قضايا وآراء

من اجل عام دراسي مختلف / رحيم الساعدي

والتأسيس لنظام إداري متميز في الجامعات يجب أن يمر من زاوية وزرة التعليم العالي  ووزارة التخطيط –حصرا - ومن خلال ذوي الخبرة من أهل الاختصاص وان يطبق بشكل عام وجماعي لجميع المؤسسات والجامعات التعليمية في العراق ولهذا من الضروري عقد مؤتمر لهذا الغرض يمكن فيه مناقشة الوسائل الحديثة المطبقة في الإدارة وآخر مستجدات تكنولوجيا المعلومات .

 

فالعملية التعليمية  عموما تتطلب شكلا مختلفا من الإدارة يتسم بالتخصص والمقدرة وسعة الصدر ومحبة العمل،  فالتعامل هنا – من الجانب الإداري - سيكون مع الطالب والأستاذ وهما فئتان مختلفتان عن الفئات التي تقوم بمراجعة دوائر الدولة مثلا، أي ان الموظف الإداري بشكل مستمر عليه ان يجيد ثقافة التعامل مع الأستاذ والطالب وهذا الأمر مفقود في بعض الأحيان في الجامعات العراقية .

 

ولابد بشكل مبدئي في وضع مجموعة من الآليات مصحوبة بمرونة مطلوبة وتنوع وتجديد في المجال العلمي هذا أولا مع تأكيد الضبط في المجال الإداري ثانيا وبداية العمل الإداري يجب أن تبدأ :

  من ضرورة وضع خطة (للجامعة – الكلية –القسم ) أمدها ثلاث سنوات ثم العمل على تطبيق الأهداف الضرورية فتكون العملية برمتها عبارة عن رسم خطة لثلاث سنوات لإعادة تجديد هيكلية القسم ورفع هذه الآلية إلى العمادة لإقرارها وتتضمن هذه الآلية او خطة العمل بعض الأهداف المهمة منها :

 

 

  • إعادة قراءة منهج القسم  وأعماله مرة كل ثلاث سنوات من خلال اجتماع عام لأساتذة القسم وخبراء من خارج القسم يمكن أن يتناول :

 

  • مقارنة منهج القسم مع بقية الجامعات العراقية والعربية والعالمية، على ان يخرج المشاركون بورقة عمل عامة تعدل على ضوئها المناهج بعد استخلاص منهج عام ومقبول،  واعتقد ان هذه المهمة يتكفل بها -اذا قمنا بتقسيم العمل – الأساتذة أصحاب الخبرة مع مساعدة الأساتذة الشباب أصحاب خبرة الانترنت والاتصال الخارجي .
  • ضرورة استخدام التقنية الحديثة في طرح المناهج للطلبة،  ومنها الداتا شو والخرائط وغير ذلك .
  • العمل على انتخاب أكثر الكتب وضوحا ومنهجية وقدرة مع تبديل المناهج القديمة قدر الإمكان والاهتمام بالنوع لا الكم بل إن تكليف أهل الاختصاص من أساتذة الجامعات العراقية جميعها من الأمور التي تعطي ثمرات مهمة منها تدجين المناهج الفلسفية لتتلاءم والبيئة العراقية وأيضا تلاؤمها ومواكبتها لمزاج الطالب العراقي الخاص أحيانا والذي يفضل زيادة الفكر المدعوم بالأشياء الحسية،  فمثلا في الدرس الفلسفي يحتاج الطالب الى صور توضيحية لكهف أفلاطون ولسقراط ولمعابد اليونان القديمة .

 

 

 

 

  • الاهتمام بنوعية الطلبة الجدد المقبولين  في الأقسام ومن دون التأكيد على الكم مطلقا،  ولا يجب أن يكون القسم محطة للطلبة الذين ترفضهم بقية الأقسام لان هذه العملية سوف تجلب الخراب البطيء،  كما ان أهمية هذه المسالة تكمن بحسن استقبال رئيس القسم لطلبته الجدد مع توجيه الإرشادات بالإضافة إلى تبيان الحقوق .كما يجب إعادة النظر بسياسة القبول بالنسبة للدراسات المسائية إلا بعد إجراء الاختبار الشفهي والتحريري .
  • تأسيس ما يشبه النظام الداخلي أو الأحكام العامة أو القوانين الخاصة بالكلية او القسم

 

وربما يتوجب على القسم او الكلية إضافة بعض المهام الحيوية منها توسيع وتطوير الدراسات العليا من حيث الطلبة والأساتذة والمنهج والخدمات واختيار لجنة من الأساتذة بالإضافة إلى مقرر الدراسات العليا لغرض القيام بالتطوير ورفع التقارير حول سير الدراسة والمنهج في تلك الدراسات،  لخلق جيل من المفكرين لتكوين قاعدة فكرية قوية، ومن شروط تنمية هذا الجيل هو التدقيق في إعطاء الألقاب العلمية ونشر نتاج أصحاب البحوث المتميزة وتقديمهم الى الإعلام، ويجب التنسيق في ما يتعلق بالإعلام  بين القسم والإعلام لزج اكبر قدر ممكن من الأساتذة في القسم للتحدث حول المشكلات العديدة في المجتمع وعلاجها،  فلا يخفى ان تطوير الجانب البحثي ودعمه انما يأتي ليقدم الحلول الحقيقية للمجتمع بواسطة البحوث التي تمس الواقع العراقي الحديث .

وعلى هذا يجب :

  1. 1.إقامة أواصر علاقة وتعاون وتبادل الخبرة بين بقية الأقسام لغرض دعم البحث العلمي بأفكار العلوم الأخرى .
  2. 2.تنمية الطلبة على الابتكار والنقد والتحليل والتفكير في المستقبل والقدرة على حل المشكلات المختلفة .
  3. 3.تقديم الخدمات الاستشارية لكافة المؤسسات العراقية بواسطة البحوث والمؤتمرات وتمثيل الأساتذة للقسم في الإعلام .
  4. 4.مواكبة التطورات العالمية في تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتوظيفها الإدارة و في البرامج العلمية من زاوية المحتوى وأساليب التدريس والتقويم والمناهج   .
  5. 5.تطوير نوع من المنافسة بين الأقسام  في الجامعة العراقية وتبادل الخبرات .
  6. 6.اعتماد لجنة قياس وتطوير الأداء بالنسبة إلى القسم، يبدأ عملها في نهاية السنة الدراسية  وهي مسالة ضرورية لتقييم الأداء وتلافي الهفوات .

واعتقد بان فقدان عنصر الجدية في التعليم او في التعلم يمثل الانهيار الحقيقي للتعليم في العراق،  مع هذا فهي دعوة لبداية عام دراسي مختلف .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2212 الاثنين 27/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم