آراء

صلاح حزام: ما يسمى بالعملة القوية لاتعني بالضرورة ازدهاراً اقتصادياً

يتحدث بعض الناس عن فترة ازدهار اقتصادي في العراق ويستشهدون بقيمة الدينار التي كانت تساوي اكثر من ثلاثة دولارات.

بالمقابل يجب ان نتذكر ان الدولار الواحد يساوي حوالي ١٤٧ ين ياباني. واليابان ثالث اكبر اقتصاد في العالم والين ثالث اكبر العملات تداولاً في سوق العملات وفي بناء الاحتياطيات الدولية بعد الدولار واليورو.

لكنا نتذكر باعتزاز وحزن على العصر الذهبي للدينار عندما كان يساوي اكثر من ثلاث دولارات.

في تلك الفترة في الاربعينيات والخمسينيات وصولاً الى السبعينيات، لم يكن سعر الصرف المرتفع للدينار يعني شيئاً لمعظم افراد المجتمع لانهم لايستطيعون شراء المواد المستوردة (التي يؤثر عليها سعر الصرف) بسبب تواضع قوتهم الشرائية ويعيشون على المواد الغذائية المنتجة محلياً.

سعر الصرف ينعكس على الاستيراد والتصدير ولايعني اي شيء بالنسبة للفرد البسيط اذا لم يكن يستهلك سلع مستوردة  ( كما يحصل الآن في العراق الذي يستورد كل شيء)..

الازدهار الاقتصادي، هو مستوى معيشة مرتفع واجور كافية توفر حياة لائقة مصحوبة بانتاجية عالية..

يستخدم البعض صورة لبناية جميلة في الثلاثينيات ويقول

هكذا كان وضع العراق متناسياً العشوائيات والبيوت القديمة التي تملأ المدن وحواشي المدن..الى الوقت الحاضر!!

ويستخدم صورة تظهر فيها عدة سيارات امريكية حديثة يمتلكها عدد من الاغنياء والاقطاعيين ، ليقول لنا هكذا كان وضع العراق..

الازدهار ليس وجود مجموعة من الاغنياء وسط محيط من الفقر والكفاف..

العملة ومقدار سعر صرفها تجاه العملات الأخرى، هي مجرد وسيلة لتنظيم التبادل التجاري بين الدول وتحديد اسعار السلع المستوردة عندما تُحوّل اقيامها الى العملة المحلية، وليست دليلاً على قوة الاقتصاد (الدينار الكويتي يساوي حوالي اربعة دولارات في حين ان الدولار يساوي حوالي اربعة دراهم اماراتية وحوالي اربعة ريالات سعودية ، فهل يعني ذلك ان الاقتصاد الكويتي اقوى من نظيره الاماراتي والسعودي؟)...

يتم تغيير صرف العملة الوطنية تجاه الدولار او غيره من العملات القيادية ، لاغراض تتعلق بوضع ميزان المدفوعات وتكاليف الاستيراد والتصدير (تحفيز التصدير  وتقليص الاستيراد من خلال جعل اسعار السلع المستوردة اعلى بالعملة المحلية)..

كلما ازداد اعتماد الافراد على سلع مستوردة، زادت تأثيرات التقلبات في سعر الصرف عليهم

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم