نصوص أدبية

بيتُنا الحرُّ الجميل.. قصائد

سعد جاسمالاشجارُ نساءُ الطبيعة

الاشجارُ اللواتي في الغاباتِ والحقولِ والشوارعِ : نساءٌ،

 نساءٌ دائماً مفتوحات السيقانِ والاذرعِ والقلوبِ،

 قلوبُهنَّ خضراءٌ في الربيع،

وصفراءٌ في الخريف

أَعْني خريفَ العمر، وبيضاءٌ في الصيف،

 والنساءُ الاشجارُ : مشاعرُهنَّ ورغباتُهنَّ هُنَّ فواكههنَّ الناضجة،

 وهُنَّ غالباً لايبخلنَ بها علينا، وخاصة عندما يُصبحنَ عاشقاتٍ وباذخاتِ العواطفِ والقبلاتِ والنزواتِ والقطوف،

النساءُ : اشجارٌ لاتموتُ الا واقفة

هكذا قال لنا " كاسونا " صديقُنا الاسبانيُّ العنيدُ في مسرحيتهِ

الموجعةِ مثل مقبرة مهجورة

***

بيتُنا الحرُّ الجميل

البيتُ الذي بنيناهُ بطينِ اجسادِنا الرافدينية وعرقِ جباهِنا المالح،

اصبحَ ملاذَنا الحر الآمن الجميل،

الذي نعيشُ ونعملُ ونلعبُ ونحلمُ

فيهِ سعداءَ وتملؤنا المباهج والمسرّات،

ولكنْ فجأةً داهمَ بيتَنا القتلةُ والزومبيون وذوو القلوبِ

المريضة ومشعلو الفتنِ والحرائق، وراحوا يهدمونَ بيتَنا حجراً حجراً ويُقتّلونَ بنا فرداً فرداً، وينهبونَ خزائنَ البيتِ واثاثَهُ ومراياهُ، إلّا اننا لم نستسلمْ لهم، وحاربناهم بكلِّ بسالةٍ ودمٍ وعنادٍ حتى تمكّنا من طردِهم، وهاهو بيتُنا الغالي يعودُ حرّاً وجميلاً وملاذاً ابدياً لنا :

 نحنُ أَبناؤهُ البسطاءُ الطيّبون

***

موتى في الحياة

المُنطفئونَ شعرياً

اصنامٌ تمشي في طرقاتٍ لاتؤدي

الى نهرِ الكلام وينابيعهِ ومراياهُ

المُنطفئونَ لم يعودوا عشاقاً

 ولايعرفونَ معنى الحب

المنطفئونَ في الشعر

موتى في الحياة

**

جاري المجنون الكندي

جاري المجنونُ الكندي

كلُّ شتاءٍ يقفُ ساعاتٍ طويلةً

ويُغنّي منتشياً تحتَ نديفِ الثلجِ،

ولكنَّ الغريبَ في سرِّهِ،

إِنَّهُ كلّما رآني أمشي راجعاً الى البيتِ تحتَ الثلج،

 يقولُ لي ضاحكاً :

-Are you crazy?

***

سعد جاسم

 

 

في نصوص اليوم