قضايا وآراء

العراق ومعوقات الدراسات المستقبلية / رحيم الساعدي

تجده مادة دائمية للترويض على يد الجلادين دائما،مع هذا فان ذلك الإنسان صمد بوجه الجوع والقتل والحرمان وسيصمد ان شاء الله وكما عرفناه،ولهذه الفقدانات تجده يسهو عن تدبر مستقبله، ويتحتم عليه صنع الأسس التي يستدل بها على مستقبله، الا انها  أسس تجابه بمعوقات ويصح القول ان  انعدام الدراسات المستقبلية في العراق يكمن في زاويتي :

أولا : ترويجها ثقافيا وبالإضافة الى التأسيس والغاية .

 

ثانيا :المناهج والآليات .

ويسجل هنا ان فكرا مستقبليا وغاية لا منهجا او آليات او وسائل او تطبيقات واختبارات  وجد في العراق الا انه موزع ومتناثر بفعل عوامل عديدة .

وما يعيق الفكر المستقبلي في العراق  مجموعة من العوامل الأولية والثانوية،الثابتة والمتغيرة منها بفعل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتكررة فانه :

أ - عدم وجود دولة مستقرة بسبب كثرة الحروب والديكتاتوريات، مما يعني :

  • انعدام الغاية او الغايات التي تمثل محور التخطيط المرسوم لتحقيق شيء ما .
  • يمثل ذلك تشتيتا وضياعا للدراسات المستقبلية الطويلة الأمد .
  • يشير الى ضعف وتأخر كبير في التنمية وخططها .
  • هو انهيار للتخطيط و للعملية العلمية الإستراتيجية، التي تعتبر أهم العوامل المساعدة على إحياء الدراسات المستقبلية، فالعلم والثقافة والأدب والفن، كل ذلك يحتاج الى حالة من الأمن الخاص على المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية ...الخ .

ب-  اعتبار العراق دولة مستهلكة على مستويات السياسة (بسبب الاحتلال) والاقتصاد والتخطيط والتنمية، وهي قضايا ترتبط بتقييد إمكانياته وموارده وحريته ومستقبله .

 

ج-  تصحر ثقافة العلم بالدراسات المستقبلية، وسببها:

  • بالإضافة إلى الأسباب السابقة فان هناك ضعفا في التعليم العالي العراقي فيما يخص الالتفات الى هذا العلم من كل الزوايا، التأسيس والمنهج والآليات والتطبيق  .
  • عدم اهتمام مراكز الدراسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بهذا العلم .
  • ضعف المطبوعات والمنشورات والترجمة .
  • ميل الذهنية العراقية الى الماضي والتردد في الالتفات إلى المستقبل، وهو من جانب نفسي يعبر عن صفة مهمة للشخصية العراقية وعاطفتها، وربما كان سبب ذلك :
  1. 1.حالة من سطوة الماضي سببها الخلاف العقائدي القديم الذي انسحب وينسحب دائما على مرحلة المابعد .
  2. 2.انخفاض المستوى العلمي والتعليمي مما قاد الى عدم تبني العلوم الجديدة او ابتكارها والقنوع بالعلم والحكايات القديمة .
  3. 3.التناقضات والصراعات الاجتماعية والخلافات فرضت فكرا يتجه غالبا نحو الماضي  .
  4. 4.ان التزام الذهنية العراقية من الأخلاق الشعبية يقربها من الجانب العاطفي وبالتالي من الوعظ والعبرة والسلوك المتصل بالماضي .

د- ضعف الاقتصاد وهو ما  أدى إلى :

  • انشغال العراق – بسبب الحروب - ببناء الحاجات الضرورية والأساسية تاركا الإطار التنموي والتخطيطي الذي يتطلع إلى غد جديد .
  • أخذت الحروب والمشاكسات الجانب الأكبر من ثروة العراق التي وجدت لتشييد نهضته العلمية والفكرية .
  • قاد هذا الى ضعف الدولة وبالتالي التعليم والتخطيط وبناء البنى المختلفة في البلد .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2026 الجمعة 10 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم