نصوص أدبية
عاطف الدرابسة: سأخرجُ من اسمي ..

قلتُ لها:
ما أكثرَ الأسماءَ التي تتبعُني كظلِّي
بعضُها يُحبُّني
وبعضها يريدُ قتلي
كلَّ يومٍ يسقطُ اسمٌ
يختفي اسمٌ
وكلُّ يومٍ يُقتَلَعُ من القيودِ اسم ..
*
ما أكثرَ الأسماءَ التي تنمو على الأرصفةِ
مثل الأعشابِ البريَّة
تلتفُّ حولي
تهتفُ لي كأنَّني نبيٌّ
أو كأنَّني زعيم ..
*
قالت ليَ العرَّافةُ، وهي تتأمَّلُ باطنَ كفِّي
وترسمُ بأطرافِ أصابِعها
خطوطاً ودوائرَ:
قريباً ستلتقي بامرأةٍ
لا اسمَ لها
ولا عنوان
لا هي من طائفةِ الإنسِ
ولا هي من طائفةِ الجآن ..
*
تأتيكَ بوجهٍ يُشبهُ وجهَ أُمِّكَ
تبتسمُ لكَ كما كانت تبتسمُ لك أُمُّكَ
ستُغَيِّرُ وجهَ الوقت
ستشقُّ لكَ بالضُّوءِ المُقدَّسِ
طريقاً للعبور ..
*
سوف تخرجُ من اسمكَ
وتتحرَّرُ من جوازِ سفرِكَ
من شهادةِ ميلادِكَ
ستُحطِّمُ كلَّ القيود
لن يبقى لكَ رقمٌ وطنيٌّ
أو هويَّةٌ
أو وطن ..
*
ستلبسُ جسدَها
وتلبسُ جسدَكَ
ستعبُرانِ الطَّريقَ واحداً
ستُقيمانِ معاً خارجَ اللُّغة ..
ستغرسانِ بذورَ النَّار
في الحقولِ الجرداء
في العقولِ العمياء
في القلوبِ الخرساء
وتنتظران ولادةَ آخرَ مدينةٍ للحُبِّ ..
*
ستنتظران معاً ولادةَ العنبِ
والقصبِ
والرُّمَّان
ستتفتَّحُ الجِرارُ نبيذاً مُعتَّقاً
وأزهارْ
ستشتعلُ النَّارُ في المعابدِ
والهياكلِ
والطُّرقات
وستمضيانِ معاً نحو الموتِ الجميل ..
***
د.عاطف الدرابسة