قضايا

الميكافيلية.. الغاية تبرر الوسيلة

ان اول من جاء بهذا المبدأ هو الفيلسوف الايطالي "ميكافيلي" في القرن السادس عشر صاحب كتاب "الامير" ومنه اخذت الشخصية الميكافيلية تسميتها..

ان اصحاب هذه الشخصية بامكانهم ان يستخدموا اي شئ ويدوسوا على كل شئ في سبيل تحقيق مصالحهم الذاتية، فتكون الوسيلة حق مشروع –وان كانت غير مشروعة-لتبرير الغاية، فاصحاب هذه الشخصية يحاولون الوصول الى اهدافهم دون قيد اوشرط، لادين يحكمهم ولاعرف يقيدهم ولاقانون يردعهم، تحكمهم المصلحة الذاتية فقط، فيلجأ الى كل الطرق الممكنة وغير الممكنة للوصول الى هدفه غير آبه بما يسبب لغيره من ضرر، وتلك اعلى درجات الانانية والوصولية التي تستحوذ على المرء للوصول الى اهدافه، تارة بالترغيب واخرى بالترهيب ويكون التخويف السلاح الناجع للوصول الى ما يريد، ولايهمه ان كان المقابل قريب ام غريب المهم الحصول على مايريد..

ومن الجدير بالذكر هنالك حالات اباح الله بها للمرء القيام بها في حالات الاضطرار، فذلك يعتبرا مضطرا وبدون سبق اصرار قال تعالى"فمن اضطر غير باغ ولاعاد فلا ظلم عليه"..البقرة173هنا الامر مختلف لان الانسان قد تصادفه مواقف يجد فيها نفسه عاجزاوقد حدد الله تلك المواقف في كتابه العزيزوهي قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"

ان استخدام الوسائل المتاحة للوصول الى هدف نبيل تعتبر قيمة اخلاقية عالية كطلب المشورة اوالنصيحة للقيام بعمل ما عن طريق الشراكة اوالاستفادة من خبرةما لعمل الخير، لكن استخدام الوسائل والطرق غير المشروعة ثم شرعنتها تحت اي بند، كأن يسرق المرء مثلا مبررا ذلك باي تبرير، فالسرقة لايمكن تبريرها وشرعنتها لاي سبب كان، مادام المرء يستطيع ان يعمل بالطرق الشرعية للحصول على مايريدلان هذا الامر اذا مر مرور الكرام سيفتح الباب على مصراعيه للاتيان بماهو اسوء، والسلوك الملتوي غير الاخلاقي لاتبرير له على الاطلاق، لان المنظومة الاخلاقية لاتعتمد على المزاجية وهناك شروط وضوابط تحكمها، لذا فان هذا المبدأالذي يبرر لصاحبه القيام باعمال غير شرعية وبطرق غير شرعية للوصول الى الهدف، هو مبدأ باطل ولايمكن العمل به تحت اي ظرف.

 

مريم لطفي

 

 

 

في المثقف اليوم