شهادات ومذكرات

ايناس صادق حمودي: من هو الجاسوس الذي خدع العرب؟

كرمت مدينة مليلة ذاتية الحكم (تقع على القارة الأفريقية، قبالة الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة الإيبيرية) المستكشف الإسباني دومينغو باديا، المعروف باسم “علي باي العباسي” من خلال الكشف عن لوحة تعريفية بقصته في الشارع الذي يحمل اسمه في المدينة.

وتكشف اللوحة عن الدور الذي لعبه في خدمة إسبانيا في القرن الـ 18 والـ19 حيث تعتبر قصة دومنغو تاريخيا من أكثر قصص الجواسيس الإسبان الذين خاطروا لجمع المعلومات، حيث قادت الصدفة إلى أن وصل إلى مدينة المنصورة في منطقة قرطبة، عام 1778 بسبب تعيين والده هناك محاسبا في الجيش وأمين عام في مجلس قضائي محلي.

وبدأ اهتمامه بالعالم العربي والإسلامي بسبب إطلاعه على إرث المورسيكيين الثقافي الذي تركوه بعد خروج المسلمين وسقوط الاندلس، وعندما تزوج عام 1791 وانتقل إلى قرطبة، كمسؤول عن مصلحة التبغ وهناك تعلم اللغة العربية وتعمق فيها.

ويعتبر دومنغو من أكثر الجواسيس الذين خدعوا العرب على مر التاريخ، وللمغالاة في التنكر والتقرب من المسلمين ختن نفسه في لندن على يد طبيب يهودي، ثم اتجه إلى المغرب متنكراً في زي عربي، وهناك ادعى أنه من أحفاد رسول الله (ص)، وأنه من مواليد حلب بالشام.

وكان هدفه تسهيل احتلال المغرب من طرف إسبانيا في حكم الملك الإسباني كارلوس الرابع، كما عرض مشروعه لاحتلال المغرب على نابليون بونابرت.

وشارك في الكشف عن اللوحة التعريفية في مدينة مليلية مستشاري التعليم والثقافة بالمدينة انطونيو ميراندا وكذلك الكاتب والباحث فينتورا غارسيا.

وقال فينتورا غارسيا إن: “المستكشف دومينغو كان يتنكر في هئية عربي يدعى علي باي وكان أول غربي يتمكن من دخول الكعبة في مكة والتي رسمها وقدم معلومات عن خصائصها”.

ويفترض أن علي باي سافر أيضا لعدة دول مثل المغرب ومصر والشام و لبنان وسوريا و الأردن، وكان يترصد معلومات عن العالم العربي ويرسل بها لسلطات بلده.

وفي بدايات القرن التاسع عشر تم اكتشاف الجاسوس دومنغو من قبل أجهزة الاستخبارات البريطانية في دمشق ودسوا له السم، وكان ذلك سببا في نهاية اخطر الجواسيس الذين مروا على العالم الإسلامي والعربي.

 

  ايناس صادق حمودي

جامعة بغداد / كلية اللغات

    قسم اللغة الاسبانية

 

في المثقف اليوم