قراءة في كتاب

محمد جواد فارس: كتاب بنات السياسة إعداد الكاتبة هيفاء زنكنة

نحن نروح الترحال دون دخان وستار

بددوا إذا سأم السجون وأنشروا

في عقولنا المشرئبة مثل الخيام

ذكرياتكم

افصحوا ماذا رأيتم ؟

الشاعر الفرنسي بودلير

في هذا الكتاب الصادر عن دار زنوبيا، الذي اعدته الزميلة والكاتبة العراقية المعروفة، بشجاعتها واسلوبها الشيق ودفاعها عن حقوق المرأة في العراق والوطن العربي ومن خلال علاقاتها الواسعة بمنظمات المرأة في البلدان التي احتكت وعملت فيها، وفي هذا الكتاب الحديث العهد في صدوره، فيه سردية لقاءات مع مناضلات في الحركة النسوية التونسية، وإشارة هيفاء زنكنة في فصل لها تحت عنوان (لماذا نكتب الان)، أثناء تواجدي في تونس مع ست مناضلات تونسيات لتنظيم الورشة وكان لزينب فرحات مديرة المسرح ومؤسسة جمعية زنوبيا دورا هاما في أن الورشة ات ثمارها، وكانت للورشة على الرغم من بساطتها ولكنها كانت هي من تجربة خاظتها النساء الست في معتقلات النظام الدكتاتوري وجاءت هذه الشهادات دون وسيط وبمصداقية عالية كما ضربت مثال قاله الشاعر الفلسطيني محمد درويش [كان الهدف أيضا، ألا نقتصر الكتابة على تقديم شهادة تتضمن تفاصيل الاعتقال والتعذيب فقط، على أهميتها، بل تقديم سرد شخصي محوره يضئ].

والمناضلات هن آمال بن عبا ودليلة محفوظ جديدي وزينب بن سعيد الشارني، ساسية الرويسي بن حسن، عائشة فلوز بن منصور وليلى تميم بليني، وبمشاركة خاصة من هيفاء زنكنة من الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزية، كانت المناضلات التونسيات الذين سردن أساليب التعذيب، هن من تنظيم برسبكتيف وتعني بالعربية (وجهة نظر) - العامل التونسي في السبعينات من القرن المنصرم، وهنا لابد الإشارة وبأيجاز عن كل منهن وبشكل مختصر لأترك للقارئ الرجوع إلى الكتاب.

1- أمال بنت فاطمة اللزام ومحمد بن عبا: مولودة بالمرسى في 28 مارس 1944، المهنة أستاذة فلسفة صحفية (دار الصباح) مسؤولة عن عمود (المرأة) بجريدة (المغرب) الاسبوعية إلى جانب نضالها في صفوف منظمة (باراسبكتيف العامل التونسي) ناضلت في نقابة التعليم الثانوي، وجمعية الصحافيين ونقابة الصحافيين. اسست مع مجموعة من النساء المناضلات (لجنة المرأة العاملة) التابعة ل (الاتحاد العام التونسي للشغل) و(جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية) و(الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات) و(جريدة نساء) مع ساسية الرويسي وزينب بن سعيد الشارني. ومن تجربة آمال بن عبا تقول: إن كان للعزلة من معنى فهو ذلك الذي يحعلنا نتخلى بسهولة عن أهدافنا، فنعيد إلى الأدراج ما خططنا من خواطر، ونتجاهل بسهولة قدراته الذاتية، ونحط من قيمة ما ينجز، ويولد فينا حذرا يتحول اضطهاد.

لقد عملت هذه المناضلة في منظمة سياسية يساري التوجه الفكري، مما تحملت الكثير من المعانات من الاعتقالات والتعرض إلى التعذيب النفسي والجسدي، متحديتا الجلاد لقناعتها بالنضال من أجل المستقبل الأفضل لوطنها وشعبها، وفي سرديتها تحدثت عن الكثير من المعانات.

