نصوص أدبية

صبيحة شبر: زهايمر

لا احد تعرفين هنا، حصلت على عنوان من ارتبطت به في ساعة ضعف، حدثك عن الحب والاخلاص وكيف يهوى الانسان بنتا من بنات حواء ويفضلها على النساء كلهن ولا يرى امرأة اخرى، مهما قابل من النساء، استقبلوك في هذا البلد فقد عرفت انهم قوم كرام يحتفون بضيوفهم، ما زالت كلماته تقرع شعورك:

- قتلتني هذه المراة!

تبحثين عن اسرته هنا هو مريض جدا بعد عشرة ثلاثين عاما وبالرغم من كل تضحياتك يهاجمك امام بني قومه، نساء ورجال يسهر معهم ويدافعون عنه ضدك انت التي حرمت نفسك من كل المباهج التي تتمتع بها المتزوجات، قرات عن كل هذه المتع واخبرتك صديقاتك المقربات انهن كثيرا ما عشن هذه المباهج ولكن لم تتوقفي يوما لتسألي نفسك:

- ولماذا انا محرومة من كل هذا النعيم؟

لم يخطر ببالك يوما انك سوف تزهقين من عشرته التي ارهقتك كثيرا وسلبت منك شبابك وجمالك، وصلت هنا لتجدي احدا من اسرته، فان الكلمات التي كانت لا ثير نقمتك اصبحت الان تسبب لك الما ممضا، لا احد هنا يمكن ان يساعدك، اخته التي كانت تستقبله وترحب بمجيئه اخبروك انها انتقلت الى الرفيق الاعلى، ولم يفكر يوما ان يصحبك معه لتسافرا الى بلده كما يفعل الرجال عادة، جاء الى بلدك ورحب به اهلك وعرفته على افراد اسرتك، اباك وامك واخاك الكبير واختك التي تكبرك بعامين، وكان يبيت في منزلك، ابوك وافرد اسرتك كلهم يعاملونه بحب وينظرون اليه كأحد ابنائهم، ورغم الكلمات المعسولة التي اسمعك اياها في بداية معرفتك به الا انه توقف عنها حينما استقر في منزل ابيك متمتعا بحقوق الابناء ولا يسأله احد عن الواجبات، وصلت هنا لتجدي من يساعدك، فمن ارتبطت به مريض انت تطعمينه وتلبسينه من عرقك وهو مريض ويعتبر كل الناس ان هذا واجبك، فأين حقوقك التي لا تعرفين عنها شيئا، وهو الان مريض، ولا تستطيعين ان تجدي الطبيب المداوي وقد صرفت على علاجه كل ما تملكين، وكلماته تقتلك:

- ماذا قدمت لي؟

طلبت منه مرارا ان يذهب كل منكما الى حال سبيله، وكل مرة يجابهك:

- لن اطلقك وليس لك حقوق عندي !

اصدقاؤه الذين قدموا الى بلادك واستقبلتوهم بترحاب كثيرا ما وقفوا ضدك في مناقشاتكما الكثيرة التي يحرص دائما ان تجري امام اصدقائه وصديقاته الذين يتجمعون في منزل ابيك كل ليلة حميس رجالا ونساء يضحكون ويمرحون ويغادرون دون ان يشكروك .وحين تستيقظين صباحا للذهاب الى دوامك تفاجئين بمائدة الطعام وقد ملئت بكؤوس المدام، شربوها في منزل ابيك وانت نائمة .

اصبحت حالته صعبة جدا لا تقدرين عليها وتريدين شخصا يقف بجانبك فقد تعبت دون جدوى، الاصدقاء الذين كانوا يزورنه تضاءل عددهم بمرور الايام، اخر صديق جاءه قبل اسبوع وفوجيء:

- من انت؟

ترتسم علامات الحيرة على محيا الصديق ويغادر دون ان يقول شيئا وانت قد تضاعف تعبك، يخاطبك وقد تناسى انه في بيت ابيك:

- من انت ايتها المرأة؟ وماذا تفعلين هنا؟

***

صبيحة شبر

3اب 2023

في نصوص اليوم