أقلام حرة

محمد سعد: لا شيء خارج النص

من حق القارئ ان يعلق او ينتقد، مقال او نص أدبي، بالحجة واليقين،وان يترفع بالأخلاق ورداً،علی مقالي الأخير،الطريق الي البرلمان،وحب مضاجعة الكراسي، الجملة التي ازعجت البعض حب مضاجعة الكراسي ليست من تأليفي ولكن استخدمها علماء "المان ويابنيين"، الذی کتبته بالآمس نشر في مجلات علمية،

اذا كان الكاتب أو المؤلف يعتقد ان كلماته أو نصوصه ستصل الى عقل القارئ كما يعتقد، فهو يراهن على شراء سمكة في البحر،الكلمات عندما تدخل عقل القارئ تمر بنفق طويل من المرشحات والمصافي ونقاط التفتيش، والحراس والتأويلات،

وتفقد الكثير من معانيها الحقيقية. خلال هذا المرور، وتخضع للحذف والإضافة من كل قارئ، سلباً أم إيجاباً وعندما تقطع المسافة الى عقل القارئ لا تدخل مباشرة:

عليها الدخول في مصفاة أخلاقية لكل قارئ، ومصفاة نقدية، ومصفاة دينية، ومصفاة اجتماعية، ومعايير شخصية وعامة ...! حسب ثقافة القارئ وقيمه صواباً أم خطأ، وحسب تجاربه، وحسب مستوى ثقافته النقدية، وعند التفسير النهائي، يقوم القارئ بتفسير ما وصله من هذه المرشحات وليس النص نفسه، لقد ترجمه حسب قدرته لكي يفهمه كما يظن:عدد تأويلات القراءة بعدد سكان الأرض عدا لوائح القبور التي لا تتحمل التأويل إلا اذا تضمنت حكمة أو مقولة ولوائح عناوين الطرق والعلامات وإشارات المرور وتعليمات السجون، حتى القوانين التي درسها القاضي والمحامي يختلفون عليها في التفسير في المحاكم،

وهذا من أسباب تعدد الطوائف في الأديان. أما النص، خاصة الأدبي، فمن غير الممكن تفسيره من الجميع بطريقة واحدة للآسباب السابقة، ولا يتوقع كاتب محترف قراءة موحدة لنصوصه،

لأن القراءة الجمع، أي التفسير الجماعي للنصوص مستحيل، حتى الحالة الصحية والنفسية والعقلية والعاطفية للقارئ تحور النص، بل هناك من قال طريقة الجلوس في القراءة وذهنية القارئ تلك اللحظة تضيف وتحذف،ومن أكثر القراءات في النصوص الأدبية شيوعاً هو الربط بين [النص والكاتب] مع ان الكاتب" مات" بعد النشر وصار قارئاً، ونحن نقرأ /عن الحضارات الفرعونية والبابلية والسومارية والفينيقية واليونانية، ولا نعرف من هو مؤلفها ونعجب بها لأن القراءة هنا فصلت بين النص والشخص. لكن هذا القارئ لا يربط بين البائع وبين الشاورمة، ولا بين القطار وشركته، ولا بين الهاتف وصانعه، ولا بين الطائرة وصناعها، ولا بين بائعة تذاكر السفر وأخلاقها ولا بين الحذاء ومنتجه ولا بين الدواء ومكتشفه، مؤمناً أم كافراً، وهو السلوك الصحيح، ولو تم هذا الربط لمشينا حفاةً وبلا سفر ولا دواء ولا هواتف.القارئ أمام نص" ولا شيء خارج النص" بلغة الكاتب والفيلسوف {جاك دريدا} اقسمنا بحق الآية الكريمة (ن والقلم ومايسطرون) لم يغادرني قلمي ولا يستطيع احد ان يجف حبرة، فما دامت الحياة لم تفارقني فأنا في عزها وزهوها ولو زهقت مني الدنيا لكان الموت ازهق روحي في الوعكة الصحية الآخيرة، دعني اعيش حياتي بطولها وعرضها ما دمت ازرع الحب فيها وارم بذور الخير على جنباتها والتزم حدود ما امر الله به فما العيب والخطأ في ذلك

قولت في نفسي: قلمي سوف يغضب الكثير، وسوف تتوقف وتخشا

كلام الناس (والله احقُ أن تخشاهُ)

فقلت: في نفسي

ومتى توقف الناس عن الكلام وعن الغيبة والنميمه المحرمتين حتى اخاف من ان يرموني بسهامهم السامه من جديد

فأنا والله مرتاح الضمير سعيد الى ابعد الحدود واذني لاتستمع الا لما يفرحها ويطربها وبيني وبين ربي مودة ورحمه وانا متمسك بحبله ولا اهتم لآحد مهما بلغ شأنه،، ولينظر كل واحد الى نفسه ويؤدبها قبل ان يؤدب الآخرين المؤدبين اصحاب الفكر والقلم الحر ..!

حقاً انه زمن

رجال اخر الزمان

يبدو ان الساعة آن أوانها وقد اقتربت اشراطها

يا ويلنا يا ويلنا في زمن ضاع فيه كلمة أقلام حرة ..!!

***

محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث مصري

 

في المثقف اليوم