تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

مالكة حبرشيد: انعكاسات

لأن ابليس من وزع الأدوار

لم يترك سقراط كتابا

يفك لغز الشعر المتمترس

في عباءة عنترة

المبني بإحكام في معلقة

طرفة بن العبد

الذي شنقه اختياله

لتستمر سخرية سقراط

في حكايا شهرزاد

ومقصلة شهريار

*

لم تكتمل هندسة المدينة الفاضلة

في جمجمة أفلاطون

ليظل العراء مأوى المارقين

الضالعين في قراءة الجرائد

وكتابة التاريخ الخلفي

للأمم المنقرضة

لا ضير من تدوينها فوق صخرة

تشهد أن الإنسان

أكثر الكائنات كمالا

بينما عيون القردة المطلة من الأشجار

تثبت أن داروين كان على صواب

حين قال=

إن مالك الصفات الحسنة

هو الذي يعيش ويتناسل

ومن له خصائص السوء

يموت ولا يتكاثر

ولأننا ننتمي إلى الفئة الثانية

تكاثرنا ...ولم نعش

صرنا ثقلا على الكرة

زحاما في الوجود

أمطرته السماء غضبا

فجادت الأرض بالقهر

*

الإنسان والقرد...تفرعا من أصل واحد

لكن القرد تطور

نحن أتخمنا الفكر ببول البعير

وربطنا الذاكرة ببراميل النبيذ

على أمل تطور فجائي

يقتحمنا من حيث لا نحتسب

كان لدينا طائر مجنح...أسد مجنح...

ثم سرب خيول مجنحة

لكن الأصفاد والسلاسل

لم تسمح يوما بالتحليق

والمقاصل اغتالت الفرسان

قبل الحرب ...بتواطؤ وهزيمة

ليخلو الوجود من تأنيب الضمير

تتسع المساحات للسحرة الموهوبين

يسخرون شياطين الإنس والجن

ويعبثون بالمصائر

على إيقاعات الأناشيد الوطنية

وتصفيقات الجماهير المسحورة

*

كنا ...وكان لدينا....

يا أمة الأمجاد الـ خلت

أمازلت تبكين على الأطلال؟

والسيوف طائرات

تجز المدن والقبائل؟

القنابل تقتلع الحفريات من جذورها

وأنت تبكين ليلى على الربابة

هذي فلسطين الأنبياء

وهذي دمشق صلاح وبيبرس

وهذي بغداد ...ذاكرة التاريخ

أرشيف القوانين ....

على كتفيها حطت المآسي

والمسافات شرقا وغربا جنوبا وشمالا

مجرد ثكالى....انعكاسات تاريخ أعرج

يمشي الهوينا

جغرافيا عمياء.....تخيط ثوب الهراء

عباءات لأمة ....خلعت الشمس

تحت السوط...بمحض إرادتها ...تمددت

وقالت للجلاد =

ارسمني بلادا مشنوقة

على مدافنها ترقص

في قلوب أبنائها تبني أعشاش الموت

فكيف يحلق الغد والأجنحة مكسورة؟

كيف يعيد أبو العلاء المعري خطابه

وهو يدرك أن الساحة خاوية

والخشبة دكتها الخيانة؟

ما من داع لفلسفة الشعر

ولا الحديث عن فوضى الأخلاق

قد عمت المهانة ...

العتمة ...صوت مجروح يصرخ فينا

وأكواب الموت بالتناوب تسقينا

أُودَبا1.. الذي يمسح بالزيت

يحافظ على الطقوس

بيديه يعد الرغيف ومائدة القرابين

كسر جناح الريح

نفس الريح تنفخ اليوم فينا

حطبا يذكي زئير الموت

لا مطر يطفيء لهيب النار

لا شعر يطلع من بين الجثث

كما طلع الدم من قصائد لوركا

وطلعت الحياة من صرخة نيرودا

وحدها نداوة الخيانة

تطلع من حروفنا

تزمجر في خطاباتنا

وألواننا تقضم الحدود

عربون مودة تقدمها

لسيوف تتوغل فينا

تصفية عرقية...إنسانية ..

حضارية ...تاريخية .. ! !

***

مالكة حبرشيد - المغرب

..............................

1- أُسطورة أودَبا أو آدابا: كان أودبا شخصية أسطورية من بلاد ما بين النهرين رفض دون قصد هدية الخلود...هذه القصة المعروفة باسم «أودبا والرياح الجنوبية» معروفة من ألواح مجزأة عثر عليها في تل العمارنة في مصر (حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد) ومن المكتشفات التي عُثر عليها في مكتبة آشور بانيبال حوالي القرن السابع قبل الميلاد. استخدم أودبا اسمه لطلب القوة في طقوس طرد الأرواح الشريرة. كما أصبح نموذجًا للحاكم الحكيم

في نصوص اليوم