2- نارودنيا: دليلة محفوظ تقول: لا اعتزم كتابة تاريخ تلك الحقبة من النضال، إذ أنها مهمة المؤرخين المختصين، ما اكتبه هو شهادة تندرج ضمن الذاكرة الجماعية، لتبرز تجربة عشتها في الماضي، واتقاسم سماتها وآثارها مع عدد من المناضلات اللواتي تعرض لمختلف أشكال الاستبداد في بداية السبعينات، لانهن اخترن النضال من أجل مشروع. هذه التجاوزات بة هي أيضا هي جزء لايتجزء من الحاضر الذي يجمعنا الان، حاضر يحمل رمز نضال مستميت لم ينطفئ، هي تحية وفاء كل من رافقتني خلال أيام العسر وفترات النصر، أيامنا بأن النضال يحيك نسيجه بصبر وأناة وقوت وإيمان.

بهذه الكلمات التي تعبر فيها عن أهمية النضال رغم الصعوبات وتحملته من سجن وتعذيب لكنها لم يزول فكرها اليأس، كانت تفك بكلمات الشاعرابن بلدها تونس ابو القاسم الشابي ؛ اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

ومن يتهيب صعود الجبال

يعش ابد الدهر بين الحفر

دليلة محفوظ من مواليد 5 مارس 1952 نشأت في أمواج الاب النقابي المتمرد والوطني الحر، وهيجان امي الثائرة منذ طفولتها ضد التميز والشرسة في زرع المساوات بين ابنائها وبناتها في التربية والتعليم، وعن حياتها تحدثت عن طفولتها ومدرستها في مراحل التعليم الثانوي. وتناولت ما جرى لها في الاعتقال من تعذيب وحشي على يد سلطة غاشمة لا تسمح لطرح وجهة نظر مغايرة لدكتاتورية النظام القائم والنضال من أجل رفاهية الشعب وسيادة الوطن. ذكرت دليلة محفوظ عن إحدى حفلات التعذيب مايلي ؛ فجأة انهال علي الضرب والشتم واقتلاع الملابس، تعالى صراخي ليملأ الغرفة، مرددة بين الصفعة لأخرى (انا إنسانة، ما عندكش تضربني وإلا تمسني)، قضيت ليلتين في مكان ضيق، افترش الأرض ليلا نهارا.

3- زينب بن سعيد الشارني [ول (أنتيغون) أبعاد عديدة

زينب بن سعيد: مولودة في حمام انف، سنة 1948، أستاذة جامعية متميزة في الفلسفة من جامعة دينيز ديدرو باريس، و دكتورة في علم الاجتماع من جامعة تونس، نشرت خمسة كتب في مجال البحث الجامعي، وتشرفت على خمسة ندوات دولية، ولها العديد من المقالات والبحوث في الفلسفة والفكر الاجتماعي، هي عضو في المكتب السياسي لحزب العمل التونسي شغلت مراكز اجتماعية متعدد. كتبت في هذا الكتاب مايلي: (أنتيغون) أستاذة تعلن حكية التمرد على القانون، والانصهار في طيات المواطنة والانفة من أجل الانتماء إلى بلد، وهي أستعارة تستحقر فكرة الحق في الإقامة في أرض تسير الحياة الكريمة والآمنة، ولكن (أنتيغون) تحيلنا أيضا على الذاتية النسائية المتميزة والمولدة لمغاير ينتقد العقلانية البرغماتية الاجرائية، فيفسح المجال للتفكير في المجتمع عبر الأهواء ومن خلال مشاعر الأخوة، وسخاء امرأة تجرأت على أن تتدخل في أمور السياسة.

أن زينب بن سعيد الشارني انها التحقت بحركة سياسية ماركسية من أقصى اليسار سنة 1970 عندما كانت تتابع دراستها بفرنسا جامعة السوربون، وقد نشطت في مجال تثقيف الرفاق وإنشاء جماعات عمالية في مجال الدعاية والتحريض، وبعد عودتها إلى وطنها عام 1972، وبدء مشوارها النضالي من خلال مشاهدتها لنضال الرفاق ومنهم أخيها محمد الطالب في كلية الطب، وعند إخراجها في العمل النضالي تتحدث عن الأساليب التي شاهدتها من خلال التحقيق معها، والأساليب الوحشية التي يستخدمها جلاوزة النظام في التحقيق معها، مستخدما أسلوب وحشي، مثل كما تذكر: حينها تسلح الشرطي الجلاد بخرطوم مطاطي طويل، وانهال به على باطن قدمي، كانت الآلام التي نتجت عن ذلك أفضع الآلام التي نتجت عن ذلك أفضع الآلام التي خبرتها في حياتي.

هكذا كانوا يتعاملون مع النساء المناضلات في استخدام التعذيب النفسي والجسدي وهن صامدات دفاعا عن المبادئ، وفي الكتاب إشارة إلى هذه الممارسات.

4- ساسية الرويسي (بحثا عن ساسية):

ولدت ساسية بدقاش، توزر في 20 ديسمبر عام 1946، خبيرة عقارية متقاعدة من وزارة التجهيز والإسكان وتتحدث عن اسمها تقول: حملني المرحوم والدي اسم جدته التي اشتهرت في القرن 19 شجاعة، قوية فرضت احترامها على الجميع، محاربة تمتشق السيف وتعتلي صهوة جوادها المطاوع، فكانت أسطورة أجيال وأجيال لا أدري لماذا اختارني والدي لمهمة (أحياء روح) تلك الجدة ؟ (فأنا ثالث بناته).نشأت ووثقل ذلك (الاسم - الصورة) يكبلني ويدفعني منذ الطفولة فعشت بين (ساسيتها) الأصلية، والنسخة التي كنتها (أنا). ؤقد كتبت المناضلة ساسية الرويسي قبل سردها للمعجنات التي رافقتها في حياتها السياسية، ما يلي: لم أحظى بفرحة اللقاء، ولا كنت انتقيونه ممن جمعتهن [ ورشة الكتابة (الانتقونية) التي نظمتها السيدتان الفاضلتان هيفاء زنكنة وزينب فرحات، لا لكوني لم أكن ضمن القائمة المدعوة لتلك الورشة بل لتغيبي خارج البلاد تزامنا مع إقامتها فلم احضر ذلك اللقاء المؤثر بين الرفيقات اللاتي جمعتهن التجربة وفرقتهن الحياة، وحرمتني غيابي من الاستفادة من تقنيات الكتابة].

إشارة ساسية الرويسي بعلاقاتها الإنسانية بالرفيقات في فترة سبعينات - ثمانينات القرن الماضي في فترة النضال والقمع والاعتقال والسجن والتأسيس لتونس الحديثة والتعددية السياسية والفكريةو الثقافية ونشأة الحراك المدني والسياسي الذي أزدهر مع ضعف (دولة الاستقلال) وتخبطها في ازماتها الاقتصادية والإجتماعية والسياسية الخانقة فيما بعد.

متحدثة عن معانتها في التحقيق والتعذيب في الأجهزة الأمنية للسلطان الغاشمة.

5 - عائشة فلوز سجينة سياسية رقم 362:

تكتب هذه العواطف الشجية: إلى زوجي الذي جعل من قلبه مسكنا لي، إلى حسن الوجود وأحمد المهدي اللذين أنجباني أنا، إلى عائلتي كبيرها وصغيرها الذين شحنوني بحبهم، إليك امي لأنني انت.

عائشة فلوز من مواليد 25 مارس 1952 بمدينة الماتلين (بنزرت). متحملة من الجامعة التونسية على شهادة الدراسات المعمقة في الأدب الفرنسي ومحلة ثالثة في علوم التوثيق ومحلة أولى في الصحافة وعلوم الاخبار وشهادة في التصرف من المعهد الأوربي المتوسطي، تحملت مسؤوليات مختلفة في شركة فسقاط قفصة

تكتب عائشة فيروز في وجدانياتها: أنا أحب الكلمات الجميلة، الراقصة، على نغمات الحرية، لأنها ستصنع يوما قصيدة ولحنا..

وتكتب عائشة عن معاناتها وما تحملته في سجون الدكتاتورية التونسية: أذكر أن كبير المحقيقين في وزا ة الداخلية استقبلني بهذه الكلمات (هذه هي اللي طلعتنا الشعر في...لساناتنا) ثم اردفها عبارة مبتذلة، قبل أن يحيلني على الاستنطاق في مكان هو عبارة عن شبه دهليز لا يلجه الضوء، هل كان وصولي إلى تونس في المساء؟ طاولة تتوسط الدهليز، كما في الأفلام فوقها شيء من الإضاءة، عون يسأل ويجيب في نفس الوقت.

