نصوص أدبية

خالد الحلّي: أيّامٌ.. وكلمات

أيّامٌ بلا فُصُول

النّايُ ضيّعَ لَحْنَهُ

منذ ارتحلتِ عن الجُنَيْنَةِ

فاَخْتَفَتْ

منها الوُرودُ، وأقفَرَتْ

الوقتُ فرَّ وصارَ،

ليْسَ له وجودْ

هَلْ أُكْمِلُ الخطواتِ وحدي؟

أمْ أعودْ؟

الحزنُ سَرْبَلَني،

وزَلْزَلَني الذُّهولْ

فَطَفِقْتُ أجهلُ ما أقولْ

الوقتُ ..؟ أين الوقتُ

ليس لديّ في وقتي شروقٌ

أو أُفولْ

كُلُّ المناخاتِ اِلْتَقَتْ

وتَداخَلَتْ

كُلُّ المسافاتِ اِنْتَأَتْ

وتقارَبَتْ

كُلُّ الفصولِ تغيّرَتْ

حتّى غدتْ

فصلاً وحيداً ليس من فصلٍ سواهْ

فصلاً يناورني وأَجهَلُ مُبْتَغاهْ

هَلْ تستطيعُ؟

أيَّامُنا الثكلى التنفّسَ

دونَ صيفٍ،

أو خريفٍ،

أو شتاءٍ،

أو ربيعْ ..؟

.....................................

.....................................

هَلْ تستطيعْ؟

***

كلماتٌ تؤرقها الخيبة

مُراوَغة

صوتٌ هامسْ

كان يناجي اِمرأةً

في ليلٍ دامسْ:

وجهُكِ نورْ

وأنا ممتلئ غَزَلاً وسرورْ.

قالتْ مَنْ أنتَ؟

فلَمْ تسمعْ ردّاً

من أنتَ؟

فلَمْ تسمعْ صوتاً

مَنْ أنتَ؟

.....................................

.....................................

مطّت شفتيها هامسةً:

يا للأوهامْ

كيفَ تطوّقُني؟

هَلْ يُفرِحُها دمعُ عذابي؟

كيفَ تبدّدُ ما أجمعُ من أحلامْ؟

ولماذا تفتحُ لي بابي

حتّى حينَ أنامْ؟

**

وَجَل

لا تَرْفَعْ صوتَكَ

فالحائطُ مفتوحُ الآذانْ

.....................................

منذُ طفولتهِ مقموعاً كانْ

اللاءاتُ تحاصرهُ،

في كلِّ مكانٍ وأوانْ

يركضُ مبتعداً

تبقى اللاءاتُ تطاردهُ

لا أحدٌ يسمعهُ

لا يسمعهُ حائطُ،

لا يسمعهُ إنسانْ

**

تَدَحْرُج

دنيانا حبلى

بغرائبَ لَمْ نألفْها

وعجائبَ لَمْ نَعرِفْها

دنيانا عجلى

تأتينا مُسرِعةً

تغمرنا غاضبةً

بالأغربِ ثُمَّ الأغربْ

والأعجبِ ثُمَّ الأعجبْ

............................

دنيانا.. يا للخيبةْ

ما عادتْ تمنحُ أعيُنَنا

أحلاماً صافيةً عذبةْ

***

شعر: خالد الحلّي

ملبورن – أستراليا

في نصوص اليوم