حوارات عامة

رائدة جرجيس بين دجلة والفرات / علي الزاغيني

كل مساء وتبتهل الى الله ان ينعم وطننا بالسلام والامان، تتجول في شارع المتنبي وتعشق دجلة والفرات وسماء الوطن وترابه .

التقيتها في شارع المتنبي وكان هذا الحوار معها

 

من هي رائدة جرجيس باختصار؟

- رائدة نصف قرن من النساء تشكلت من طين دجلة والفرات ونبت غصن نعناع ينثر عطره في الافق حروفا تعانق الوجد..

انا حرف بين سطور الحب والحياة .

 

بين الغربة والوطن أين تجدين نفسك وماذا أضافت لك الغربة؟

 - الغربة هي ليست البعد عن المكان الجغرافي المحدد باسم وطن بقدر ماهي بعد بالاحساس والشعور والفكر لاسباب كثيرة منها نفسية او عاطفية، سياسية اقتصادية، دينية والحروب والخوف

 نرى الفرد يبتعد ويعيش بغربة يرسمها لنفسه وهو داخل حدود بيته او بلده وهذه الغربة الجسدية، وهناك غربة فكرية يواجهها المفكر والاديب في بلده مما يضطر الى التمرد والخروج خارج دائرة المكان ليعيش حياته ويمارس ما يجول في فكره ليمسك لجام التمرد ضد المالوف والاعراف والتقاليد

نمضي .... وتمضي بنا الحسرة .... كالزبد تتكسر احلامنا بين جرف المنافي وجرف الوطن

ومواسم الوطن انتظار في لحظة الرحيل حقبنا بيوتنا بحقائب الرحيل

محددين بوزن من هنا يبدأ الألم بيتك وذكرياتك ملاعب صباك حبيبتك قبور

اجدادك واهلك والوطن لا تستطيع ان تحقبينهم في الرحيل مساحة

تتركهم خلفك ترجع اليهم كلما تاججت نار الشوق والذكرى بتأمل وشوق وحنين .

الغربة فنجان قهوة يرتشفنا بشفة الألم والشوق لفرح، لأهل، لللغة و للحب .

عربات التاريخ التي بدروب العراق منذ استقلاله محملة بالدساتير، الحكومات، القوانين، البرلمانات والصحف والى يومنا هذا رسمت العراق على انه وطن الجميع ولكن في التطبيق فشلت فشلا ذريعا فلم تنجح في سقل الروح الوطنية لدى الفرد وتنميتها لذا صار مستقبل العراق اكبر بضاعة للمتاجرة بيد من يدعون العراقية هذا ما يدفع للغربة والاغتراب إنا أجد نفسي في وطني حين يكون دستوره الكافل للحقوق والحريات مطبقا ومع كل هذا يشرفني أن أقول اني أجد نفسي في عراقيتي التي لن يستطيع احد ممن يمسكون بزمام الأمور ان يتمتع بها وهي تاج فخر لي .

فتتسع رقعة البعاد وينفجر الصدر بالبكاء يااخي 

 حين نزفنا اوطاننا وجعا ورقصت المنافي على جثث اغترابنا

الغربة تسقل وتضيف فالالم المنبعث من الحنين والشوق والكبت يجعلك تبدع في مجالات التامل الكتابة الرسم او أي فن وموهبة تتعلم لغة اضافية و تضطر الى ان تلم بجوانب المجتمع الذي انت فيه من الناحية الاجتماعية،الاقتصادية ، السياسية والدينية كي تستطيع الاندماج معه علمتني الغربة ان اقارن بين احترام الانسان هناك وابتذاله في بلدي جعلتني أقارن بين الاطفال هناك وامتيازاتهم من يوم مولدهم الى الكهولة من رياض الاطفال المدارس والحدائق والعناية الصحية والجسدية واطفالنا الذين يستجدون اللقمة على الارصفة ويستدجون الام والاب الذين فقدوهم حطبا لا تون حروب لا نعرف لماذا خضناها

اقارن بين المسنين هنا وهناك والمعاقين وامتيازاتهم علمتني اننا غرباء في انفسنا واوطاننا وحتى في اغنانينا.

الغربة نمت الانسان الذي في داخلي اكثر، علمتني ان اكون شجرة بلوط

 

الصحافة الالكترونية والصحفة الورقية اين تجدين نفسك وهل ستكون الصحافة الالكترونية البديل عن الصحافة الورقية؟

- بعد التطور الهائل الذي لحق وسائل الاتصالات والنشر ظهرت الصحافة الالكترونية وهي وسيلة ناجحة سريعة لايصال الخبر او المادة باسرع مايمكن والى اكبر عدد ممكن في كل بقاع الارض .

