قراءات نقدية

عصام شرتح: الإستثارة الصوفية وانزياح مؤولاتها النصية في قصيدة: هيأت أحطابي لنارك

عصام شرتحتهدف هذه القراءة الجمالية إلى  الكشف عن مثيرات الرؤية الصوفية في القصيدة من خلال بنية الرؤية الشعرية ، وكشف الفواصل النصية المثيرة في القصيدة، من حيث التراكيب، وفاعلية الرؤى التشكيلية التي تبعث اللذة الجمالية في النسق الشعري، وهذا يعني أن مثيرات اللعبة الجمالية في الأنساق الشعرية  في قصيدة (هيأت أحطابي لنارك) تتأسس على فنية التشكيلات النصية الانزياحية التي تباغت القارئ من خلال حراكها الشعري المؤثر، ولعبتها الجمالية الخاصة.

وتسعى هذه  الدراسة إلى التقاط المشاهد الشعرية الصوفية، وتحليل أبعادها وآفاقها الجمالية من حيث حراك الرؤى وكشف مؤثراتها النصية، ووفق هذا التصور، فإن الوعي الجمالي التشكيلي يحقق قيمته من تفاعل الانساق الشعرية التي تثبت إيقاعها الجمالي التحولي من خلال تناغم الأنساق الشعرية وخلق مثيرها الجمالي.

أولاً- نص قصيدة (هيأت أحطابي لنارك):

شـدّي عـلـى سَــهـمـي بـقـوسِــكِ

واطـحَـنـي بِـرَحـاكِ قـمـحَ تـهَـيُّـمـي

هَـيّـأتُ أحـطـابـي لِـنـارِكِ فـاسْـجـري الـتـنُّـورَ

مُـمـتـلِـئـاً أتـيـتُـكِ بـالـمـيـاهِ

مُـيَـمِّـمـاً  لـيـلـي لِـشـمـسِـكِ

فـانـقـذيـنـي مـن دُجـايْ

*

لِأُقِـيـمَ أوروكَ الـجـديـدةَ

مُـسـتـعـيـنـاً بـالـربـيـعِ عـلـى الـخـريـفِ

وبـالـحـبـورِ عـلـى أسـايْ

*

صـامَ الـلـسـانُ عـن الـكـلامِ

وأمْـسَـكَـتْ عـن وردِ روضِـكِ مُـقـلـتـايْ

*

فـمـتـى سـيـفـطـرُ

بـارتـشـافِ نـدى زهـورِ اللـوزِ فـي وادي الـرحـيـقِ

فـمـي

وتـقـطـفُ مـا سـيُـشـبِـعُ جـوعَ مـائـدتـي

يَـدايْ ؟

*

الـمـاءُ أعْـطَـشَـنـي

وأعْـجَـزَ جـوعـيَ الـبـسـتـانَ

مُـحـتـرقـاً أتـيـتُـكِ

فـاطْـفِـئـي نـاري بـجـمـرِكِ

واخْـلـعـي عـنـي وقـاري الـمُـسـتـعـارَ

أنـا امـرؤٌ أخـشـى عـلـى مـحـرابِ عـشـقـيَ

مـن تُـقـايْ

*

وأخـافُ مـنـي لـو أقـمـتُ الـســدَّ مـا بـيـنـي وبـيـنـي

راغِـبـاً عـن إثـمِ آدَمَ

إنـنـي أدريـكِ لا تـدريـنَ أنـكِ

مُـبـتـغـايْ

*

وخـطـيـئـتـي الأولـى الـتـي مـنـهـا اهـتـديـتُ الـى

هُـدايْ

*

سَــيـجـفُّ طـيـنُـكِ إنْ جَـفَـوتِ

ولـيـسَ  مـن حَـطَـبٍ كـأحـطـابـي لـتـنُّـورِ الـعـنـاقِ

ولا لِـزهـرِ الـلـوزِ فـي واديـكِ مـثـلـيَ فـي

نَـدايْ

*

تَـعِـبَ الـطـريـقُ مـن الـسُّـرى

وحـقـائـبـي تَـعِـبَـتْ

ومـا تَـعِـبَـتْ خـطـايْ

*

أتَـعـكَّـزُ الأضـلاعَ

أبـحـثُ فـي الـجـنـوح عـن الـصـراطِ

وفـي الـظـنـون عـن الـيـقـيـنِ

وفـي الـلـيـالـي عـن ضُـحـايْ

*

فـأنـا امـرؤٌ

عـشـتُ الـكـهـولـةَ فـي  الـصِّـبـا

وبـدأتُ فـي الـسـبـعـيـن مـن عـمـري صِـبـايْ

*

سُـلِّـي عـلـى صـمـتـي صُـداحـاً مـنـكِ

حـتـى تـسـتـفـيـقَ مـن الـسُّـبـاتِ الـمُـرِّ حـنـجـرتـي

وتـلـبـسَ بُـردةَ الأعـشـابِ صـحـرائـي

فـيـغـدو  الـشـوكُ أزهـاراً وأعـنـابـاً

ونـايْ

*

وأنـا أعـودُ الـسـومـريَّ الـطـفـلَ

أرعـى فـي بـسـاتـيـنِ الـصـبـاحِ

أقـودُ غـزلانَ الـرجـولـةِ  نـحـو خِـدرِكِ فـي الـمـسـاءِ

تـنـشُّ عـن مـرعـى الأنـوثـةِ فـيـكِ

ذئـبَـاً غـيـرَ مـرئـيٍّ

عَـصـايْ

*

ما لـيْ سِــواكِ لِـزورقـي نـهـرٌ

ولا لـيـلٌ لِـبـدرِكِ فـي تـألُّـقِـهِ

سِــوايْ

*

سـأُعـيـدُ تـرتـيـبَ الأمـانـي مـرةً أخـرى :

رحـيـلٌ دائـمٌ فـي اللامـكـانِ

وعَـودةٌ فـي اللازمـانِ

أجـوبُ أرضَ الـعـشـقِ بـحـثـاً عـن

أنـايْ"(1).

 

ثانياً- التحليل النصي:

لاشك في أن الشعرية قيمة جمالية مؤثرة في استجرار الدلالات والرؤى الشعرية، ولايمكن أن تحقق الشعرية استثارتها ولذتها الجمالية دون فاعلية نصية محفزة في التحليق والخلق النصي، وهذا  يعني أن لكل قصيدة شعرية إيقاعها الشعري الخاص ودلالاتها النصية العميقة، وهذا يعني أن الشعرية كتلة متحولاتٍ ومؤثراتٍ فنية تحقق قيمتها من استعلائها النصي، وبكارة الأنساق الشعرية التي تثيرها في النسق الجمالي.

واللافت أن حركة الحداثة المعاصرة طرحت فكرة الغموض كقيمة جمالية في تأسيس حداثوية النص، وهذا يؤكد أن  منظورات الحداثية متغيرة ، فالحداثة اليوم طرحت فكرة قصائد الهايكو التي  تعتمد العفوية والبساطة والإيجاز والهشاشة قيمة حداثوية في النص، ومن هذا المنطلق، تختلف الجمالية من نص شعري إلى آخر، تبعاً للمحفزات النصية التي تستثير الشعرية وتحقق قيمتها الجمالية.

والواقع أن النص الشعري المتغير يشكل قيمة جمالية علائقية تبث إيقاعها النصي من حراكها الأسلوبي الجمالي وزعزعة الرؤى القارة، وفق متغيرات نصية غاية في الاستثارة واللذة التحفيزية.

والواقع أن شعرية القصيدة – عند يحيى السماوي – تتبلور على فاعلية الصور الصوفية الوجدية التي تحرك الشعرية بأعلى قيمها الجمالية الخلاقة، وفق متغيرات أسلوبية تثير النص، وتحقق أعلى مستويات استثارته الجمالية.

أولاً- المفاصل النصية الحساسة في قصيدة (هيأت أحطابي لنارك) التي يقول فيها:

ما من شك في أن لكل قصيدة مؤثرة مفاصلها النصية الحساسة التي تقوم عليها حركة البناء الشعرية ومتحولاتها الجمالية التي تحقق استعلاءها النصي متشابكة أشبه ما يكون بشبكة من خلال فاعلية هذه المفاصل التي تحرك الشعرية وتثيرها في القصيدة، وهي مايلي:

1- الفاتحة النصية المثيرة:

من المعلوم للقارئ أن الفاتحة الاستهلالية تشكل قيمة جمالية في تحفيز التلقي الجمالي في القصيدة لاسيما إذا أحسن الشاعر في اختيار القفلة النصية المؤثرة التي تسهم في إنتاج الرؤى والدلالات الشعرية، تبعاً لمتحولاتها النصية وبناها العميقة، فالنص كتلة خيوط  متشابكة أشبه ما تكون بشبكة العنكبوت، ينسجها الشاعر بخيوط متشابكة في الرؤى والدلالات والمؤثرات الجمالية، فلا قيمة للشعرية إن فقدت القصيدة مفاصلها الحساسة وقيمها الجمالية الخلاقة التي تثير المتلقي، وترتقي بسيرورة النسق جمالياً. ومن أجل هذا تعد الفاتحة الاستهلالية قيمة جمالية متحولة كما في الفاتحة الاستهلالية التالية:

"شـدّي عـلـى سَــهـمـي بـقـوسِــكِ

واطـحَـنـي بِـرَحـاكِ قـمـحَ تـهَـيُّـمـي

هَـيّـأتُ أحـطـابـي لِـنـارِكِ فـاسْـجـري الـتـنُّـورَ

مُـمـتـلِـئـاً أتـيـتُـكِ بـالـمـيـاهِ

مُـيَـمِّـمـاً  لـيـلـي لِـشـمـسِـكِ

فـانـقـذيـنـي مـن دُجـايْ"

إن القارئ يتلذذ بالتشكيل الجمالي الخلاق الذي تبثه القصيدة، من خلال الانزياحات والصور الشعرية التي تحقق إيقاعها الفني، كما في قوله:[ قمح تهيمي/ اسجري التنور- ميمماً ليلي لشمسك]، فهذه اللذة في خلق الصور الصوفية المؤثرة من مغريات الرؤية الجمالية في هذه القصيدة لإكسابها متحولاتها الجمالية.

ولو دقق القارئ في فاعلية الصور الشعرية السابقة لتأكد له أن غنى الشعرية يتبدى في حراك الصور الصوفية التي عضدت فاعلية الرؤيا الجمالية في القصيدة لإبراز متحولها الجمالي الخلاق المؤثر، كما في قوله[ ميمماً ليلي لشمسك] فاعتماد المفارقة التشكيلية بين الصور من محفزات الرؤيا الجمالية التي تثيرها القصيدة لتحقق إيقاعها الجمالي المتحول، وهكذا يباغتنا الشاعر في الانتقال من مثير تشكيلي إلى آخر، مما يجعل الشعرية قمة في الاستثارة والمباغتة الجمالية، كما في قوله في الصور الصوفية الملتهبة بدلالاتها ورؤاها: اطحني برحالك قمح تهيمي]، فمن مبتكرات الإسنادات اللفظية الانزياحية( قمح تهيمي) إذ جعل المقوم الاسمي الإسنادي قمة في الممانعة والاستثارة الجمالية، وهذا دليل أن صياغة الأنساق الشعرية تحقق قيمتها النصية الاستعلائية من خلال كثافة الرؤى والدلالات الصوفية المحمومة التي تبثها القصيدة.

والواقع أن التصوف في هذه القصيدة تصوف تمثيلي استبطاني وليس تصوفاً إيهلامياً إعلاناً لطقس ومناح التصوف  فحسب، وإنما تمثيل لحالة شعورية عميقة تتطلبها الشعرية في القصيدة لإكساب متحولها الجمالي الخلاق، وهذا يعني أن الشعرية كتلة فواعل نصية استثارية خلاقة بالدلالات والمعاني الشعرية، وهكذا يثيرنا الشاعر بالمتحول الجمالي الخلاق الذي تثيره الصور الصوفية في أعلى تجلياتها الإبداعية.

والملاحظ جمالياً أن اللعبة التشكيلية في قصائد السماوي تتأسس على مغريات المفاصل التصويرية الحساسة  التي تبرز فاعلية الصور الشعرية في قلقلة الرؤى التحفيزية واستثارة المعاني الجمالية الخلاقة.

والواقع أن الشعرية قيمة تفاعلية تؤدي فاعليتها  من خلال  النسق الشعري  التي تثيرها في النص الشعري، كما في قوله:

لِأُقِـيـمَ أوروكَ الـجـديـدةَ

مُـسـتـعـيـنـاً بـالـربـيـعِ عـلـى الـخـريـفِ

وبـالـحـبـورِ عـلـى أسـايْ"

إن شعرية الانزياح تتحدد من خلال بلاغة الأنساق الشعرية الرومانسية ومثيراتها النصية، وهكذا يؤسس البنى الفاعلة التي تحرك الشعرية في قصائده على المستوى الجمالي.

2- التشكيلات اللغوية النصية:

إن الشعر فن تشكيلي إبداعي يستثير الرؤيا النصية التي تباغت القارئ من خلال النص الشعري ومحفزاته النصية، كما في الأنساق الشعرية الخلاقة التالية:

ما لـيْ سِــواكِ لِـزورقـي نـهـرٌ

ولا لـيـلٌ لِـبـدرِكِ فـي تـألُّـقِـهِ

سِــوايْ

*

سـأُعـيـدُ تـرتـيـبَ الأمـانـي مـرةً أخـرى :

رحـيـلٌ دائـمٌ فـي اللامـكـانِ

وعَـودةٌ فـي اللازمـانِ

أجـوبُ أرضَ الـعـشـقِ بـحـثـاً عـن

أنـايْ"

إن القارئ يتلذذ بالرؤى الصوفية التي تبدو في تشكيلات نصية غاية في الاستثارة والشعرية، كما في الأنساق التالية:[مالي سواك لزورقي نهر/ وليل لبدرك  في تألقه سواي]، فهذه المفارقة النسقية بين الصور تدلل على حراك الشعرية في القصيدة لتؤكد حراكها الجمالي.

والملاحظ أن التشكيلات النصية التي تحقق قيمتها من تفعيلها النسقي  هي ما تميز قصيدة السماوي من حيث كثافتها ورؤيتها النصية، كما في قوله:

*

وأنـا أعـودُ الـسـومـريَّ الـطـفـلَ

أرعـى فـي بـسـاتـيـنِ الـصـبـاحِ

أقـودُ غـزلانَ الـرجـولـةِ  نـحـو خِـدرِكِ فـي الـمـسـاءِ

تـنـشُّ عـن مـرعـى الأنـوثـةِ فـيـكِ

ذئـبَـاً غـيـرَ مـرئـيٍّ

عَـصـايْ

هنا، إن فاعلية المقوم التشكيلي تبدو من خلال بلاغة التشكيل الرؤيوي الخلاق الذي يحرك النسق الشعري، كما في المقوم اللغوي الصوتي الأسلوبي عبر بلاغة الاقتران:[وأنا أعودُ السومريَّ الطفل - أرعى في بساتين الصباح] فالقارئ يتلذذ بالجمال التشكيلي الانزياحي الإسنادي،  مما يؤكد بلاغة الانساق التحفيزية وفق مقومها النصي الاستثاري البليغ، كما في الأنساق النصية التالية،: [أقود غزلان الرجولة]، فهذا الحس الجمالي في صناعة الوله الصوفي عبر ترسيم الصور الجمالية تؤكد شعرية الحالة التي تحرك الاستثارة في النص، وهذا يدلنا على أن الشعرية قيمة جمالية محركة للأنساق الشعرية، وكأن كل نسق شعري يشكل بلاغة نسقية في خلق الاستثارة واللذة الجمالية.

والملاحظ أن شعرية الأنساق الصوفية تزداد  استثارة وفاعلية كلما انتقلنا من نسق أسلوبي إلى آخر، لدرجة أن حراك الأساليب اللغوية التصويرية التي تباغت القارئ، وتحقق قيمتها النصية، كما في قوله:

الـمـاءُ أعْـطَـشَـنـي

وأعْـجَـزَ جـوعـيَ الـبـسـتـانَ

مُـحـتـرقـاً أتـيـتُـكِ

فـاطْـفِـئـي نـاري بـجـمـرِكِ

واخْـلـعـي عـنـي وقـاري الـمُـسـتـعـارَ

أنـا امـرؤٌ أخـشـى عـلـى مـحـرابِ عـشـقـيَ

مـن تُـقـايْ"

هنا، إن اللعبة التشكيلية الوجدية تقوم على المقابلة أو الحركة الجدلية بين المتناقضات، مما يؤكد أن شعرية القصيدة حققت تناغمها واستثارها النصي، كما في الثنائيات الضدية :[الماء// اعطشني] و[محترقاً أتيتك] و[أطفئي ناري // بجمرك]، فهذه اللعبة الجمالية تقوم على بلاغة الصور الضدية الدرامية لتكون رؤيا الشاعر الصوفية وليدة دراما شعورية محمومة، وهذا ما يحقق الجمالية في تحولات الأنساق الشعرية على مستوى مؤولاتها النصية.

وأخيراً، إن اللعبة الجمالية الصوفية في قصيدة السماوي تعكس حركة درامية تعتمد المفارقة بين الثنائيات الضدية، لترتقي الرؤية الشعرية بمتحولاتها النصية واستثارتها الجمالية، وهكذا يؤسس الشاعر شعرية هذه القصيدة على المتحولات الجمالية التي تحقق قيمتها من استعلائها الجمالي وحراك البنى الدالة، وهكذا تحقق القصيدة تحولاتها النسقية وقيمتها النصية التي تباغت القارئ بالمثيرات الشعرية.

نتيجة أخيرة:

إن شعرية السماوي تتمثل   في هذا الحراك الجمالي على مستوى الصور، إذ يخلق الحركة الجمالية في الدراما الشعرية التي يؤسسها على مستوى المفارقة النصية ضمن الأنساق والصور الشعرية المتقابلة؛ وهذا ما يضمن شعرية التحولات النسقية الدرامية الصوفية التي تباغت القارئ ،وتثبت نضوجها الصوفي في تمثل العلاقة بين الثنائية الوجودية ( الأنا / والآخر)،وهذا يضمن شعرية التحولات والعلاقات البنائية التي تثيرها القصيدة على مستوى علائقها الجدلية المثيرة على مستوى الصور والأنساق الشعرية. 

***

د . عصام شرتح ـ سوريا

...................

الحواشي:

(1) السماوي، يحيى – قصيدة (هيأت ناري لأحطابك)، جريدة المثقف، الرابط الالكتروني:

هـيأتُ أحـطـابي لنارك / يحيى السماوي

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=953298&catid=324&Itemid=1235

 

 

 

في المثقف اليوم