أقلام حرة

علي حسين: عراق بلا عيد وطني!!

لا تسألوا أعضاء مجلس النواب لماذا يتحسسون من مفردة " وطنية " ؟، وكيف أن السادة البرلمانيين وجدوا أن هذه البلاد لا تستحق أن يقام لها عيد وطني أسوة بمعظم بلدان العالم .. ولا تسألوا لماذا الهتاف للطائفة والعشيرة والمكون بديلاً عن العراق الذي يراد له أن يتحول إلى تابع .. ولا تتعجبوا أن تصبح مفردة الدولة المدنية مرادفة للكفر والإلحاد في قاموس مجلس النواب .

تأمّل العراقيون أن يكون التغيير بوابتهم لتأسيس دولة مدنية شعارها المواطنة والقانون الذي يطبق على الجميع، غير أنهم اكتشفوا بعد عشرين عاماً على انتهاء مرحلة الدكتاتورية أن هذه البلاد لا ينفع معها سوى رئيس برلمان يفرد عضلاته ويلوح باستخدام "قندرته" في الحوار الوطني .

من المؤكد أنّ كثيراً من العراقيين يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون كل يوم أمماً وشعوباً كثيرة تتحرك لتعديل أوضاعها، إنّ ما يفرقنا عن هذه الأمم التي تسعى دوماً إلى تصحيح أوضاعها المتردية أنهم يملكون قوى سياسية حيّة وفاعلة للتغيير.

في كل مناسبة تتحدّث الدولة وبرلمانها العزيز عن عراق الحضارات الذي علم العالم الكتابة والقانون، وأخبرنا ذات يوم وزير النقل الأسبق كاظم الحمامي بأن المركبات الفضائية انطلقت من هذه البلاد قبل خمسة آلاف سنة، إلا أن هذه الدولة أيها السادة تصر في كل مشاريعها على إفراغ العراق من أعياده الوطنية وتسليمه إلى منظومة الفشل التي تحاصر المواطن منذ سنوات ، وتقديمه أيضاً على طبق إلى حيتان الفساد.

هل نحن دولة تسعى لمنح المواطنة دورها الحقيقي في تنمية قدرات المواطن، إذا عرفنا أن البعض يلتجئ إلى الجارة إيران لحل مشاكله ، والبعض الآخر لا يتفق على كرسي رئاسة البرلمان دون أن يستشير السيد أردوغان ، تخيل جنابك أن الكثير من مسؤولينا الأكارم لا يزالون يحتفظون بجنسية البلدان التي لا تزال عوائلهم تعيش فيها وفي الوقت نفسه يتمتعون بالامتيازات التي يمنحها لهم العراق الذي استكثروا عليه يوما وطنيا .

ماذا علينا ان نفعل أيها السادة ونحن نرى قانون العشيرة والطائفة هو الذي يسيطر ويراد له أن يعم في ربوع البلاد . نتحدث عن قيمة الوطن وننسى أن نخصص يوماً للاحتفال بالعراق

. للأسف نحن نعيش اليوم مع سياسيين يتوهمون أنهم أصحاب رسالة، ويعتقدون أن خلاص العراق يكمن في العودة إلى الوراء، سياسيون يعلنون عن وجودهم عبر إشاعة مفهوم الطائفة الضيق، بديلاً عن مفهوم المواطنة الذي يجمع كل العراقيين.. سياسيون ومسؤولون يتركون تعهداتهم أمام الشعب ليمارسوا لعبة خلط الاوراق، التي تدفع الناس للتساؤل: لماذا يستكثر البرلمان على العراقيين أن يحتفلوا بعيد وطني؟ .

***

علي حسين

 

في المثقف اليوم