وبعد معانات كبيرة قلتها في السجن وراء القضبان إلى أن سبقت إلى المحكمات ومنها محكمة أمن الدولة وتابعت رحلتها من سجن إلى آخر ولم تستكين في علاقاتها مع الرفيقات السجينات، وبعد السجن هناك نوع آخر وهو (سجن الإقامة الجبرية)، وتذكر: أشعر دموعي وبأنهمار دموعي كلما تذكرت أمي، كنت أكتب لها الرسائل من السجن، وتقول قول الشاعر محمود درويش:

واعشق عمري لأني،

إذا مت، أخجل من دمع امي.

[كم هو رائع وجميل انها ذكرتني بأمي وكيف كانت تتبعني من معتقل إلى آخر ومعاناتها وتحملها الضرب والطرد].

واخيرا تقول مالذي سوف يحتفظ به التاريخ منيلي بلمحنة اليسار في زمن الظلم والاستبداد زمن السبعينات؟.

6- ليلى تميم بليلي: كوبا لن تذهبي إلى كوبا !

ولدت ليلى تميم بليلي في باردو (ضاحية تونس) في 12. فيفري 1952 في وس، عائلي حداثي وميسور، كانت تتردد على متحف مدينتها، منذ الصغر الأمر الذي أثار اهتمامها للتحف والتراث، دراستها للتاريخ مكنتها من الانغماس في بيئة جامعية ديناميكية وحماسية، جعلتها تحلم بثورات كبيرة. كتبت: لن تذهبي ! عبارة آمرة طالما سمعتها من ابي. لكنها أتت هذه المرة، من زوجي الذي أطلقها بنبرة لا تدع أي مجال للتفاوض.كان يعتبر نفسه مسؤولة عن علاقتنا كزوجين شابين، وينوي إستخدام الحق الذي يمنيه اياه قانون الزواج للحد من اندفاعي. تستمر في الكتابة: كانت صورة كوبا الثورية، فيدل، وتشي غيفارا، ولاهافانا، وخليج الخنازير، والسيفاريوس الملفوف على افخاذ الجميلات السمراوات، كل ذلك المزيج من قراءات المراهقة، والحلم اليساري، ومعادات الامبريالية، تغذي في نفسي رغبة جامحة في اكتشاف تلك الجزيرة التي طالما حملتني اليها أحلامي.

كانت المناضلة ليلى تميم بليلي كانت تنشط في مجال الحركة الطلابية، تكتب انها اختارت معسكر، فالتحقت بالهيكل لنقابي القاعدي للإتحاد العام لطلبة تونس بشعبة التاريخ، كنا ننظم في هذا الهيكل أنشطة ثقافية إلى جانب التدرب على النصوص النظرية لماركس، وأنجلز، ولينين أساسا كانت هذه القراءات التي اكتشفتها مملة، فقد كنت افضل النصوص الأدبية، بيد أنه كان من الواجب ابتلاعها كما يبتلع دواء مر. كانت سنتان 1969 و1970 مليئتين بالأحداث والتحركات داخل الجامعة، وكان الشعار الأهم للطلبة رفض الحزب الواحد، . وتحدثت باسهاب عن التعذيب في معتقلات وسجون الطغمة الحاكمة، وهذا الأساليب يندى لها جبين الإنسانية في القرن العشرين.

7- هيفاء زنكنة أيها القلب ماذا ترى؟

هيفاء زنكنة كاتبة وناشطة حقوقية (بغداد 1950) أنظمة إلى منظمة التحرير الفلسطنية - فتح) عام 1974، نشر لها ثلاث روايات (في أروقة الذاكرة) عن تجربة اعتقالها بالعراق، (مفاتيح مدينة) و(نساء على سفر)، أصدرت أربع مجموعات قصصية، وأقامت معرضين فنيين شخصين بلندن وأيسلندا وساهمت بعدة معارض أخرى، من بين كتبها باللغة الانكليزية، (مدينة الأرامل) سردية امرأة عراقية عن الحرب والمقاومة) (الحلم ببغداد) و(الجلاد في المراة) مع المدعي العام الأمريكي السابق رامزي كلارك، و(دفاتر الملح) تونسيات عن تجربة السجن السياسي).

عضو مؤسس للرابطة الدولية للدراسات العراقية المعاصرة (lACIS) وإحدى مؤسسات (تضامن المرأة العراقية). عملت مستشارة للاسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والإجتماعية لغرب اسيا) لعدة سنوات من بين التقارير التي ساهمت فيها (التكامل العربي) و(نحو العدالة في العالم العربي) التقرير الذي تم سحبه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة إثر اعتراض الكيان الصهيوني.

نشرت عديد الدراسات الأكاديمية بالإضافة إلى المقالات الصحافية، لها رأي أسبوعي في صحيفة (القدس العربي) وتحاضر بانتظام حول الثقافة، المقاومة، وقضايا المرأة.

رئيسة تحكيم (جوائز كتاب فلسطين الدولية) باللغة الانكليزية، لندن.

كتبت المدينة رقم 1

كنت في العشرين من عمري، عارية وقفت وسط الغرفة يحيط بي أربعة رجال وصناديق كتبي والمنشورات، ومكتب ضخم، وآلات تسجيل، وأريكة تمتد على احد الجدران وصينية تحتوي بقايا الطعام، والستائر مسدلة أبدأ، الجالس خلف المكتب الضخم لم يقل الكثير، كان متوسط القامة، داكن البشرة، يرتدي نظارات غامقة اللون ذهبية الإطار وبدلة غامقة اللون، يحمل في يده مسبحة، وزع نظراته عليها وعلي بالتساوي، كما لو كان متحيرا ازاء مسألة خاصة جدا. كان هو السيد المطلق لذلك القصر، قصر النهاية، ملما بكل ما يجري في أقبيته وغرفه العديدة، يستقبل زواره لالقاء نظراته المتحدة عليهم قبل توزيعهم على الغرف الأخرى، ولانشغال الحكومة بتنظيف واجهة مبناها الإعلامي، والمعرفة الرئيسية بالمساهمة في تلميع بضع اجرأت طمعا في المساهمة في بالحكم، تمتع ذلك الرجل بحرية كاملة في الاعتقال والتعذيب والإعدام، واختفى في دهاليز ذلك القصر آلاف الناس لمجرد رفع أصواتهم متذمرين، (بعد أربعة أعوام ظهيرة يوم شديد القيظ، عانى سيد القصر من الصيرورة نفسها، اعتقل وعذب وأعدم، من قبل الحكومة ذاتها).

لا اريد الإطالة لما كتبته المناضلة هيفاء، واترك للقارئ متابعة ما كتبته، وبالمناسبة أريد أن أشيد بورشة العمل التي قامت بها المناضلة هيفاء زنكنة، النشطة في الحركة النسوية العربية، مع مناضلات تونسيات تحدثن عما حدث معهن من تعذيب نفسي وجسدي، في سجون ومعتقلات الأنظمة الدكتاتورية، وفي ظل حكومات الحزب الواحد، أنه بحق عمل رائع جسد في هذا الكتاب القيم للتاريخ، لذا أجد من الضرورة اقتناء هذا الكتاب وقرأة ما جاء في صفحاته، في نضال المرأة العربية من شجاعة وصمود أمام الجلادين والقتلة، وبرأي المتواضع، انهن اكتسبن من تجارب ونضال روزا لكسمبورغ وانجيلا دايفس، والمرأة السوفيتية في الحرب الوطنية، والجزائرية في حرب التحرير، جميلة بوحيرد، ورفيقاتها والفلسطنية المناضلة ليلي خالد ورفيقتها الفلسطنيات وهن كثر، واليوم صمود المرأة الفلسطنية في عملية (طوفان القدس) في غزة بمشاركتهن في النضال ضد الصهاينة وغيرهن. فكل التحية لنساء العالم في نضالهن من أجل مستقبل افضل يسوده السلام العالمي ولكبح مشعلي الحروب.

***

صادق السامرائي -  طبيب وكاتب

لندن في شباط 2024

في المثقف اليوم