أقلام حرة

صادق السامرائي: الأضحية والخسارة الإقتصادية!!

المقال ربما سيُحسَب عدوانا على طقس راسخ ومتكرر، فلا يتم الحج إلا بسفك دم ضحية، وعادة ما تكون من المواشي بأنواعها.

وبتكاثر عدد الحجيج الذي بلغ بضعة ملايين، وعليهم تقديم أكثر من مليون (نعجة، معزة، خروف وغيرها)، وهذه الأعداد الهائلة تذبح في أيامٍ معدودات، فكيف يتم التعامل معها، وتوزيعها على الناس.

هذا طقس في الحج لم يتغير ولم يواكب العصر، ففي كل موسم يُهدر الملايين من الثروة الحيوانية، ومعظمها ينتهي إلى التلف، فلا يمكن لمجزرة مهما بلغت من التقنيات، أن تنجز هذه المهمة بلا خسائر.

فلماذا لا توزع الثروة الحية على الفقراء ليعتاشوا عليها، ويأكلوا من عطاءاتها، ويحققوا بها تنمية إقتصادية نافعة؟!

أو لماذا لا توزع أثمانها عليهم، أو تشيد بها مدارس ومستشفيات ومراكز للخدمات، التي تيسر الحياة وتبني الإنسان المعاصر؟!

سيقول مَن يقول ما سيقول، وسيرى البعض أنها خروج عن السنة والشرع، لكن النظرة الواعية للعدد الهائل من المواشي التي تجزر في بضعة أيام، يؤكد أنه سلوك لا إقتصادي، وتبديد للثروة الحيوانية، دون مبررات كافية، سوى أنها طقس يتم به الحج.

ترى ألا يجوز إعادة النظر بالأضحية والتعامل معها وفقا  لما ينفع الأمة، وينمي قدراتها الإقتصادية، ويساهم في إعتمادها على نفسها في الطعام.

لابد من وجود مخارج شرعية، تبحث في غاية الأضحية والأسباب الكامنة وراءها، فإن تحققت بغير سفك الدماء فذلك خير، وإن تجنب الفقهاء النظر في الموضوع لأنه من الثوابت الراسخة، فهل ينفع الناس جزر الملايين من الأضاحي في بضعة أيام؟!!

إنها تساؤلات والإقتصاد عماد الحياة!!

فهل من الأفضل أن نعطيهم لحما، أم نعلمهم كيف ينتجون حليبا ولبنا وجبنا وزبدا ولحما وأصوافا وغيرها؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم