تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

لا تبحثوا عني

صحيفة المثقف"مهداة لبقايا الأسماء"

لا تبحثوا عني بين رفات الأشجار

ولا في ظلال الأوراق

وأحزان الأغصان

وركام الأحجار

ولا بين بقايا الأسماء وعناوين الجبال

فإني منساب وخرير المياه

وجداول الحساب

في دفاتر الأطفال وعرائس الفتيات

في ضفاف الأنهار

وأجنحة الطيور وسيقان الغزلان

وألفاظ الحيتان

يغرقني نداء الفجر في النسيان

حين يتأبطني معطف بني وبريق عينين

متجها صوب محراب

معمدا بمنمنمات جدران

وطنين أجراس

وشموع كاهن

ودموع أحزان

ويلملمني حارسان وعسس وعساكر

وقيد أبدان من بين حيطان

فجلدي بين الرفاق كرسي

أزرار بذلة ومشجب قميص

حقيبة يد

تابوت صوفي مقدس السر  

يرقد في فناء ضريح عفيف محصن

عنده ريشة فنان ترتق الألوان

في شرانق فراشات

خمائل شرفات

تتمايل حينها الأنغام على سلم الألحان

ويصنع الخبز من عرق الطرقات

والسنابل

ويُلَف بخرق الأيام إلى مدافن الغرباء

وتكتب الألقاب والرتب على ألواح الفناء

وتسحب الخلايا والمرايا من صهوة الخيلاء

وتسجى بمناديل الغروب على تراتيل الأوتار

ونواح الغرقى في عطر الشرود

وفي دروب الرماد

في متاحف أصفاد

ولائحة أعياد

تنشد قصيدة موت

ترانيم ناموس موجوعة

بشتى  الخيوط والرقائق

وترتل آي قداس على رحيل سراب

وقبر استغراب

ورايات تراب

فلا تبحثوا عني، فإني مدفون في كل الجهات

في النجم والكواكب

والكلمات

أسمع كل الخطوات

أعرف كل الهمزات

الشياطين

والقراء

فأنا لباسكم في دولاب

يرصد الملامح

المدامع والبسمات

فلا تبحثوا عني، فأنا طيف من أطياف الأزقة

والمقاهي والمقل

بالقلم

والمداد

أسمع الحرف والقمر

أوقع التقرير والإبحار في العدم

فلا تبحثوا عني إلا في مقابر الشهداء

ولوائح الهباء

*** 

 عبد العزيز قريش - فاس

 

في نصوص اليوم