نصوص أدبية
ترنيمة للحب والمطر
أَنتِ غَيْثٌ مِنَ السَّمَــاءِ أَتَانِي
كُنتُ فِي التِّيهِ ظَامِئاً فَرَوَانِي
كُنتُ وَحدِي أَقتَاتُ دَمعَةَ حُزنِي
و أُدَارِي مَا فَاضَ مِن أَحزَانِي
نَقرَةٌ مِنكِ فَوقَ شُبَّـــــــاكِ قَلبِي
أَيقَظَتْنِي ، و حَرَّكَتْ أَغصَانِي
فَنَمَا الفُلُّ فِي حَدِيقَةِ رُوحِــــي
و زَكَا اليَاسَمِينُ فِي أَحضَانِي
و تَجَلَّتْ بِالشَّدوِ طَيرُ حَنِينِي
فَسَقَتْنِي مِن أَعذَبِ الأَلحَانِ
أَنتِ يَا مُزنَةً سَمَتْ بِفَضَائِي
و تَهَادَى أَرِيجُهَا النُّورَانِــي
أَمِنَ الغَربِ سَاقَكِ الرِّيحُ نَحوِي
أَم مِنَ الشَّرق سِرتِ بِاطمِئنَانِ
أَفُرَاتاً عَذباً سُقِيـــــــتِ ونِيلاً
جَاءَ بِالخَيرِ مِن عَلِيِّ الجنانِ
جَاءَنِي مِن عَدنٍ بِفَوْحِ عَبِيرٍ
و سَقَانِي مِن خَمرِهِ مَا سَقَانِي
وَيْ كَأَنِّي بِكَوْثَرٍ يَتَبَـــــــــــاهَى
فَوقَ أَرضِي فِي حُسنِهِ الرَّبَّانِي
يتَمَشَّى فَوقَ الأَدِيمِ بِسَــــــاقٍ
مِن لُجَيْنٍ و أُختُهَا مِن جُمَانِ
و بِعَرضِ السَّمَاءِ يَبسُطُ كَفّاً
مِن حَرِيرٍ بِأَلفِ أَلفِ بَنَـــانِ
وَيْ كَأَنِّي أَرَى بِعَيْنَيكِ سِحراً
وجَمَالاً بِالنُّورِ يَكتَحِـــــــــلانِ
فَإِذَا مَا جَنَّ الظَّلامِ أَرَانَا
نَتَنَاجَى، كَأَنَّنَا قَمَــــرَانِ
مُزنَةٌ أَنتِ و الجَنَاحُ كَسِيــــرٌ
فَاْحمِلِينِي عَلَى جَنَاحِ الأَمَانِي
اِحمِلِينِي إِلَى فَضَاءٍ بَعِيدٍ
فِيهِ أَنسَى فَظَائِعِ الإِنسَانِ
فِيهِ أَنأَى عَن نَارِ كُلِّ حَقُودٍ
و حَسُودٍ و مُدَّعٍ و أَنَانِي
عَن خُيُولِ المَنُونِ فِي النَّاسِ تَرعَى
و دِمَــــــــــاءٍ تَجرِي بِكُلِّ مَكَــــانِ
عَن حُرُوبٍ و فِتنَةٍ و شِقَاقٍ
أَبعِدِينِي ، و بَدِّدِي أَشجَانِي
اُنثُرِينِي فَوقَ البَسِيطَةِ بَـــــرداً
و سَلاماً ، يُطفِي لَظَى الظَّمآنِ
و اْزرَعِينِي يَا مُزنَةَ الخَيرِ قَمحاً
يَمحقِ الجُوعَ فِي رُبَا أَوطَانِـــي
إِنَّــــهُ الحُلمُ، فَاْحمِلِينِي إِلَيْهِ
رَغمَ أَنفِ القُيُودِ و السَّجَّانِ
و خُذِينِي مِن عَالَمِي ، فَجُفُونِي
تَتَشَهَّى رُؤياكِ كُــــــــــلَّ أَوَانِ
أَنتِ غَيثٌ سَقَاكِ رَبُّكِ طُهراً
فَأرَقْـــتِ الحَيَاةَ فِي شِريَانِي
و تَرَبَّعتِ فَوقَ عَرشِ فُؤَادِي
و أَنَختِ الرِّكَابَ فِي وُجدَانِي
أَتُرَانِي وَفَّيتُ حَقَّكِ وَصفــــاً
لا و رَبِّي ، فَفِيكِ حَارَ بَيَانِي
***
شعر: د. جمال مرسي
الأحد 12/10/2014 م