تقارير وتحقيقات

الدكتور علي إبراهيم ضيف في الإتحاد العام للأدباء والكتاب في بابل / نبيل عبد الأمير الربيعي

(المخلوقات والشخصيات والأصوات في رواية ريم وعيون الآخرين) للكاتب الحلي عباس الحداد، قدمهُ للحضور الشاعر عادل الياسري، فقد تطرق الناقد علي إبراهيم بدراسة نقدية للرواية إذ قال" وظف الروائي والقاص عباس الحداد المصطلح الشائع حول المخلوقات والشخصيات والأصوات الذي كتب عنها فوكز وغائب طعمة فرمان وجبرا إبراهيم جبرا وآخرين و وأصبح نهج تناول المخلوقات يكون عادة في الرواية غير واقعي وحتى في الروايات العديدة تبتعد عن الواقع كثيراً، بدأها غائب طعمة فرمان في رواية مينمار وجبرا إبراهيم جبرا في رواية البحث عن الوليد مسعود ،وقد وظف عباس الحداد أسلوب الأصوات في الرواية،هنالك وهميات لم تظهر في الرواية كوهمّيات القرية الذي يؤمن فيها الكل بالأشباح"، وقد عقب الناقد إبراهيم "إذ أصبح نهج تناول الصوت في الرواية، حيث جعلها الراوي تتكون من خمسة أصوات (ريم، الشيخ سرحان، إسماعيل عبيد، هاشم) إضافة إلى أصوات أخرى ثانوية أو رئيسية مثل (هادي الصالح) الصوت الميت الحيّ في الرواية وربما ليس صدفة أن تتكون الرواية من خمسة أصوات على غرار  رواية غائب طعمة فرمان (خمسة أصوات) وجعل الرواية ترتكز على حدث مركزي وهو مقبرة القرية وما يدور حولها من مؤامرات، وقد جعل الكاتب من  فضائها فضاءً رمزياً "، مع العلم إن الرواية قد صدرت عن دار تموز للطباعة والنشر السورية  وقد اتخذت الرواية من تعدد الأصوات أسلوباً سردياً لخطابها، فهي توزعت  على عشرة أقسام، لكل قسم بطل من أبطال الرواية، وهي تحاول أن تدين ما هو سلبي في حياة الإنسان، وتعلن إن الحب هو الهدف، و الرواية هي مزيج مقصود من الخيال والواقع، وربما يجد المتلقي في بعض الأحيان لعلهُ هو المقصود.

كما أكد الدكتور علي إبراهيم إن "عناصر الصراع واضحة ومحددة في هذه الرواية إذ نجدها ملتصقة  مع بعضها ومنسجمة مع فضاء الرواية وزمانها، أحياناً تتحول الشخصية المتخيلة إلى فكرة  أو دور، فنجد شخصية إسماعيل تتكون من بعدين الأول المناضل الناشط والآخر الشخصية المهزومة  الخائفة، وهذا التحول نتيجة للتعذيب الذي تعرض لهُ في أقبية السجون"، أما البطلة في الرواية (ريم) فتظهر بأنها المناضلة المساهمة في انتفاضة آذار  وشخصيتها العاشقة المخلصة والمحبة  لحبيبها صائب ابن قريتها، ويؤكد الناقد  د.علي إبراهيم إن "هنالك  شخصيات في الرواية تظهر علاقاتها المشبوهة مع لصوص  وقتلة، وهم رموز السلطة  نقيض مختار القرية الشيخ سرحان المتظاهر بالالتزام دينياً واجتماعياً، إذ يبدأ الكاتب بعبارة متفائلة ( إلى القادم من الأيام... حتماً سيكون  أماناً ومحبة )، وهذه العبارة تشير ضمناً إلى سعة وقسوة المحنة التي عاشها أبطال  هذه الرواية  المحورية" ثم يؤكد الناقد "إن المحور الرئيسي كان والد ريم (هادي الصالح) هو المحور، وباغتياله سياسياً أصبحت ريم وريثة لهُ في الصراع فتُحملهُ عبء دورها "، وقد ذهب الروائي  عبد الرحمن الربيعي (إن بطل الروائي الفرد الذي يملأ الساحة  كلها، وما الآخرين الذين يحيطون به إلا ديكور لإبراز وإظهار بطولاته).

ويعقب الناقد د. علي إبراهيم حول دور أبطال الرواية "إن شخصيات الرواية تتضافر مع بعضها لخلق عمل متوافر فيه المصداقية والإقناع، وبهذا المعنى لا توجد شخصية رئيسية وأخرى هامشية، وربما من هنا جاءت فكرة الأصوات في الرواية "، ويسترسل د. علي إبراهيم " إلى جانب الحدث الواقعي التي تميزت به الرواية، إذ وظف الروائي  والقاص (عباس الحداد)  دور الحكومات المتعاقبة عام 1954 ومنها (سقوط حكومة الجمالي) وأيام فيضان دجلة في نفس العام وزمن الانتخابات، الحدث الذي توسط الرواية، لكن لم نلاحظ أي استنساخ أو تناص بين العملين (خمسة أصوات) لغائب ورواية عباس الحداد، فكلا التجربتين مختلفتان، إذ أحداث هذه الرواية تدور في نهاية القرن الماضي في زمن المقابر الجماعية".

 

وقد تم فتح باب الحوار للحضور:

إذ علق الأستاذ باسل صادق "إن النص الحداثوي في الرواية فيه بعض الغموض، والرواية لا تعكس الواقع مما جعلها  ممتعة للقراء، كما إنها تحمل في متنها الأحداث الماضية، كما هنالك مساواة بين المخلوقات والشخصيات والأصوات، علماً إن المحددات الأسلوبية كثيرة وتعود بالقارئ لنكهة الماضي، وأخيراً الرواية تمثل القول المأثور والحكمة والنصيحة ".

ومداخلة للأديب والشاعر هارون رشيد فكان تعقيبهُ على بطل الرواية " إن عباس الحداد قد انحاز لبطل الرواية ، وهذه مشكلة العمل الروائي، والرواية هي من تقنياتها الاستباق  والحذف، وهي قصة داخل قصة، ولو كان اسمها ( ريم وعيون المدينة) كان الأفضل، ويؤكد الأستاذ عبد علي حسن "إن الشخصية في الرواية تعد واحدة من أركان الرواية المتعددة، وإن المخلوقات والشخصيات والأصوات  كانت متقاطعة، وصوت الراوي واضح وكان منحازاً إلى أبطال الرواية، التي تبني ذاتها بذاتها وتبني مواقفها بنفسها، ونلاحظ إن الصوت الإيديولوجي قد تلبسَ بهذه الرواية، وقد ظلت ذات صوت واحد وركن من أركان السرد"، وآخر مداخلة كانت للأديب زهير الجبوري الذي اعتبر الرواية " ذات تموجي، تعود لبنية الراوي، وهنالك جدلية حاصلة للراوي نفسه، كما هنالك ذات ومدينة وقضية  فكرية و تحتوي  والرواية على شخصيات  مشهديه، وقد وضعت جدلية القول حول ماذا يريد الراوي، وهنالك جانب إيديولوجي  في شخصيات الرواية".

وقد ختم الأمسية الدكتور علي إبراهيم بالرد على مداخلات الحضور مؤكداً " إن الراوي الحداد قد انحاز إلى البطل في الرواية وهذا يعتبر خل ، ولكن في الرواية هنالك انسيابية فنية، أما مسألة المقارنة بين رواية خمسة أصوات للراحل غائب طعمة فرمان ورواية عباس الحداد (ريم وعين الآخرين) فلا يكون هنالك وجه مقارنة، إذ   تأثر الروائي عباس الحداد برواية خمسة أصوات وقد استنسخها، ومن الممكن أن نقول خمسة أصوات الروائي فرمان وخمسة أصوات لريم وعيون الآخرين، والرواية تنتمي للفن الروائي بامتياز وفيها كل سمات الرواية.

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2063 الأحد 18 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم