قراءة في كتاب

سليا حمادة: نجوم منطفئة في سماء ذاكرة الدكتور ضياء خضير

قد يكون من الصعب الكتابة عن كتاب لناقد وقاص وشاعر معروف كالدكتور ضياء خضير، كونه هو الذي يكتب عادة عن الآخرين ويقيم كتاباتهم. فكيف اذا كان الكتاب حول سير لأدباء وشعراء معروفين، خاصة وان د ضياء قد اختار ايضا تضمين الكتاب سيرته الذاتية او لمحات منها، كخطوة اعتبرها النقاد جريئة ومختلفة.

رغم جفاف مادة السيرة الذاتية، الا ان أسلوب د خضير وسرده لمواقف ومحطات من حياته وحياة الرفاق والزملاء او الأساتذة الذين كتب عنهم حرضني على التفاعل مع الكتاب وخلق في ذهني عدة تساؤلات من بداية قراءة عنوان الكتاب وكان لا بد أن أسجّل انطباعي.

لقد برع د خضير باختيار عنوان ملفت لكل فصل من فصول كتابه، كتعريف بسيط او مختصر لسيرة المبدع موضع البحث بعد ذكر اسمه. كما برع بالتاكيد باختيار عنوان الكتاب. ولعله أراد من خلال "نجوم منطفئة في سماء ذاكرة الغريب " أن يعيد احياء انوار ابداع زملائه وأصدقائه وتخليد إشعاع تاثير افكارهم وإنجازاتهم، ليستفيد من تجاربهم كما من معاناتهم كل من يهتم بالأدب والعلاقات الانسانية القائمة على الصداقة والزمالة دون اغفال تاثير ظروف الحياة والمعاناة على المبدعين، وتحديدا في وطن عانى من الحروب والحصار وسياسة الحزب الواحد. ولربما أراد د ضياء استعادة محطات من ذكرياته معهم او حولهم وإلقاء الضوء عليها تقديرا منه لإنجازاتهم او عرفانا بتأثير مرورهم في حياته، وابقاء تلك الشعلة مضاءة وإن بين دفتي كتاب، تماما كتلك النجوم التي نراها في السماء ونعجب بجمالها وقد انطفأت من مئات السنوات قبل ان تلمحها أبصارنا. أو لربما أراد د. ضياء ان ينصفهم لان حياتهم كانت قاسية بالإجمال خاصة مع كل ما مر بهم في العراق قبل وبعد الحرب، بكل ما طبع تلك المرحلة من مواقف سياسية  وصعوبات معيشية. ويبقى هو الغريب المتغرب عن وطن يسكنه بكل ذكرياته الحلوة والمرة. وقد كتب كتابه هذا في كندا حيث يقيم حاليا. وقد سبق ان أقام في الأردن وسلطنة عمان بهدف التدريس في الجامعة كما أقام في فرنسا وفي لبنان. وكما ذكر مقدم الكتاب الأستاذ عادل عبدالله.4146 ضياء خضير

ربما هي المرة الأولى التي يجمع فيها كاتب بين سيرته الخاصة وسِيَر آخرين من أقرانه ورفاقه. ويصف الاستاذ عبدالله في مقدمته، الدكتور خضير كمن أوجد لقاحا لكنه أراد اختبار اللقاح على نفسه قبل تجريبه على الآخرين. ولعلني شخصيا تساءلت اضافة ؛ هل أراد د. خضير تجربة مدى تاثير سرد بعض محطات من حياته في فصل من كتاب ضم شخصيات عديدة من أقرانه، قبل كتابة سيرته الخاصة كاملة و مفصلة في كتاب، لانني اعتقد ان في جعبته الكثير مما قد يروى عن حياته وتقاطع ممراتها مع ممرات حياة كثيرين في محطات مختلفة داخل العراق وخارجها.

