حوارات عامة

حوار مع المرأة التي تهيم حبا بالشعراء بعد موتهم

- انا حنين لنفسي وللذين احبهم

- بدأت بكتابة الشعر وانا في الصف الثالث

- انا من محبي الأزرق وعائلته وابنهم التركواز

- الشعراء يحلمون ويتمنون ويتملقون ويمدحون

حنين محمد.. هي امرأة مجنونة لكنها اتخذت اهم وأصعب ثلاثة قرارات في حياتها:

- ان لا ترتبط لكي لايشاركها حياتها احد

- ان لاتنجب لكي لاتعيش حزن الأمهات

- تركت التدريس لكنها احتفظت بالوظيفة

مارست الرسم بشغف حتى لاتكاد يدها ترى من غير الوان وكتبت الشعر حتى نافست الأوائل بالبكاء على الاطلال وندبت النواب وكوكب حمزة وموفق محمد حتى كأنها امهم او كل واحد فيهم صخر وهي الخنساء وفوق هذا وذاك تملك هي من الدموع ما لا يخاف شحته ومن الطيبة الكثير وقبلهم هي حنين لا ينقطع حتى تكاد تشارك فيروز حيرتها: (انا عندي حنين ما بعرف لمين).. واحاول في هذا الحوار ان اضعها تحت مرمى اسألتي

* انت حنين لمن؟

- حنين لنفسي وللذين احبهم ويحبوني

* غالبا ماتقف خلف تسمية حنين قصة.. فما هي قصة اسمك؟

- لا اعلم ولكن ذات مرة اخبرتني والدتي بأن خالي كان معجب او احب فتاة اسمها حنين فطلب منها تسميتي وتمت تسميتي حنين

* من جاء، اولا الشعر أم الرسم؟

- لا فرق بينهما الشعر رسم بالكلمات والرسم رسم بالفرشاة والالوان.. ولكن الشعر جاء اولا حيث بدأت بكتابة الشعر وانا في الصف الثالث متوسط وجاء الرسم اثناء دراستي في اكاديمية الفنون الجميلة/بابل

* بماذا يختلف احساسك عند البنفسج عن غيره من الألوان؟

- انا احب (ليل البنفسج فقط) سواء بصوت مظفر النواب او بصوت الكبير ياس خضر. ولكن انا من محبين الازرق وعائلته وبالأخص ابنهم التركواز والسمائي.

* هل ينام القلب؟ وكيف؟

- انا من اللذين مات قلوبهم اذا كيف ينام الموتى!

* متى ماتت بداخلك (حنه) الطفلة وكيف ولدت مكانها السيدة حنين؟

- المواقف هي من تقتل الانسان وتقتل الاحساس وكذلك تقتل المشاعر والأمان. مرت حنة منذ صغرها بالكثير من هذه المواقف التي اماتتها وبالوقت نفسه صنعت منها امرأة بعمر تسع سنوات ام لابيها وامها واخوتها..ومن ثم ام لزوجها وحتى لقطة الشارع التي تأتي عند وقت العشاء.

* انت تركتي التدريس فلماذا تتظاهرين مع المعلمين.. هل هي الانتهازية من اجل الحصول على قطعة أرض؟

- انا لا اريد حتى قطعة حلوى من وزارة التربية والحكومة العراقية. صحيح انا تركت مهنة التدريس ولكني مازلت من المغضوب عليهم كونِ موظفة لدى وزارة التربية.

* هل دائما الشعراء يقولون ما لا يفعلون؟

- الشعراء يحلمون ويتمنون ويتملقون ويمدحون ويذمون، الكثير منهم يشعر ولكنه جبان حين يحين وقت الفعل والتنفيذ حتى في مشاعره يكتب قصائد ودواووين وهو يتغزل بحبيته ويسرد لنا ما سوف يفعله بها ولكن حين يظفر بها يحضر بينهما (العيب والحرام).

* لمن تغازلين في شعرك؟

- لم اكتب الغزل لأحد.

* هل لديك شجاعة الاعتراف؟

- شجاعة جدا ولكن بعض الاعترافات تجرح وتأذي الاخرين ولهذا السبب التزم الصمت.

* من هن الشاعرات الأقرب إلى نفسك؟

- سيلفا بلاث.. وكل من تكتب لتحلق بعيدا عن سجن العادات والاعراف..

* هل انت قريبة من العالمية في لوحاتك؟

- لا..

* اين تجدين نفسك في الرسم او في الشعر أكثر؟

- الشعر طبعا.

* هل انت جريئة فعلا؟

- اكيد فعلا.

* سعدي.. كوكب.. موفق كلهم من الحلة فهل اعجابك بابداعهم او تعنصر لهم باعتبارهم حلاويين؟

- ابدا، سعدي الحلي صوت لايختلف عليه احد وبشهادة معلمنا ونهرنا الثالث موفق محمد. اما كوكب حمزة فهو ملحن وعازف وايضا مطرب يأسر القلب والوجدان ويرسم حزننا الحلي ويطيره لنا طيور حب حزينة. واما موفقنا العظيم فهو شاعر عالمي وصل حدود العالمية دون ان يمدح وزير او يتملق لرئيس او حتى يرشي هذه الدائرة وتلك المجلة ولم يكبد نفسه اي عناء ليكتب عنه هذا الناقد او تمدحه تلك القناة.. كان يكتب لنا نحن احفاده الصغار وطلابه الشعراء يكتب ناقما على السلطة وأهلها. واعتقد ان الجميع يحبهم ومعجب بهم حيث ان التميز والابداع يفرض نفسه على الجميع. وانا احبهم حتى وان كانوا من بلاد الصين.

* اترقصين أم تبكين على انغام اغنية كوكب.. ياطيور الطايرة؟

- اطير.

ورغم ان الأسئلة كثيرة والحوار يمكن أن يتشعب وحنين طافحة بالاجوبة وبروح مسكونة بالرضا الا ان هناك ظروفا متعبة جعلتني أوقف تدفق نهر هذه الأسئلة مع علمي ان الشاعرة تملك من الصبر الكثير لترد على اسئلتي.

***

حاورها: راضي المترفي

 

في المثقف اليوم