حوارات عامة

القاص والروائي المغربي محمد فاهي ... في ضيافة المقهى؟؟

بعيدا عن عالم القصة من هو محمد فاهي؟

- محمد فاهي واحد من خلق الله الذين يدبون على هذه الارض، أشتغل بالتعليم في الإعدادي، وأقتنص من زحمة الحياة أوقاتا للقراءة والكتابة.

 

كيف تورطت في عالم الابداع و القصة بشكل خاص؟

-شغفت كغيري بالحكي، استماعا وقراءة، في مرحلة الطفولة، كنت كلما قرأت أو استمعت إلى حكاية أعيش في عوالم فسيحة تمحي فيها الحدود بين الواقع والخيال. وكان ذلك يغذي مخيلتي ووجداني بالحلم. في ما بعد تعلمت أن أبني هذ ه العوالم بنفسي، مغادرا أقمطة التلقي، باحثا عن أحلام آمنة أثبت بها ذاتي وأتعلم فهم واقعي ومحيطي. وبطبيعة الحال لابد أن أتعلم فوق ذلك أن للكتابة قانونها وإكراهاتها الخاصة.

 

بعد رصيد مميز يعود إلى 80 من القرن الماضي، هل أنت راضي عن تجربتك الإبداعية؟

-أتعامل مع ما أكتب بعشق خاص، لكن التجربة التي لا أرضى عنها هي حافزي للتطوير، ولذلك فأنا قد أشطب ولكن قليلا قليلا ما  أمزق ما كتبت.

 

ماهي طبيعة المقاهي في الفقيه بنصالح وهل هناك خصوصية تميزها عن باقي المقاهي في المغرب؟

-أعتقد أنها لا تختلف، في الجوهر، عن مقاهي المغرب، فلكل مقهى زبناؤها الذين سرعان مايخلقون تجمعاتهم الخاصة، ومتطلباتهم ...لتشكل تقاليد خاصة أو سمات مميزة لكل مقهى.

والمميز في هذه المدينة، مثل كل المدن المغربية هو كثرة المقاهي، ان كل زبون لابد أن يجد الفضاء الذي يرتاح إليه بصفة ظرفية أو دائمة. والمقهى عموما، هو فضاءلا يخلومن منافع اجتماعية وثقافية وذاتية، فزمن المقهى هو زمن حميمي، يخلو فيه الفرد لذاته أو لجماعته، وفيه يتم تبادل بعض الخبرات الحياتية أو المعلومات العامة أو المهنية، ناهيك عن قراءة الجرائد الوطنية، كما يتم عقد صفقات والتخطيط لمشاريع ثقافية، وهو ما لايتاح في الشارع بصفته العرضية والعابرة ، والمقهى تقع في حدود بين البيت والشارع.

 

على هامش هذا الحوار اكتشفت أنك من رواد المقهى، فمتى بدأت علاقتك بفضاء المقهى ؟

-بدأت علاقتي بالمقهى في فترة الدراسة الجامعية ، في هذه المرحلة تتعزز اسقلاليتنا، وتزداد حاجتنا إلى فضاءات بديلة، خاصة عندما نكون بعيدين عن أسرنا.

 

هل تعتقد معي أن المقهى فضاء صالح للإبداع والتنشيط الثقافي؟

-نعم  يمكن استثمار بعض المقاهي للتنشيط الثقافي، وخاصة تلك المقاهي التي يكون لأصحابها علاقة مباشرة بالإبداع، أو يكون روادها كذلك، لكن ينبغي أن يكون التنشيط متنوعا ، ولايقتصر على قراءة قصة أو قصيدة إو إلقاء عرض.

 

ماذا يمثل لك: التعليم، الشباب، الإبداع؟

-التعليم: حاجة دائمة ، فنحن لانستطيع العيش بدون تعلم ،وتأتي المدرسة لتؤسس هذا الفهم.

الشباب: تلك الفترة الزاهية من العمر التي نبدأ فيها مجابهة الحياة، بواقعية بعد مرحلة رومانسية طويلة تمتد من الطفولة. إننا بحاجة إلى إعادة إحياء كل مراحل عمرنا فينا سواء كمادة من الذكريات أو كروح.

الإبداع: والابداع هو تلك الروح التي تجمع بين التعليم والشباب،مادام المبدع يطمح دوما الى التجديد هو الأمل والحياة في بعدها الوجداني ..والجمالي يغني الذات ، يهذبها ،ويسعفها بقابلية العمل والتطوير.

 

كيف تتصور مقهى ثقافية نموذجية؟

- أتصورها ذات برنامج متنوع يعلن للعموم ، لكن دون أن تفرط في طبيعتها الأصلية، بحيث يبدو التنشيط الثقافي كإضافة، يمكن أن نفكر في وصلات مسرحية قصيرة، نابعة من أسئلة الحاضر، وسكيتشات، وعرض لوحات، وحكي حكايات من حكائين ، وقراءة قصص أو قصائد........

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1078  الاحد  14/06/2009)

 

في المثقف اليوم