نصوص أدبية
إنهض عراق العلا
عشراً و ستاً ، عليـــنا الهمُ ينهمــرُ
كانت ثقالاً فبـحرُ الـــــدمِّ يَستعرُ
كانت عجافاً جرعْنـــاها فوا أسفي
بغـــــــدادُ تملكُها الأُفّـاكُ والنُكــَرُ
بغدادُ ارملةٌ ثكلى تــذوبُ أَســــىً
بغـــــدادُ تنخُرُها أحقادُ مَنْ غَدروا
تَجَمَّعَتْ كلُ مافي الأرضِ من عُقَـدٍ
على بنيكِ فكان الغــــلُّ والشــرَرُ
(ماذا أُحَدِّثُ عن) بغدادَ يا وجعـــــــي :
(مليحةٌ عاشقاها) الوهنُ والـخَوَرُ
يا ابنَ الزريق الذي اودعْتهاْ قمراً
في الكرخِ صار محاقاً ذلك القمرُ
أما عيونُ المها الزانَتْ رصافَتَهـــــا
والجسرَ، غامَتْ وذا إبن الجهمِ يحتضرُ
منصورُها السامقُ الباني حضـارَتها
سُـــعارُهمْ طالَــــــهَ تبّاً لَـــهُمْ قُـــــــذرُ
مِنْ كلَ باغٍ أثيمٍ جاءَ ينهشُــــــــــــها
وَهْـــــــوَ العِتِلُّ الزنيمُ المارقُ الشــــزِرُ
من كلَ جحرٍ قـــديمٍ موبـــقٍ نتـــــنٍ
لــلآنَ حقــــدُهُمُ يغـــــلي ويــــنتـــشـــرُ
فانهضْ عراق العُلا و احملْ على شَبِهٍ
مِنَ الرجالِ و بادرْ أنتَ منتــــصرُ
واكنسْ- فديتُكَ – مَنْ خانوا بلادَهُمُ
الى المزابلِ، لا يُبْقى لَهُمْ أثـَــــرُ
بِني الجنوب أيا أهلي ويا أملي
فداكُمُ المالُ و الأهلونَ و العُمُرُ
نهضتُمُ فإذا شعبٌ هنا معكُمْ
جاءتْ طلائعُهُ بالشمسِ تأتزرُ
فالليلُ مهما دجتْ بالناسِ ظلمتُهُ
لا بدَّ يوماً و سيفُ الفجرِ ينتصرُ
ويشهدُ اللهُ قد كانتْ عروبتُكُمْ
كالعطرِ حيثُ حَلَلْتُمْ راحَ ينتشرُ
ها قد أعدتُمْ لروحِ العُرْبِ جذوتَها
فيكُمْ يظلُّ عراقُ اللهِ يفتخرُ
جسورُ بغدادَ للثوارِ ملحمةٌ
يُخَلَّدونَ بها مادامَتِ العُصُرُ
***
د. حسين يوسف الزويد
