أقلام حرة

ضياء الاسدي: المرجعية الدينية وضبط نسق الخطاب والشعائر الدينية

في هذا الوقت العصيب من الصراع العقائدي بين المد الفكري التنويري ضد الخطاب الديني التابع للموروث الديني والتراثي الذي يقوده مجموعة من المفكرين في العالم العربي والإسلامي الذي بدوره يحاول إعادة الفكر العقائدي للدين وخصوصا المحمدي وإعادة طريقة الفهم الإسلامي والمنهج العقائدي والشعائري له . ينبري لنا مجموعة من بعض رجال الدين المحسوبين على المؤسسات الدينية بآراء ما أنزل الله بها من سلطان مخالفة للعقل والمنطق والذوق العام واستهانة بالعقول وهم الذين يرتقون المنابر الدينية ومواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح مرتعا واسعا وخطرا لبث سمومهم وآرائهم المنحرفة البعيدة عن الواقع الفكري العقلاني  للإسلام والعقائد الدينية والمذاهب الإسلامية حيث حولوها إلى روايات وأحاديث المتوارثة عن الأجداد وموروث شعبي تأريخي والبعض وصل   إلى حد الاستعانة بالأحلام واعتمادها كمصدر رئيسي للطرح وهذا بات يشكل خطرا على الفكر الإسلامي وعقيدته وتشويه منهجه أمام المتربصين والمتصيدين بالمياه العكرة اتجاه الإسلام والمسلمين إذا تُرك الحبل على الغارب وعدم التصدي له عن طريق المؤسسات الدينية التي تُخرج هكذا رجال دين محسوبين عليها . لذا تقع المسئولية عليها كاملة في الوقوف أمام هذا التيار المدمر المقصود من بعض المؤسسات المشبوهة للنيل من عقيدة الإسلام وشعائر بعض المذاهب وطرد كل من يسعى في تشويه الفكر الإسلامي الذهبي وخصوصا مذاهبه المتعددة بعد ظهور رجال دين شباب على الساحة للمنابر الحسينية خصوصا والمنافذ الاجتماعية يبثون الفكر المنحرف أو المغالي في ظل غياب المسائلة وعدم وجود نظام وضوابط تنظم عملهم والإشراف عليهم وعلى خطبهم وطرحهم للمواضيع من قبل المرجعيات الدينية الرصينة وخصوصا المنابر الحسينية التي تطرفت في طرحها كثيرا وغيرت مسار الشعائر الحسينية النقية ونهضته المباركة التي قدم فيها الحسين بن علي عليه السام دمه الزكي وذريته وأرواح أصحابه الميامين حيث أشبعوها خزعبلات أساءت لشخصية الحسين عليه السلام بنقل التراث والأحلام بعيدا عن البحث المنهجي الفكري وبعيدة عن العقيدة المنحرفة التي خرج ضدها الحسين وبعيدا عن التدبر العقائدي للإسلام والرسالة المحمدية والقرآنية وأفاضوا فيها من خلال مخاطبة العقول الساذجة والبسيطة للناس والمتحجرة التي لا تريد فهم دينها ورسالته وتحترم الموروث الديني وتراثه الموزون وهذه دعوة صادقة خالية من التعصب لجميع الأطراف وبدون استثناء أن تقوم المؤسسات الدينية الحكومية والمرجعيات لوضع حدا لهذه التجاوزات على الشعائر الإسلامية من خلال الاختيار الأمثل والأصلح لتمثيل هذه المرجعيات ويكون لها الإشراف المباشر وعلى المنابر الخطابية والمحاضرات الدينية والاجتماعية والتثقيفية والتاريخية بالاعتماد على المصادر المعتبرة التي ترتقي إلى العقل السليم والفكر الحقيقي المنطقي لمبادئ ديننا وعقيدتنا وشعائرنا بعيدا عن الخطاب الطائفي والمظلل الذي لا يتناسب مع العقل والنقل وعقلية الجيل الحالي والتالي والذوق العام وعدم استغلال العقول البسيطة والعاطفة لبعض الناس البسطاء الذين جبلوا على تقبل ما هو موروث ومتعارف عليه لتمرير الفكر والشعائر المنحرفة وهذا يتم عن طريق توحيد الجهد الديني المؤسساتي والمسائلة للمرجعية المباركة على أسس ومنهج والدين المحمدي والقرآن الكريم والسنة الصحيحة المباركة الموثقة بالسند والتمسك بتراث وفكر أهل البيت للنبي محمد صلوات الله عليهم وأصحابه الكرام

***

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم