نصوص أدبية

أسابيع قليلة وأحملها ..

ها أنا أحدق بحقيبة السفر الفارغة

أتساءل بقلق:

بماذا سأملؤها؟

ملابسي الجديدة لا تليق بحزني القديم ..

وملابسي القديمة لا تليق بفرح زيارتي الجديدة  ..

العمارة نفسها ..

نفس شوارعها وساحاتها

نفس الأحياء والأزقة

لكنها ستخلو من أبي وأمي وشقيقي

والبيت الذي كان جنّة ً

لن أشمّ فيه رائحة خبز أمي

ولن يضوعَ في أرجائه

عطرُ أبي

وسيخلو من مرح شقيقي

فبماذا سأملأ الحقيبة؟

الدموع وحدها ما سأحتاجه

حين أزور العمارة

ومقبرة وادي السلام

فمن أين أجيء بما يكفيني من الدموع

لأسقي بها

ما سأحمله من زهور !

آه لو أنني ادخّرتُ كل الدموع التي

ذرفتها في الغربة

إذن لملأت بها حقيبة السفر

مع شموع كثيرة

كنت هيّأتها للعيد

قبل ارتدائي ثياب الحداد

حين غادر عينيّ أبي

وتبعتْه أمي

ليلتحق بهما كريم

في رحلتهم الأبدية

الى الأعالي

حيث الفراديس التي أعدّها الله

للذين عملوا بالمعروف

فوعدهم بالحياة الأبدية

 ***

بتول شامل