشكلة مطروحة أمامه؟

مؤتمرات القمم تنتهي بويلات جسام، ولو نظرتموها، لتبين بأنها تُعقد لتأكيد المرارات وتعزيز العثرات، ولقمع التوجهات الصالحة للبلاد والعباد.

المؤتمرات بأنواعها ودرجاتها تنتهي إلى ما هو مرير وخطير، مؤتمرات سياسية، ثقافية، عسكرية، إجتماعية وغيرها.

فالأمة لديها نزعة إيذاء الذات وجلدها، وبعض دولها تعصف في ربوعها النزعات الإنتحارية، المؤدلجة دينيا وعقائديا، والتي تدفع لسلوكيات متوحشة وتفاعلات إفتراسية قاسية، فبإسم الدين يمكن تبرير المآثم وتطوير المفاسد والإستثمار فيها.

وعلى هذا المنوال تتحقق إرادة الطامعين بوجود الأمة، وبجهود أبنائها الأشاوس.

الذين ينفذون الأوامر ويخلصون للوكالات السلطوية، والإلتزام بها ليدوموا في كراسي الجور وحرمان المواطنين من أبسط حقوق الإنسان.

وعلى الباغي تدور الدوائر!!

"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم