نصوص أدبية

عطا يوسف منصور: النمرُ والمركافا

لا النِمرُ تُنجي لا ولا المِركافا

كـلـتاهـما قـد صــارتا أهـدافـا

*

قد كانتا الدرعَ الحصينَ لغاشمٍ

بهـمـا يـصـولُ ويَـقـتُـلُ الآلافـا

*

وعـليهـما قــام الكيانُ تَجـبُّـرًا

حـتى غــدا في طـبعهِ اسـرافـا

*

ياسـينُ صار الموتَ في جَـنباتِها

فـالـيـومَ عـنهـا جُـنـدُها تـتـجافى

*

طوفانُ غَـزّةَ كالملاحِـمِ سُـطرتْ

عَـجزَ الـبـيانُ لـوصفـهِ مُـذْ طـافـا

*

طُوفانُها الأقصى تَـقصّى حُـلْمَـها

لِـدويـلــــةٍ لا تَـعـرفُ الإنصــافـا

*

هي لو عَلِمتَ شَـراذمٌ قـد جُـمّعـتْ

صارتْ كـيــانًا فـاسِـدًا يـتـنــافى

*

بـوجـــوده كـدُويــلةٍ قـد صُـنِّـعَـتْ

مِـن هَـيـلُـمــانٍ فــــارغٍ يـتـهـافـى

*

مُـتَـمَـرغًـا بـجــرائـمٍ وسَــفالـةٍ

راعـيـهِ بـاركهُ بـهـا اســتِخـفـافـا

*

في هـيـأةٍ لـيـسَتْ لـها مِن هـيـأةٍ

وقــرارُهــا لا يـمـلُـكُ الأطرافـا (*)

*

ودُويـلـةُ الــراعي لكـلِّ رذيــلةٍ

لها أنْ تَحـيفَ كما ترى وتُصافى

*

فهي اللقـيـطةُ في كيانِ دويـلـةٍ

قـامـتْ لكي تـرعى لـه الاهـدافـا

*

والـعالـمُ الـحُــرُّ يعـيـشُ بـوهـمهِ

هــو لـلـقـــويِّ يُـــرَقّـصُ الاردافـا

*

هـي هـيـأةُ الامـمِ الـتي قالــوا لـنا

فـيـها الـعــدالةُ تَـشـمِلُ الاطـرافـا(*)

*

فـتـبـيّـنـتْ مـن أنـها أُكْــذوبـةٌ

راعٍ تـعَــهــدَ أنْ يـقـــودَ خِـــرافـا

*

أمّـا اللـقـيطـةُ فهي في أكـنـافـهِ

تـتـجـاوزُ الـقـانــونَ والاعــرافـا

*

لا شـيءُ يُـلـزِمُـها إذا مـا قرّرتْ

والـراعي قَـــرَّ ووطّــأَ الاكـنـافـا

*

هي ما تزالُ على الغرور كعهدِها

سـترى بـغـزّةَ مـوتَـها اسـتـنزافـا

*

ظنتْ وقـد خابتْ ظنون مُـكابرٍ

بـمجـــازرٍ ومـجــــازرٍ تـتـــلافى

*

طوفـانَ غَــزّةَ وهـو ثـورةَ أمّـةٍ

قـالـتْ كـفى ظُـلـمًا كـفى اسـفافا

*

سـبعون عامًا، بل تزيدُ جراحُها

نزفتْ وكان حصـادُهـا الأخـلافـا

*

طُـوفانُ غَــزّةَ قـد أعــادَ كـرامةً

هُــدِرتْ وآنَ لأُمــــــةٍ تـتـعـــافـى

*

طُـوفانُ غَــزّةَ غَــزّ كلَّ مُـطَـبـعٍ

في جـنـبـهِ ومُـســـوّفٍ قـدْ قــافـا(*)

*

طُوفانُ غَــزّةَ كان فجــرًا صادقًا

صَـحّى الـنـيـامَ وأرعــبَ الـسَـيّافـا(*)

***

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

الدنمارك / كوبنهاجن

الجمعة في 17 تشرين 2 / 2023

...........................

(*) الأطراف: هي اليدان والرِجلان والمعنى هو كناية عن قوة التطبيق.

(*) الأطراف: تعني الطرف المقابل للطرف الاخر

(*) قاف الاثر: أي تبع الأثر وسار عليه.

(*) السيّاف: هو حامل السيف والمعنى كناية عن القوي المتحكم بالأمور.

 

في نصوص اليوم