نصوص أدبية

مصطَفَى غَلْمَان: فُراغاتٌ

قضمة ظل في أحشاء الأجل..

الخُلُوُّ القاسي الذي لا ينتهي!

لغة تنحت شكها من رَذاذ الكلام

أو رصاص طائش ..

أو غيمة تائهة..

*

كقبضة يد ريح

أو غفوة حلم لنهار عاصف ،

عماء لليل طويل ..

أُقلب الساعة،

فترقب وجه بوم حزين،

يهفهف أشياءه القبيحة على مرأى السراب ..

*

بَارِدٌ صمتها،

تَهُبُّ الاصداء ، فَيُسْمَعُ صَوْتُ حفيفها..

إذ تقول:

ما الفراغ في بيداء مقفرة؟

وما غصن يميد ملاحةً،

دون أن تجف عيون الوهن..

*

الخفيفُ للطَّي، والهائم للقطا..

والشعر ليس حجة،

اكتب وثر واستل سيف الحذر ..

كن جديرا بالفراغ،

كما يحلو للغربان أن تقدح من معارك خَطْمها ..

عينيها المنقوفتين ،

ريش مِغْزَل،

(كأنهُ ورقُ البسباسِ مغسول)

*

إذاك، فر إلى أمكنة أخرى،

دونها الأفرغة المكرورة..

صُبَب المنحدرات،

الأهواء السحيقة..

حيثما تكلَّف الشّوق والعِشق،

ثم انكشف،

كي لا ترى روحك العطشى ..

من إشمام واستواء،

وماء سخي لايقبض ..

ومحبرة تنكتب بعين جائلة

وقلب يخفق ..

هذا الفراغ السني يهزم طاقتي،

ويوجع الطموح الواعد في جدار النسيان!!

***

د. مصطَفَى غَلْمَان

شاعر وإعلامي مغربي

 

في نصوص اليوم