نصوص أدبية

عبد الستار نورعلي: ولذاذةُ الكرسيِّ تعصفُ بالعراقِ

(كُتِبّتِ القصيدةُ بتاريخ الإثنين 17 مايو/ أيار 2010، وما أشبهَ اليومَ بالأمسِ/ طِبق الأصل!!)

***

ولذاذةُ الكرسيِّ تعصفُ بالعراقِ

والساسةُ التُجّارُ  همْ

أربابُ ألسنةِ النفاقِ

عُبّادُ إغراءِ الكراسي

يسترخصونَ الأرضَ

يحتملونَ وزرَ دمٍ مُراقِ

*

أسفي على بلدي!

تناوشَهُ ذئابٌ،

والثعالبُ خلفَها

أهلاً وجيراناً

وساقاً فوقَ ساقِ

واللصُّ هذا ابنُ الحواسمِ

خاتلٌ في زيِّ راقي

*

نهشوا البلادَ بقضِّها وقضيضِها*

واستمرأوا ألمَ الدموعِ

أنينِها وغزيرِها

نشروا الفسادَ وأفسدوا

طعنوا العبادَ، استوردوا

نارَ الفراقِ

حرقوا حبالَ الوصلِ

في لُحَمِ التلاقي

والناسُ همْ حطبُ الشِقاقِ

*

صارَ العراقُ ضِياعَهمْ وكنوزَهمْ

والشعبُ لا في العيرِ، لا بنفيرِهمْ

لكنّهُ منْ إرثِ آبارِ المآقي

في الفقرِ باقِ

وطعامُهُ وشرابُهُ مرُّ المذاقِ

حتامَ نارُ صراعِهمْ خلفَ الكراسي

ومصيرُ هذا الشعبِ فوقَ الخيطِ

منْ آسٍ لآسِ

جثثٌ ممزقةٌ وألوانُ القواسي

والموتُ في الأرجاءِ راسِ!!**

*

هذا جناهُ عليهِ بوشُ ،

وما جنى غيرَ التمزُّقِ والمآسي

*

قد قيلَ للحريةِ الحمراءِ بابٌ

بالدماءِ يُدَقُّ

لا بجيوشِ غازِ

أو سيفِ فاشيٍّ ونازي

أو عشقِ تاجٍ فوقَ راسِ

أو كلِّ هذا المهرجانِ

منَ التشبُّثِ بالكراسي

***

عبد الستار نورعلي

......................

* (قضّ) هي الحجارة الكبيرة، و(قضيض) هي الحجارة الصغيرة

** راسِ: أصله (راسي)، اسم منقوص حُذفتْ ياؤه للتنوين، وهو من الرسو  بمعنى الرسوخ والثبات

في نصوص اليوم