أما تفسير د خضير لفكرة دمج سيرته الخاصة مع سير رفاق مبدعين في كتاب فهي تتلخص بما يلي على حد تعبيره:

"حين تكون قادرا على الكتابة عن زملائك، لا بد ان تكون قادرا على الكتابة عن نفسك لإعطاء صورة للقارئ ولو أولية عن الكاتب، وليس فقط عن المكتوب عنهم"

وأنا اعتقد أن العكس هو الصحيح ايضا وقد يكون الأهم، لانك حين تكتب عن نفسك وتشارك القارئ ببعض محطات حياتك وبعض أسرارك، لا بد ان تكون حريصا على نقل الصورة بواقعيتها وجماليتها عن الآخرين، بل قد تكون اكثر حرصا على إعطاء الصورة الأجمل عنهم دون التخلي عن النقد الموضوعي. وهذا ما لمسته في كتابة د خضير عن سير أصدقائه وزملائه. لقد كتب عنهم بكثير من الحب والاطراء لإبداعهم، حرص كذلك على تبرير او تفهم لمواقفهم السياسية التي اتخذوها في ظروف معينة . ولم يكشف أية اسرار حياتية خاصة بهم رغم غياب معظمهم. لكنه ذهب ابعد من ذلك بكثير حين تكلم عن نفسه بشفافية مطلقة خاصة فترة الدراسة والجامعة، وعن المحسوبيات في التعيين و عن العمل ضمن الهيئة التدريسية في كلية آداب. وتركه العراق عام ٩٩ قبل الحرب ثم العودة اليه مجددا ثم الهجرة منه. فهو قد سرد الوقائع كمن يتذكر ويحاسب نفسه احيانا وأحيانا كمن يبرر موقفه؛ وكأني به الطبيب النفسي المعالج لنفسه وتاثره كما سواه، بما مر بالبلاد وتبعات قرارات قيادية اتخذت حينها اضافة الى تاثير الحصار والحرب على العراق. لم ينكر انتماءه لحزب البعث العربي فترة الدراسة الجامعية لتسهيل متابعة الدراسات العليا، وكذلك تعيينه في الهىئة التعليمية في كلية الآداب لاحقا. لكنه لا يغفل عن ذكر ممارسات الحزبيين الذين كانو يقتاتون من الوشاية وأحيانا تلفيق الشكاوى عن الآخرين والتسبب باعتقالهم. فيبرر لنفسه وللقارئ سبب نفوره من الحزب. رغم انه يعود ويقول انه كان مقتنعا بالإصلاحات الموعودة والمصالحات التي كان ممكنًا ان تحدث في البلاد لولا التورط في غزو الكويت.

وقد اثار فضولي ما ذكره حول كلام وجهه مباشرة للرئيس صدام حسين ضمن جلسة مصارحة ضمته ومثقفين معه لتقييم المرحلة حينها بناء على دعوة من الرئيس. وقد عبر د ضياء بكل جرأة خلالها عن رايه، كما ورد في سرده حول اللقاء واستشهاده باسماء الحاضرين حينها. ولاعطاء كلامه مصداقية تامة ذكر ما تناقله رفاق له ومعارف، بعد جلسة المصارحة تلك وتاييد البعض لصراحته ولوم آخرين خوفا عليه. فحين كان كثيرون يتملقون للرئيس، اختار د ضياء الراي الصريح والمواجهة في من خلال النقد والتحليل الموضوعي.الا ان ردة فعل الرئيس على صراحة د خضير لم تكن عصبية كما توقع البعض بل اعترف باخطاء وفاجأ الجميع بذلك، رغم ان رفاق د خضير قلقوا عليه لاحقا من تبعات كلماته. واترك للقارئ متابعة التفاصيل في الكتاب. وكان لا بد ان أفكر ؛ أليس هذا حالنا كشعوب بشكل عام ؟ وخاصة حين افكر في ما وصل اليه الحال في بلدي لبنان بسبب تغاضي الناس والطبقة المثقفة خاصة، عن اخطاء وممارسات القيادات السياسية لفترة طويلة من الزمن حتى وصل البلد الى شبه انهيار كامل.

" رغم ان هناك أشياء لا نستطيع التحكم بها الا أننا نستطيع اختيار الطريقة التي نوجه بها حياتنا واختيار ما نكتب عنه " هذا ما كتبه د خضير في الكتاب . وقد اختار ان يكتب عن الفقر في طفولته بسبب زواج والده من ثلاث زوجات وتكوين ثلاث أسر حين كان مدخوله يكفي لإعالة عائلة واحدة، مما اضطر والدته للعمل في الخياطة من المنزل لإعالة الأسرة في غياب اهتمام الأب . وهنا ايضا يطرح برأيي بشكل مبطن تبعات تعدد الزوجات على الأسر والأولاد وخاصة في حالة الضيق المادي.

وقد اختار ان يكتب ايضا، في هذا الكتاب، عن حالتين او ثلاثة حالات مرّ بها وقد اعتبرتها شخصيا الأهم في تشكيل شخصيته واختياراته لاحقا. ومن بين تلك الحالات نشأته الفقيرة وغرق شقيقته الكبرى ضوية والتي كانت معلمة في مدرسة " العفة" في حادثة تراجيدية مع ٤١ معلمة وطالبة حين انهار جسر خشبي تحت السيارة التي كانت تقلهن فوق نهر الفرات في جنوب العراق حيث كانت أسرته تقيم.

كتب ايضا عن تاثير المجالس الحسينية في عاشوراء ورمضان " حيث اختلطت الذات الثقافية العراقية الجريحة واللغة العربية الرفيعة والبكائيات.."والتي كان يجد فيها مثل سواه تعبيرا عن واقع يعيشه ولذلك يبكي الناس اكثر حسب شرحه. لكنه كان يستغرب بكاء شيخ عشيرة ونائب في البرلمان رغم انه يملك كل شيء. هذا الشيخ الذي كان يبكي تأثرا بالخطب الدينية التي يسمعها، في حين أنه لم يتورع عن إرسال أحد رجاله لإطلاق النار على كلب أسرة د ضياء لان نباحه كان يزعجه ليلا. فيما عجز الطفل ضياء حينها عن فعل اَي شيء لإنقاذ الكلب المسكين كما ذكر، وهذا يبرهن عن حس المسؤولية والانسانية لديه من عمر مبكر .

وفي هذه القصة رمزية عميقة وتناقض بين الإنسانية المزعومة في التعبّد، والتكبر خارجه على خلق الله او اذيتهم وحتى ايذاء حيوان ضعيف. ولا ادري لماذ استحضر ذهني كلمات الشاعر والأديب اللبناني المعروف انسي الحاج " الانسحاق أمام الله في المعبد والتكبر على اخيك في الشارع، تملق الجبان ".او ربما لان هذه القصة اثرت بي فانا من محبي الحيوانات ومن أنصار الرفق بها. كما اعتقد ان الانسانية لا يمكن ان تكون انتقائية ولا تمارس من بروج عاجية.

د خضير الذي اختار ان يترك العراق عام ١٩٩٩ قبل سنوات من احتلال العراق، و بعد سنوات من نفوره من الحزب كما ذكر، وتحديدا بعد إعدام ابن اخته بتهمة باطلة، وهو الذي تخرج ضمن العشرة الاوائل بمادة الفيزياء.

عبر روايته لقصص واحداث قصيرة، اعطانا د خضير فكرة مختلفة ربما عما كان سائدا أيام حكم حزب البعث العربي ، رغم ان سواه كتب اكثر من ذلك بكثير. ولكنه اكتفى بالمحطات التي شكلت حياته وقرارته، وخاصة المتعلقة منها بمغادرة البلاد والعودة اليها ومن ثم المغادرة او الهجرة، وكذلك تلك التي شكلت حياة وقرارات الزملاء والرفاق والاساتذة الذين كتب سيرهم والذين قد عمل بعضهم في التدريس الجامعي خارج العراق.

درس د خضير في جامعات الاردن وسلطنة عمان وايضا في كلية آداب بغداد قبل ان يعود ويهاجر الى كندا. اقام سابقا في مدن عديدة ومنها بيروت وباريس.

إنتاجه الأدبي غزير ومنوع وقد ترجمت بعض أعماله الى الفرنسية والإنجليزية ونال الجائزة الاولى عن مجموعة قصصية له عن الحرب. وأيضا كتب الرواية دون ان ينشرها لكن احد أصدقائه حولها الى فيلم سينمائي. ولعل ما يلفت الانتباه انتقاله من الشعر الى كتابة القصة ثم الى كتابة النقد. وقد ذكر في سيرته الخاصة، ان قصيدة له نالت الجائزة الأولى في سنته الجامعية الرابعة. وكانت الجائزة المجموعة الكاملة لاعمال يوسف إدريس وبسبب تأثره بها انتقل الى كتابة القصة رغم انه لم يتوقف عن كتابة الشعر من حين لاخر . ولعل ما كتبه في نهاية الفصل الخاص بسيرته يلخص حسه الوطني وهدفه من وراء الكتابة.

" والمهم في كل ذلك هو الشعور المؤرق الذي يدفعنا نحن العراقيين الذين فقدنا الكثير إلى أن نتمسك بروح الشجاعة والضمير الحي والحرّية، وأن نبقى على ما يتوفر لنا من ذكريات وشخصيات جديرة بأن تسهم في إعادة بناء الحلم والكرامة والغيرة الوطنية التي تليق بتاريخنا وتراثنا العراقي القديم والجديد "

اما عن الشخصيات الأدبية الرفيعة التي تناولها في كتابه فهي دون شك شخصيات تستحق الإضاءة بعد قراءتي لما كتبه عن كل منها. وأدركت ببعض من أسى، كم نحن غافلون عن ابداع المبدعين العراقيين تحديدا، وعن المعاناة التي مروا بها قبل وبعد الحرب على العراق وحضارته العريقة، وعلى الضغوط السياسية والأحكام الخاطئة عليهم من قبل حتى اقرب الناس اليهم احيانا. وكم كانت القيود على الحرية الشخصية، كالمنع من السفر مثلا. مرهقة نفسيا وماديا لمن عانوا منها.

كتب د خضير عن النشاة الفقيرة والمرض والمعاناة، عن التهم والاغتيالات. عن المعاناة أيام الحرب من فقد الكتاب المقروء، وليس فقط المواد الغذائية والخدمات. فقد الكتاب الذي يمثل للنقاد خاصة وللمثقفين عموما، جزءا هاما من حياتهم اليومية. وهذا ما ذكره خاصة عن معاناة علي جواد الطاهر الذي وصفه بالمعلم الناقد حين تناول سيرته .

اما غازي العبادي فقد لخص علاقته به في عنوان سيرته:

"حين يكون الصديق هو انت في شخص اخر "

ما اجمل هذه الصداقة رغم الخلاف في بعض المواقف السياسية والفكرية يعتبر د خضير ان غازي العبادي (ابو ضفاف) القاص والروائي والكاتب الصحفي بقي يعاني من الحرمان من الحنان بسبب موت امه وهو في الرابعة من عمره. ولقد اضطر ان يعمل في صحيفة الثورة رغم اختلاف فكره السياسي من اجل الدخل المادي واعالة العائلة. وتنكر له حينها اصدقاؤه ومنهم عبد الوهاب البياتي ولم يمدوا له يد المساعدة حين كان بحاجة لذلك . اصيب لاحقا بجلطة دماغية خلال عمله في عمّان تقل على اثرها الى احدى مستشفيات الاردن ثم بعدها الى منزله في بغداد وهو بعد غير قادر على الكلام والحركة التامة.

وخلال دراسته في موسكو اهتم العبادي بالاطلاع على الادب والسرد الروسي ما اتاح زيادة مخزونه الثقافي وبدء مشروعه الروائي "ما يتركه الاحفاد للابناء "متاثرا ايضا بالبيئة التي عاش فيها في العراق واختلاف نمط العيش والنماذج البشرية بين القرية والمدينة.

لقد استعمل الرمزية في شخصيات قصصه للتعبير عن مواقفه السياسية او الاجتماعية وفي تعبيره عن ذاته وكأن شبح السلطة او الاحكام الخاطئة عليه تطارده.

ولعل اختيار د خضير ذكر الاهداء الذي كتبه له صديقه غازي العبادي حين اهداه مجموعته القصصية "خطوات المرأة الثالثة"

مجموعتي بين يديك لعلك تجد فيها ما يرضيك من صور معاناة أخيك الذاتية "

تعكس فعلا حالة المعاناة الذاتية التي عاشها رحمه الله، وتعكس اصرار د. خضير على اعتبار الاحكام الخاطئة سببا رئيسا لمعاناة صديقه الصحية والنفسية، اضافة الى تخلي الاصدقاء عنه،حين كان بامس الحاجة لدعمهم.

لكن د ضياء اضافة الى عدم تخليه عن صداقة د غازي العبادي (ابو ضفاف) الصديق الاقرب الى نفسه، اراد من خلال هذا الكتاب ان يخلد ذكراه وان يشرح او يبرر ما لم يشرحه او يبرره بنفسه قبل ترك هذا العالم.

أما سيرة علي جواد الطاهر، المعلم الناقد الذي وصفه د. خضير" بالمعلم والباحث والناقد الدكتور علي الشخصية العراقية والعربية الكبيرة الذي رحل بصمت في ليل الحصار الطويل على ابناء العراق".

فهي لا شك سيرة غنية ممتعة. واستعير كلمات د. ضياء في القاء بعض ضوء على سيرته.

"لقد قال الشاعر والناقد الإنكليزي الأمريكي “ت.س. إليوت” مرّة إن الكتّاب الذين تتاح لنا معرفتهم هم غالبا أصحاب الكتب التي يمكننا تجاهلها، وعلى قدر معرفتنا بهم يقلّ شعورنا بالحاجة إلى ما يكتبون. وهو أمر لا أظن أنه ينطبق على أستاذنا الطاهر، لأننا مازلنا نقرأ كتبه ونعجب بشخصيته ونحبه. لا نعتمد فيه على قراءة هذه الكتب التي زادت على الخمسين كتاباً (بعضها، مثل منهج البحث الأدبي، زادت طبعاته على العشر) وإنما أيضا على أشياء أخرى يقع بعضها خارج النص الطويل لهذه الكتب، بل إننا نشعر أحيانا بأن الطاهر لم يجعل من هذه الكتب أداة ووسيلة للتواصل مع الحياة والإحساس بالناس والأشياء من حوله، وإنما على العكس من ذلك، حاجزا يحول أحيانا بينه وبين هذه الحياة ويحرمه منها، أو من بعض مباهجها ولذاتها الماديّة".

الدكتور عناد غزوان، الاستاذ والناقد والمترجم

يقول د خضير في مقدمة الحديث عن د. غزوان

"حين كافأ الوسط الأدبي والثقافي العراقي ابنه النجيب الدكتور عناد غزوان بوضعه في منصب رئيس اتحاد أدباء العراق بعد التغيير الذي حصل في أعقاب الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003، كانت صحة الرجل قد تدهورت، ولم يعد أمامة المزيد من الزمن يعيشه لرؤية الملامح الحقيقية للزمن الجديد من النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية جميعا"

ولا شك ان ذاكرة سماء الغريب الذي يعشق وطنه، د ضياء خضير، غنية بالعديد من الاسماء والمحطات المضيئة التي كتب عنها وعن بعض نجومها ممن ذكرتهم او لم اذكرهم هنا، واترك للقارئ متعة الاطلاع على انجازاتهم وعيش لحظات من حياتهم الصعبة او الممتعة رغم الصعاب.

ختاما، انطباعي ان انتقال د خضير الى كتابة النقد بدل كتابة القصة لا يزال يحمل بين سطوره كل شغف كتابة القصة باسلوبه الشيّق رغم جفاف مادة البحث.

ورغم وجوده في المهجر، يحمل د خضير مشعل حضارة وتاريخ وطنه، ويعمل على ابقاء شعلة ابداع مواطنيه ومبدعيه مضاءة لتصل انوارها، الى سماء كل البلدان التي يقيم فيها ويتخطاها، رغم انه يبقى كالغريب في سمائها وبعيدا عنها. مع تمنياتي ان يبقى النجم اللامع لسنوات طويلة وعمر مديد، لاثراء الادب بالمزيد من الانتاج الراقي والهادف.

***

سليا حمادة - كاتبة وشاعرة من لبنان

في المثقف اليوم