قضايا وآراء

ليالي أبو غريب للاديب سامي الساعدي .. قراءة في السهل الممتنع / رحيم الساعدي

إلا إنني ادعي بان نظرتي إلى روايته الأخيرة كانت تتسم بالصدق والموضوعية، انها ليالي أبو غريب للأديب سامي الساعدي والتي كتب بعضا منها في سجنه الطويل في أبي غريب .

ان أدب السجون ربما تعددت مسمياته إلى أدب الاعتراف، أدب السياسيين،أدب الذات، الأدب الملتزم، أدب المبدأ ...الخ من التسميات وربما يمكن القول ان العراق الجديد لم ينصف ذلك الأدب !!! اما الـ ...لماذا التي تطرح في مثل هذا الموقف فتحتاج إلى تاريخ لم يبلله لعاب النائمين في أحضان الأدب اللاملتزم .

لست احمل ضغينة لأحد في كلماتي ليس لأني لا املك لسانا أعده الأخ غير الشقيق لأقسى سيوف الطغاة ...كلا بالتأكيد ولكن لأني ما نتفعت بان أبالي ... في وقت تكسرت فيه النبال على النبال .

ان الرواية التي صاغها الأستاذ سامي تمثل الأصوات التي اختنقت ولم يسمعها احد، ولقد وددت ان يكتب الأدباء اليوم بتلك الروح الاعترافية الممزوجة بدراما تمزج بين الموندراما وبين الصورة الدرامية الشاملة التي تفسر زمنا ومجتمعا ومنهجا يصعب تفسيره .

ان الرواية التي ترجمت إلى عمل وثائقي كشف عن مفهوم الأدب السياسي بطريقة تقترب من العمل الفني، وقد تعودنا ان نلاحظ ان الفن هو من يفرض صورته على السياسة، ولذا أجد ان كتابة الكاتب لسيرته بتلك الطريقة لم يدخله في تغريب أو تطرف سياسي وأيضا جعله بمعزل عن تضعيف الصورة السياسة القاسية التي عاشها وارتكبت اشد الجرائم معه، وفي اغلب الصور التي يرويها لنا كان يتقن فن الصورة الأنيقة الشاملة بالرغم من قسوة تلك الصورة وضبابيتها بالنسبة لنا، فلا يمكننا ان نفهم ذلك الظلام الذي عاشه الكاتب، إلا انه يتقن رؤيته ولهذا بين لنا في تشويق أدبي الكثير من الأسرار والخبايا التي لم نتخيلها من قبل .

ان الجانب الموضوعي لم يثلم من الزاوية الذاتية للكاتب كما ان نهاية الرواية لم تكن خروج البطل (الكاتب) من السجن بل كانت بداية لفهم الرواية .ويمكننا ملاحظة الموضوعية التي تميز بها المؤلف من خلال تصويره لا كثر الآم شخوص روايته، ومع هذا فهو يسير معنا وكأنه يدون قصة سمعها، الأمر الذي جعله يكتسب صفة الأديب أكثر من اكتسابه صفة السياسي الذي تحمل الاضطهاد والسجن .

أظن بان هذه قراءة أولى لذلك العمل الأدبي المهم ولعلنا سنلتقي في كلمة أخرى .

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2072 الثلاثاء 27 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم