آراء

نبيل الأمير: ماذا تعرف عن بريكس

بمناسبة إنطلاق قمة مجموعة بريكس وإهتمام العالم والمختصين السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين فيه بهذه القمة أكتب لكم هذه الكلمات لتوضيح ماهية هذا المشروع.

بريكس من التجمعات الدولية الجديدة التي لفتت الانتباه إليها في الآونة الأخيرة وهو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية BRICS /المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

كما ان منتدى بريكس يغتبر منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية بعضويته.

عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة لهذا المشروع في يكاترينبورغ بروسيا في حزيران 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي جديد يسمى عالم ثنائي القطبية.

وعقد أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول «بركس» في يوليو/تموز عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث اجتمعت آنذاك قمة «الثماني الكبرى».

وشارك في قمة «بركس» رئيس روسيا فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وهذه الدول الأربع تعتبر من بين أكبر عشر دول بالعالم تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40% من مجموع احتياطيات العالم.

لهذا السبب فإن الولايات المتحدة الامريكية لازالت تنظر إلى بريكس نظرة ذعر وخوف، ولعل أهم وأكبر هواجسها يتمثل في خوفها من تمدد وإنتشار العملة الصينية في تعاملات دول العالم بدل الدولار الامريكي.

كما يعيش بالدول الخمس (بعد إنضمام جنوب افريقيا) نصف سكان العالم، ويوازي ناتجهم الاجمالي المحلي للدول مجتمعة ناتج الولايات المتحدة وهو (13.6 تريليون دولار)، كما يبلغ مجموع احتياطي النقد الأجنبي لدول المنظمة أربعة تريليونات دولار.

اتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.

انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى بريكس بدلاً من بريك سابقا.

أهداف مجموعة بريكس ..

تمثل مجموعة بريكس أكبر اقتصادات خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي نادي الأغنياء بالنسبة للاقتصادات الناشئة.

وعلى الرغم مما يربط الدول الخمس (بعد إنضمام جنوب افريقيا) في بريكس من تطلعات بالفرص الاقتصادية والتحديات المشتركة، فإنها تواجه تساؤلات مستمرة حول مدى قدرتها على توحيد مواقفها بشأن قضايا دولية رئيسة نظرا لتباين أولوياتها.

ومن التحديات التي تواجه بريكس ضرورة تسريع الإصلاحات في دول المجموعة، وتحقيق مهمة تدويل عملاتها المحلية.

لذلك فإن تدعيم التعاون النقدي بمختلف المستويات يمثل حاجة مشتركة بين دول المجموعة لتدويل عملاتها المحلية.

وقد تنوعت القضايا التي تتناولها اجتماعات بريكس، وتعددت لتشمل التحديات الدولية متمثلة في الإرهاب الدولي وتغير المناخ والغذاء وأمن الطاقة ومشاكل التنمية والأزمة المالية العالمية.

وساهمت ثلاث قمم واجتماعات لوزراء الخارجية والمالية والزراعة والصحة وقطاعات أخرى في تعزيز أواصر التعاون بين دول بريكس.

وفي المستقبل سيكون بإمكان الدول الخمس عقد الصفقات وتبادل أسناد القروض عبر تأسيس آليات نقدية ثنائية أو بين الدول الخمس (بنك خاص بها)، وتأسيس قاعدة تعاون استثمارية وتجارية مشتركة، وتأسيس منظومة تعاون نقدية متعددة المستويات بين دول المجموعة، وبذلك يمكن من خلال إطار التعاون المالي بين دول المجموعة دفع احتساب التجارة بالعملة المحلية، والتوسيع المستمر لنطاق ومجال تبادل اعتماد العملة المحلية بالعلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف بين الدول الخمس، الأمر الذي سيسهل المبادلات التجارية والاستثمار بين دول المجموعة، ويدفع بالتعاون والاستثماري المشترك بينها.

ونرى أن دول بريكس إذا ما تخلت عن سدس احتياطيها يمكنها تأسيس صندوق بحجم صندوق النقد الدولي الذي يتحكم برقاب معظم دول العالم من خلال مديونياتهم له.

وقد وفرت العملات والأصول الأجنبية حماية وأمانا ضد الكساد الكبير، وساعدت بريكس لتصبح قوة مالية علاوة على كونها قوة اقتصادية في وقت تناضل فيه معظم الدول الغربية من أجل كبح جماح العجز في ميزانياتها وارتفاع ديونها.

وتعتبر مستويات الدين العام لبريكس متواضعة ومستقرة في الغالب باستثناء الهند، وقد ترجم هذا الأداء الاقتصادي إلى أنواع مختلفة من النفوذ.

ولعل برامجها للتنمية ومحاربة الفقر تحتل مرتبة أعلى باهتمامات أعضاء بريكس منها في الدول الغربية، وهذه الدول تحاول تنويع اقتصاداتها وتتحدى الأفكار الغامضة للعولمة.

شروط الإنضمام لمجموعة بريكس

ليس هناك شروط محددة للإنضمام للمجموعة، ويتم غالبا دعوة بعض الدول للمشاركة في القمة إلى جانب زعماء الدول الخمسة من أجل الحوار على هامش القمة ومناقشة رغبتها بالإنضمام.

وقد أعلنت الكثير من الدول عن رغبتها بانضمامها إلى المجموعة مثل، الجزائر وأفغانستان والأرجنتين وإندونيسيا والمكسيك وتركيا ومصر وإيران ونيجيريا والسودان وسوريا والإمارات العربية المتحدة وباكستان وبنغلاديش وبيلاروسيا وزمبابوي والسعودية ومؤخراً بنغلاديش واليونان وفرنسا، وأبدوا اهتمامًا قويًا بالعضوية الكاملة في البريكس.

 فوائد الانضمام لمجموعة بريكس

بريكس هي منصة للحوار والتعاون الاقتصادي بين البلدان التي تمثل 43 ٪ من سكان العالم، من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية الاقتصادية في عالم متعدد الأقطاب ومترابط ومتزايد التعقيد.

تتضمن أهم الفوائد الرئيسية للانضمام لمجموعة بريكس ما يلي:

1- العلاقات التجارية الحرة ..

توفر مجموعة بريكس فرصًا للشركات في الدول الأعضاء لتوسيع نطاق عملياتها التجارية بحرية تامة، وتبادل السلع والخدمات والتقنيات بين بلدانها الأعضاء.

2- تعزيز النمو الاقتصادي ..

تسهل مجموعة بريكس الاستثمار في بلدانها الأعضاء، وتعزيز النمو الاقتصادي السريع، من خلال توفير بيئة تجارية أكثر استقرارًا وشفافيةً، وتقليل الحواجز المتعلقة بالتبادل التجاري والاستثمار، مما يؤدي إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من فرص العمل.

3- التعاون في المجال الاقتصادي ..

تعمل مجموعة بريكس على تطوير التعاون في المجال الاقتصادي وتوفير بيئة تجارية ملائمة، وذلك عبر تعزيز التجارة الحرة وتحقيق التوازن التجاري وتعزيز الاستثمار المشترك.

4- التعاون السياسي ..

تسعى مجموعة بريكس إلى تعزيز التعاون السياسي بين بلدانها الأعضاء، وذلك عبر التشاور والتعاون في المنتديات الدولية وتعزيز العلاقات الثنائية.

5- بناء القوة الاقتصادية ..

تمثل مجموعة بريكس اليوم أكبر مجموعة من الدول النامية في العالم، وتتمتع بقوة اقتصادية هائلة، وبالتالي فإن الانضمام إليها يمكن أن يساعد في تعزيز مكانة الدولة العضو وزيادة نفوذها في المجتمع الدولي.

سؤالنا كعراقيين.. هل هناك فائدة من إنضمام العراق لهذه المحموعة؟

إنضمام العراق لمجموعة بريكس ..

في ظل هذا النظام الجديد، يمكن للعراق ان يدخل في شراكات تعاون اقتصادية واستثمارية كبيرة مع دول المجموعة، وهو ما سوف يؤدي في النهاية إلى توفير عملات أجنبية أخرى غير الدولار المُتحكم بالسوق المالي والاقتصادي في العراق، عبر التبادل التجاري مع دول المجموعة مثل اليوان الصيني والروبل الروسي، وهو أمر يخفف من شأنه تخفيف الضغط على الدينار العراقي أو زيادة قيمته، وتجاوز أزمة الدولار، فضلا عن أنه يعزز أهداف التنمية المستدامة في البلد.

كما أن من فوائد انضمام العراق لبنك يضم مجموعة «بريكس» أنه سيوفر مجموعة من التسهيلات أبرزها المنح والقروض الميسرة بفوائد مخفضة، بخلاف ما يفرضه عليها صندوق النقد الدولي من التزامات، وهو ما سوف يساعد الحكومة العراقية في المضي قدماً باستكمال مشروعاتها الاقتصادية الكبرى، ويعطيها مميزات اقتصادية بالتحالف مع دول المجموعة في إبرام اتفاقيات على مستوى عالٍ من الأهمية، فضلاً على الحصول من السلع الغذائية الضرورية للشعب الشعب العراقي، هذا غير المنتجات والشراكات الصناعية التي تؤدي بالتأكيد لتشغيل الأيدي العاملة وحل جزء من مشكلة البطالة.

كما أن الانضمام إلى «بريكس» سيمثل نجاحاً لجهود الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية العراقية، وسيكون داعماً لبرامج حكومة الخدمات كما نعتقد.

***

بقلم: د. نبيل الأمير التميمي

في المثقف اليوم