هذه الصحافة اخذت دورها البارز في النشر فهناك من الصحف الورقية المدعومة الكترونيا وهناك منها ماهو الكتروني فقط، ان اول نسخة صحيفة الكترونية كانت صحيفة سان جوزيه ميركوري الامريكية وكان هذا سنة 1993

ما يعيب هذه الصحافة هو سهولة السرقات وتبديل اسماء المحررين عن طريق عملية سهلة وهي النسخ لصق والتي يعتمدها ضعاف النفوس او من يحاول ان يكون كاتبا او اديبا على حساب ملكية الاخر الفكرية وكذلك كثرة الاشاعات المغرضة والكاذبة لضعف الرقابة .

وهناك الجانب المضي المهم وهو تسهيل وصول الخبر للمتلقي اكثر من الورقية والتي تعتمد الوقت وتثقل الكاهل بالتكاليف وكذلك مايرفق هذا النوع من صورة وصوت وافلام فيديو تجذب المتلقي بشكل اكبر ليعيش الحدث بشكل اكثر تفاعلا، الكثير من الصحف الورقية لها مواقع الكترونية يساعد في ترويجها وجعلها بين يدي الجمهور خلال لحظات عن طريق الشبكة العنكبوتية

ومهما يكن لكل منهما طعمها الخاص وقرائها وبين هذا وذاك ان مادة والمادة الجيدة تاخذ مكانها و تفرض نفسها ورقيا او الكترونيا .

 

كتابة الشعر هو فن وابداع هل يمكن ان تكوني بدونه؟

- ان الكتابة هي الارض التي اقف عليها ومنها تستمد جذور وجودي سقيها فالكتابة هي بوابة الى ذاتي انفذ منها الى ذوات الاخرين وبها اسمو الى عوالم الدهشة والروعة والحب التي ازرعها في القلوب.

 

 قرات لك العديد من القصص القصيرة، كيف تستمدين فكرة القصة من الواقع او الخيال ام للاساطير دور في ذلك؟

 - القصة القصيرة كنوع ادبي اترجم من خلال سطوره حالة مرت بي او لقطة اقتنصتها من بحر الحياة والذي تتقاذفني امواجه بحيرة بين فرح وحزن وكم هائل من المشاعر وتتركني اغازل سفح الذائقة بحروفي التي انسجها بسرد لغوي احاول من خلاله ان اجعل علاقة بين المفردة والصورة والمتلقي

فالقصة القصيرة لها ولادة وهذه الولادة خاضعة لتاثير الواقع، المؤثرات النفسية، الحدث العاجل، او مسيرة طويلة تختصر باسطر والواقع وما عليه أهم مصدر لقصصي القصيرة هو الواقع واداخله في الاساطير حيث حضارتنا المعروفة بالكم الهائل من الاساطير فانا اصنع الجمال واهديه تيجان محبة .

 

يقال ان رائدة جرجيس تبعث على ان الشعراء لا يشيخون؟ وان الحب هو مائدة للجمال والحب اولا؟؟

في مجتمعنا الشرقي الانسان محاصر بين جدران الممنوع والكبت وقائمة المرفوض ومن بين كل هذا لابد ان يكون له متنفس انا اتيح للمتلقي هذا المتنفس ليسمو من خلاله في فسحة احلام وردية تعانق الحب وتلامس المشاعر وتداعب الرغبات المكبوتة برقة وجرأة بعيدا عن الثوابت المقدسة المفروضة .

بألوان النبيذ الأحمر
يقترب فمي حائرا بقبلة هاربة
لرغبة جنون دون نهاية
كان عليك أن تتذوق

 وردتي هذه الليلة
لكن ربيعك نام
على سرير كانون
لذا سألوذ بصمتي

 كي تسمع ضجيجه
و تعرف حقيقة نبضي

 

رائدة جرجيس انثى جامحة متحدية الرجل في الشعر؟

- هههههه بل انا معتدة واحب واحترم .. الذي يحسبه البعض اني معتدية عليه لا بالعكس فهو نصفي المكمل وما اكتبه من ولادات له اثر فيها و ما يدور بيننا لابد ان يؤرشف و ياتي باشكال مختلفة تحدي مرة وموافقة اخرى

وأهديك مكواة بدل العطر

كي تظل ساخنا ً

وتعدّل ما اعوج َ منك

يا أيها النرجسي،،الذكر،،

بلا منازع

فأنا أنثى وبنازع ونزاع ..

حديثي لك

عنك

قبضة ياسمين انثرها الى النجوم

نتظر وانتظر ولا شي يعود منها لأقبله

 

هل انصفك النقاد؟

- لقد كتب عني الشاعر الكبير فائز الحداد وكذلك الشاعر الناقد وجدان عبد العزيز وهذا يكفيني فخرا وفي مناسبات عديدة كان للناقد القامة الاستاذ سعدي عبد الكريم رائيه الذي احترمه واقدره بشهادة تمنحني الشمس تاجا .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2277 السبت 17 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم