أقلام حرة

صادق السامرائي: الدين والكرسي!!

لو درسنا تاريخ البشرية منذ عصور موغلة في القدم، وقبل بزوغ شمس الحضارات الغابرات، لتبين أن الكراسي إتخذت الدين مطية للقبض على مصير البشر الذي تتحكم بوجوده.

ووفقا لمعطيات القوة الإلهية العليا، تم تأسيس الدول وأنظمة الحكم .

فالتأريخ يحدثنا عن أن الإله كان يحكم ومن ثم أنصاف الآلهة، وأبناؤها وبناتها وغيرها من التوصيفات.

فالجالس على كرسي السلطة يحكم بأمر إلهي، وما يقرره مطاع وحتمي، ولا بد من تأكيد مبدأ السمع والطاعة، لأنه مخوّل من قوة كبرى عليا ذات سطوة كونية خارقة.

ومع تطور المسيرة البشرية لم يتغير الجوهر والمنطلق، وإنما المظهر والآليات، التي بموجبها صار الحكم ماضيا في الأجيال.

فمعظم الذين في سدة الحكم يتوهمون بالتفويض الإلهي وبالقدرة على تنفيذ  ما يرونه صحيحا لأنهم لا ينطقون عن الهوى .

وفي زمننا المعاصر صار للرب نواب ووكلاء وممثلين، وأوهام لا تعد ولا تحصى  وأضاليل متنامية وفاعلة  في وعي البشر الجمعي، المرهون بإرادة وكيل رب فوضه بالنيل من العالمين.

و"مَن خشي الله فاز"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم