شهادات ومذكرات

الى اول معلم في حياتي

akeel alabodبدري قمر البيضاوي، معلم من القلب أحبهُ الجنوب. "أياعيني، شظامتلي"، أغنيته المصحوبة بوقفته الحنون، لتلاميذه الذين ما انفكوا يتذكرون، يطوقهم الحنين، يشدهم الى عرش لم يزل ينبض بالشوق الى تلك السنين.

الكلمات مثل ترنيمة عاشق يشدو محبة لحدائق ورد تفوح من رحيق عطرها البساتين، لعلها تلك الأسماء تستعيد وجودات عطرها المقفاة بأبجديات الحروف وترنيمات مخارجها تلك المزهوة برائحة الورد وأروقة الحنين.

هي بصمات شاعر بقي يشدو لحنا لرسالة اريد لها ان ان تسمو على شاكلة منبر بقي هكذا يتحدى حكايات العصر آلتي أشاعت انياب خرابها المكتظة بظلمة الجهل وافاته المخيفة.

لذلك قصة تشكيل الحروف وأروقة الحركات هكذا نمت مع كلمة دار، وبحرف الدال هذا راحت منارة العلم وإيانا تحتفي بزهو الشمس وعطر الربيع.

مع إطلالة الصف الشتائي، الصباح كان يصغي، لذلك النشيد، يحفر مع ذاكرته بناية المدرسة وامتداد قلب تخفق بين دفتيه رجاءات أب ينتظر فرحة تعليم صغاره فن القراءة والكتابة، إذ الحلوى محطات فرح تنتظر لحظة الاجابة لتنال طريقها إلى المشاعر.

التلاميذ مجموعة تلاوات ترتل نشيد المدرسة بلحن واحد "بادروا للعمل دون خوف أووجل"النشيد المفضل، لواقع ستيني ما زال يحتفي بكبرياء زمن فائت.

آنذاك الزعيم عبد الكريم قاسم صورة غير مسموح بها أن تبقى محمولة على أكتاف الصفحة الاولى من القراءة الخلدونية ذات الغلاف الأصفر، هكذا قال له والده الذي اشترى له الكتاب من مخازن توزيع وبيع الكتب عام 1964.

المعلم انداك كان يحظى بإصغاء مشاعر لا حدود لها، إنتماءات تحتويها مفردات تعود بأكملها الى تفاصيل موضوعات تحتاج الى خشوع.

الابوة لغة الانتماء إلى وطن خارطته تلك البقعة إلتي تتسع لإكثر من معنى، لتستشعر خطوات قمر لا يعرف إلا الإصغاء لصغار أحبوه فتعلموا لغة النطق بتلك الحروف.

مع ساعة ألإصطفاف ألمشرقة بدفء جميل، التلاميذ ينصتون بخشوع فطري، لنجوم تطرزها قطعة من القماش تخفق بعيداً عند منتصف السماء، العلم هو الكيان ألذي يخفق مع النفس، يهتف مع فطرتها، تحلق عند منتصف جناحيه طائرة ورقية تحمل بين طياتها فرحة طفل ينتظر بلهفة خفقان ذلك المظهر الكائن عند أعلى نقطة من السارية، بينما اللحن الاول يشد ورءاه خطوات تسعى لإن تمارس جولتها ألأولى مع قسمات رجل مليء بالشموخ.

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم