آراء

سامي ناصر خليفة: برهان.. قدم البرهان!!

سامي ناصر خليفةيعمل الكيان الصهيوني على توسيع علاقاته مع دول الشرق الأوسط ودول عربية في القارة السمراء عبر إبرام إتفاقيات إقتصادية وتعاون إستخباراتي وتطبيع سياسي وإستثمارات في التكنولوجيا والأمن.

حيث عرف الرأي العام العربي قبل سنة، إقدام السلطة في السودان على التطبيع والتعاون مع المحتل الصهيوني ضمن سلسلة الإرتماء في حضن الكيان المستدمر للأراضي العربية والعابث بالأمن الإقليمي، من قبل عدة أنظمة عربية، وقد رحبت قيادة الجيش السوداني بفرصة توسيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، حيث قدم عبد الفتاح برهان بالأمس في لقاء تلفزيوني على مرأى ومسمع الجميع دليلا عينيا قطعيا بما لا يدع مجالا للشك على حجم الانتكاسة القيمية والسقوط الوجداني الذي يعاني منه السودان اليوم.. وأثبت كم الانحراف والتبعية وفقدان الاستقلالية لبلد اللاءات الثلاثة..!

لم يعترف بالعدو الصهيوني فقط، بل وأعلن التعاون الأمني والاستخباراتي معه..! وضد من؟ ضد أبناء بلده وأهله بتبرير استتباب الأمن واستقرار الوطن..!

السودان... الذي كنا نسمع من قادته في السابق الخطاب المبدئي الثابت في مقاومة المحتل الصهيوني، والدعم الإعلامي والسياسي الكبير للإخوة الفلسطينيين وهم يرزحون تحت نير الاحتلال الصهيوني الظالم، أصبح اليوم في مقدمة الدول المطبعة مع العدو بتبرير الأمر الواقع..!

إنه السقوط والانحراف والخيانة بكل ما تعني تلك المصطلحات من معنى، وهو طعن من الخلف في الظهر من أخ عربي مسلم لأخيه العربي المسلم لم يك متوقعا، خاصة وأن الشعب الفلسطيني هو أحوج ما يكون عليه اليوم إلى المساعدة والنصرة..!

حقا... إنه عصر مزري تسقط فيه الأقنعة، وعهد سيء تنكشف فيه زيف الشعارات، ولا عزاء اليوم لمن باع دينه وشعبه ووطنه وآخرته لصالح دنيا غيره.

 

بقلم: د.سامي ناصر خليفة

كاتب كويتي

في المثقف اليوم