كتب واصدارات

مجلة "سومر" السينمائية.. عرض للعدد الثاني

مقالات منوّعة ومراجعة نقدية للدراما العراقية والعربية لهذا العام

صدر في بغداد العدد الثاني من مجلة "سومر السينمائي" وهي مجلة إليكترونية شهرية تصدر عن مهرجان سومر السينمائي الدولي وتُعنى بشؤون السينما عراقيًا وعربيًا وعالميًا. يتضمّن العدد 18 مقالاً بضمنها 7 مقالات مُكرّسة لملف "الدراما التلفازية". كتب رئيس التحرير نزار شهيد الفدعم افتتاحية العدد التي جاءت تحت عنوان "في عالم اليوم تتلاشى الحدود بين الشاشتين السينمائية والتلقزيونية" ليمهد للملف الدرامي الذي كرّسته المجلة الوليدة التي تنطلق نحو المستقبل بخطوات رصينة محسوبة. كما سلّط المحرر السينمائي الضوء على "مهرجان أيام السينما العراقية الثاني". فيما خصّ الناقد السينمائي رضا الأعرجي المجلةَ بموضوع مهم وشائق جدًا أدرجهُ تحت عنوان "محاولة أوليّة للبحث عن ريادة عربية في السينما" أكد فيه أنّ السينما لم يخترعها شخص بعينه وإنما اشترك في اختراعها مئات من العلماء من بلدان متعددة. وتوقف عند الحسن بن الهيثم؛ مكتشف علم الضوء من دون منازع، ونوّه إلى المبدأين الأساسيين اللذين ركز عليهما ابن الهيثم وهما الحجرة المظلمة، ومبدأ بقاء الرؤية الذي يخلق وهم استمرار الحركة. كما قدّم مالك خوري"قراءة مغايرة لـ "جعفر العُمدة" ركّز فيها على "النخبوية الليبرالية، وقوة الأحلام المؤدلجة". أمّا المخرج السينمائي العراقي علي كامل الذي درس في معهد ڨگيك VGIK فقد كتب الحلقة الأولى من سيرة المخرج السوفيتي الأرميني سيرجي پاراجانوف التي جاءت تحت عنوان "حين لا يُقبَل نبيٌّ في وطنه" ركز فيها على مجموعة من أفلامه ذائعة الصيت من بينها "ظلال أجدادنا المنسيين"، و"لون الرمّان"، و"أسطورة قلعة سورام". فيما كتب الناقد والمخرج اليمني حميد عقبي عن "جسد المرأة في السينما الإيرانية" التي حُرِّم فيها أي تلامس جسدي بين الرجال والنساء مهما تكن الأسباب. تُشارك الروائية والناقدة السينمائية الجزائرية فضيلة بودريش، صاحبة "شواطئ الثلج" بمقال مكثف عنوانه "عن السينما الجزائرية نتحدث... من سماء الأوسكار إلى البحث عن أداء مُبهر" تطرقت فيه إلى أول فيلم جزائري حصل على الأوسكار وهو فيلم "زد"، كما تُنعش ذاكرتنا بمحمد الأخضر حمينه الذي خطف السعفة الذهبية عن فيلمه الموسوم بـ "وقائع سنوات الجمر" سنة 1975. تسّلط الناقدة السينمائية المصرية ناهد صلاح الضوء على فيلم "يوم 13" تأليف وإخراج وائل عبدالله وتركّز فيه على ملمحين: الأول تقنية البُعد الثالث 3D، والثاني تصنيفة كواحد من أفلام الرعب. بينما يُتحفنا القاص محمد خضير بمقال مركّز وعميق عن فيلم "بيردمان" أو "الرجل الطائر" للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو التي اقتبسها عن رواية " عمَّ نتحدث حينما نتحدث عن الحُب" للكاتب الأمريكي ريموند كارفر  وهي تدور عن "أربعة أزواج معتوهين يشتركون في تمثيل مسرحية داخل الفيلم". تكتب الناقدة السينمائية اليمنية هدى جعفر عن "ثلاثة أطفال في قائمة شندلر" للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ الذي يروي قصة الصناعي الألماني أوسكار شلندر الذي أنقذ 1100 يهودي بولندي من الهولوكوست في أثناء الحرب العالمية الثانية. يحاور الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن المخرجة دارين سلام، مُستغورًا تكوينها السينمائي، وأفلامها القصير السابقة بعد أن يتوقف عند فيلمها الروائي الأخير  "فرحة" الذي تصور فيه أحداثًا ووقائعَ مؤلمة عاشتها شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني إبان نكبة العام 1948م. فيما يقدّم الناقد السينمائي أحمد ثامر جهاد قراءة في فيلم "في انتظار البرابرة" للمخرج الكولومبي تشيرو جيرا ويركز على الشخصية الكولونيالية في عزلتها وتمردها.

يكتب المحرر السينمائي توطئة لملف الدراما  يكرّسه للحديث عن مسلسل نتفليكس الوثائقي "كليوباترا محاولة لتشويه التاريخ" حينما أظهر أشهر الملكات بملامح سيدة أفريقية سمراء بينما هي في واقع الحال مقدونية يونانية بيضاء البشرة، وأُتهِم القائمون على تنفيذ المسلسل بتشويه حقائق التاريخ المعروفة. أما الناقد خليل حنون فقد كتب عن "مسلسل كليوباترا... الترويج لفكرة وفرضها.. لا تقديم شخصية تاريخية" وركز على أخطاء المسلسل الكثيرة مثل ركاكة الكتابة، وضعف التصوير، وسوء تنفيذ الديكورات وحتى انتحار كليوباترا الذي توزّع بين لدغة الأفعى أو السم الذي تناولته إضافة إلى احتمال مقتلها على يد أوكتافيوس. ترفد د. عزة أحمد هيكل الملف بمقال رصين أسمتهُ "الدراما والعالم الجديد" تتبعت فيه نشوء الدراما المصرية منذ سبعينات القرن الماضي والدراما السورية التي بدأت تنافس شقيقتها المصرية في بداية الألفية الثالثة كما توقفت عند بعض المسلسلات المصرية لهذا العام مثل مسلسل "تحت الوصاية" للمخرج محمد شاكر الذي يناقش قانون الوصاية وولاية الأرملة على اليتامى القُصّر الذي "يحْرم المرأة التي حملت ووضعت وأرضعت وربّت وعلّمت من أن تكون وصية على صغارها بل ويعتبرها غير صالحة أو غير مؤهلة لهذه الوصاية". يدوِّن د. صالح الصحن عددًا من الملحوظات في مقال متوازن أسماه "قبل أن تكتب" ورصد فيه عددًا من المسلسلات الدرامية العراقية من بينها مسلسل "طوارئ" للمخرج أكرم كامل، و"الماروت" لمهدي طالب، و"غيد" لعلي فاضل، و"بغداد الجديدة" لمهنّد حيال. أمّا د. عواطف نعيم فقد كتبت مقالاً بعنوان "في حضور الدراما وغياب الهدف" ورصدت فيه "خان الذهب" للمخرج بهاء خداج، ومسلسلات أخرى توقفنا عندها سابقًا وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنّ المخرج العربي السوري والأردني واللبناني يتصدر المشهد الدرامي العراقي بينما ضاعت الفرصة على الكاتب والمخرج العراقي. يرفد المخرج والناقد التلفزيوني رضا المحمداوي المجلةَ بمقال لاذع مفاده "على شاشة التلفزيون ميلودراما عراقية هجينة" يشخِّص فيها العديد من الأعمال الدرامية العراقية التي تبدو قاصرة وكأنها لم تبلغ الرشد وعمر النضوج ولايجد حرجًا في وصفها بالمشلولة ويتوقف عند بعض المسلسلات العراقية مثل "انتقام روح" للمخرج المصري إبراهيم فخر، و"المتمرد" للمخرج السوري يزن أبو حمدة وغيرهما من المسلسلات الهجينة التي تتميز بالنمطية الجامدة في رسم الشخصيات، والضعف في البناء، واستجداء مشاعر الجمهور. ويختم الكاتب المصري قدري الحجار العدد بمقال "نجوم رمضان" ويتوقف عند البعض منهم أمثال محمد رمضان، وهالة صدقي، ومنى زكي، ورانيا فريد شوقي وغيرهم الكثير.

تحتاج المجلة إلى بعض الأخبار الفنية المنوعة لكي تخفف من وطأة المقالات الطويلة جدًا التي يمكن اختصارها وتشذيب زوائدها. كما  تفتقر المجلة إلى "رسالتين أو ثلاث رسائل" من بعض العواصم العربية والعالمية لتغطية الأحداث والأنشطة السينمائية. ونتمنى على رئيس وهيأة التحرير الموقرة أن يضيفوا بابًا لقراءة الكتب والإصدارات السينمائية لكي تلبّي رغبات القرّاء المتخصصين والعاديين على حد سواء.

***

عدنان حسين أحمد

في المثقف اليوم