أقلام حرة

صادق السامرائي: الكراسي المَضحكة!!

دول الأمة تحت سطوة الكراسي المضحكة، فالقائلون بسلطة الشعب وقدرته على تغيير الأوضاع القائمة، واهمون، ويتناسون أن الشعب لا يمتلك القوة، وإن تظاهر تناهشته ذئاب الكراسي وفتكت به.

ذلك أن الكراسي لا تستمد قوتها من الشعب، وإنما من القِوى التي تخدم مصالحها بتفاني وإخلاص مطلق.

الشعب له دوره الكبير عندما تستمد الحكومات قوتها وشرعيتها منه، وهذا ما يبدو واضحا نسبيا في الدول المتقدمة، أما في الدول المتأخرة، فالكراسي عدوة الشعب وقاهرة لإرادته، وقابضة على مصيرة بشتى أنواع الحرمان من أبسط الحاجات، وبعرقلة أيامه وحشوها بالمعوقات والهموم المرعبات.

العديد من قوى المعارضة، تركز على أن الشعب سيمتلك إرادته ويقوم بدوره في المطالبة بحقوقه وتأمين وجوده الوطني والإنساني، وكأنها تغفل هيمنة الكراسي وأعوانها المسلحة التي تفتك بالمواطنين، بعد أن صار الشعار والمنطلق مزيّن بدين.

الشعوب المقهورة عبارة عن أرقام مجهولة، بلا حول ولا قوة.

لو أن عدد الشعب عشرات الملايين، فهو يساوي رقما أو بضعة أرقام تتحكم بوجوده، وتقرر مصيره وفقا لأجندات المصالح الأجنبية والمشاريع الإستحواذية على ثرواته.

فأين الشعب؟

الكراسي فاعلة، والشعب مفعول به، ومُسخّر لإدامة الكراسي في نعيمها الزاهر الألوان.

الكراسي تقول، والشعب عبدٌ مأمور!!

السمع والطاعة مذهب العصور، والكراسي تجور، والشعب يخور، ويتحقق تمزيقه وإذكاء الصراعات البينية الإلهاية في صفوفه، وتحويله إلى موجودات متناحرة، مستنزفة الطاقات والقدرات، تتشبث بأي شيئ كأنها الغريق في ويلات دولها، وتداعيات أيامها الفائقة الإنهاك والتدمير.

إذا تغيرت الكراسي، تغيرت المآسي، وربما ذهبت، إذا فاز الشعب بكرسي غيور!!

الجالسون على الكراسي في دول الأمة، أصحاب وكالات من أسيادهم الذين يستخدمونهم لإنجاز مشاريع الفساد المربح المشرعن بفتاوى ذوي العاهات، التي تمليها عليهم أمّارات السوء التي فيهم.

فهل وجدتم دولة ذات مَقام والكرسي فيها خائن مِقدام؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم