دراسات وبحوث

العقيدة المورمونية من الجنوح إلى الجموح

لقد اجتهد اللاهوتيون المورمونيون في ابتداع الكثير من المعتقدات عوضاً عن مثيلاتها في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية والإنجيلية، لذا قوبلت بالارتياب في مصدرها والشك في مصداقية تعاليمها (من قبل جل الطوائف اليهودية والمسيحية معاً)، لأنها لا تحمل في بنيتها مقاصد مقبولة عند المُفكرين الوضعيين أو الفلاسفة العقليين من جهة، أو المتدينين العوام من جهة أخرى. في حين نجد من استهوتهم كتابات المورمونيين وأحاديثهم – التي روجت لها عشرات قنوات الإعلام من صحف وإذاعات وقنوات تلفزيونية ومواقع بحثية وجامعات لاهوتية بـ 15 لغة من بينها العربية والفارسية- لا يعبئون بجحود معارضيهم، بل زاد إيمانهم بتصريحاتهم الجامحة وشرائعهم الجانحة. ويبرر العديد من المحللين جرأتهم واجترائهم، بقوة نفوذ موجهيهم من أصحاب رؤوس الأموال والساسة والمشاهير من الفنانين والرياضيين. ناهيك عن الأموال التي ينفقونها في جمعياتهم الاجتماعية وقوافلهم التبشيرية، فقد بلغت دخول أثريائهم نحو 50 مليار دولار سنويا، وقد سعى منظريهم بشغل العديد من الوظائف المؤثرة في أمريكا ورُشح أحدهم وهو السيناتور ميت رومني  (1947- …) من قبل الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 رغم كراهية الأمريكان لهم ونفور المسيحيين واليهود من وجهتهم الصهيونية.

وترجع العديد من الدراسات (المعنية بنقد الديانات الحديثة) أن ادعاء أنبياء المورمونية بأنهم مفوضون في نسخ الشريعة (نقض، إلغاء، تعديل، تأويل) أو بالإضافة على ما ورد بها من أوامر ونواهي تبعاً لمقتضيات الواقع والثقافة السائدة، هو العلة الحقيقية لشطحاتهم وبدعهم. تلك الحقيقة التي كشفت بوضوح عن تأثرهم الكبير بالديانات الوضعية التي خرجت من رحم الحركات الصهيونية أو الاتجاهات اليهودية على أنها ثورات حداثية أو حركات إصلاحية من جهة، أو المخططات الماسونية من جهة أخرى. تلك التي أرادت مصادرة المذهب البروتستانتي إلى وجهتها الفلسفية النقديّة في قراءة النصوص المقدسة أو تخليص الديانتين اليهودية والمسيحية من الشرائع غير المقبولة في نظر الاتجاه العلماني المعاصر. وسوف نعرض في عجالة لأهم تلك المخالفات والمؤثرات.

ــ عقيدة الخلاص والفداء:

يميز المورمونيون بين الخلاص العام وهو “خلاص النعمة” لكل الموجودات المُكلفة من إنس وجان وشياطين، فجميعهم سوف يتم خلاصهم بموجب بعثهم من الموت وذلك بحسب أعمالهم منذ ولادتهم الأولى. وسوف ينقسم الذين تم خلاصهم وحسابهم في الملكوت السماوي إلى درجات يُقدرها إله السماء بغض النظر عن دياناتهم التي اعتنقوها منذ نشأتهم. فالبعث والحساب عند المورمونيين يُعد ضرباً أو درجة من درجات الخلاص. أما الفُجار من الإنس والجان فلا يُبعثون ولن يتم خلاصهم وذلك لإنكارهم الحقيقة الإلهية وكفرهم بالإيمان الرباني.

أما الخلاص الخاص فلا يحظى به إلا الأتقياء والأبرار وأصفياء الروح والأنفس، فهم دون غيرهم تبعث أرواحهم في المعية الإلهية فمعظمهم من المورمونيين والرسل والصالحين من أرباب الديانات الأخرى والذين شفع لهم ذويهم وأهدوا لهم كتاب المورمون بعد موتهم، فجميع هؤلاء سوف يُخلدون في مملكة السماء – شأن العودة الأبدية عند الهندوس وأفلاطون والاحتراق الكلي عند الرواقيين والنيرفانا عند البوذيين، أو عالم الخلود عند المصريين حيث الجيل الذهبي الذي تحدث عنه أفلاطون.

أما الأشرار والعصاة وشياطين الإنس والجن لهم مراتب أيضاً في الحساب الأخروي، فأشرار البشر يُحشرون في مكان يدعى “مملكة تلستال” وهي أدنى ممالك السماء لينالوا قدراً من العقاب على ما ارتكبوه من ذنوب وآثام، في حين يُسجن الشياطين في مملكة الجحيم الأبدي، بينما يسكن جاحدي النعمة وأرباب الخطايا من المورمونيين “مملكة تريستال” وهي أقل درجات التعنيف والتوبيخ وعدم القبول الإلهي، وذلك لأنهم شعب الله المختار الذين أمانوا بالمورمون غير أن الشيطان نجح في إغوائهم. وهؤلاء لن يخلدوا في عالم العصاة، بل سوف يقضون فيه حقبة من الزمان حتى يتم تطهيرهم ويحظون بالمغفرة الربانية.

فعقيدة البعث عند المورمونيين تتصل بعقيدة الفداء وعودة المسيح في آخر الزمان فقد أراد رب السماء أن يطمئن أبناء آدم من البشر وأقرانهم من الجن والعفاريت -الذين حاكوا البشر الآدميين في أفعالهم – بأن أباهم السماوي قد غفر خطيئة آدم وأرسل أكبر أبنائه الإلهيين وهو يسوع بن مريم ليُسفك دمه ويموت على الصليب فداءً وخلاصاً لهم. وسوف يتم لهم ذلك بعد قيامهم من بين الأموات فلا يُحاسبون على جحد آدم نعمة الميلاد البشري وخطيئته الأولى، ولكنهم سوف يُحاسبون عن خطاياهم اللاحقة وذنوبهم التي ارتكبوها رغم تحذيرهم من عقوبة مخالفتهم للناموس في حياتهم الأولى على لسان الأنبياء والرسل والمرشدين. كما أن العدل الإلهي يقتضي بألا يُخلّص سوى الأتقياء وأن ملكوت السماء لا تُفتح أبوابه إلا أمام الأخيار والأبرار ودونهم يسكنون طبقات أدنى؛ الأمر الذي يكشف زيف المعابد اليهودية رواية الكنائس المسيحية – في نظر المرمونيين – التي تُعلّم بأن مجيء المسيح وصلبه يكفي لخلاص من أمن به وبألوهيته.

وقد تأثر سميث في ذلك بعقيدة “الكارما الهندية” “الجزاء من جنس العمل”. وقد عدّل سميث بذلك شعار (شعب الله المختار) من اليهودية و(خراف بني إسرائيل الضالة) من المسيحية، وجعله حكراً على المورمونيين فقط.

ويمكننا أن نلاحظ تسامح أنبياء المورمونية مع الأغيار أي الذين لم يؤمنوا بتعاليمهم، ويتمثل ذلك في الاعتراف بخلاص خيارهم ونجاته من العقاب، وإن كان في مرتبة أدنى من المورمونيين، وذلك على العكس من الديانات السماوية الثلاث التي تؤكد أن شعب الله المختار في اليهودية والمسيحية هم الذين سوف يتم خلاصهم فقط، وإلى مثل ذلك ذهبت بعض الفرق الإسلامية المعاصرة مثل الخوارج وغلاة الشيعة وداعش ومن نحا نحوهم من الذين أولوا مصطلحي الفرقة الناجية وخير أمة.

 ــ معمودية الأموات:

لم تتوقف رسالة المؤمنين بالعقيدة المورمونية عند تعميد أبنائهم في سن الثامنة أو هداية ذويهم الأحياء ليتم خلاصهم، بل اضطلعوا بمهمة أخطر ألا وهي تخليص أباءهم الذين ماتوا على ضلالهم، وتصديقهم للديانات السابقة على البشارة المورمونية. ويختلف اللاهوتيون المورمونيون في ذلك عن سائر المذاهب المسيحية، ففي مقدور الكنيسة المورمونية أن تهب الخلاص والتوبة إلى الذين انتقلوا إلى الملكوت السماوي، ليس بالترحّم عليهم والدعاء لهم فحسب؛ بل باستدعائهم واستحضار أرواحهم والحديث معهم وإقناعهم بعقيدة المورمون. وذلك بتأثير من الجمعيات الروحية الحديثة التي أباحت الاتصال بعالم الأموات والاستعانة بهم في قضاء الحاجات؛ الأمر الذي يُناقض ما جاء في سفر التثنية من التوراة الذي نهى فيه الرب عن الاتصال بالعالم الآخر وأرواح الموتى والجن والعفاريت والسحر وكيد الشياطين، وقد توعد الرب من يفعل ذلك بالعذاب في الآخرة والخسران في الدنيا. غير أن اللاهوتيين المورمونيين نسخوا هذا النص. ويضيف كهنة المورمونية أن في مقدور اللاهوتيين الربانيين الإتصال بعالم الأموات الذين ينتظرون في البرزخ يوم القيامة في آخر الزمان فيستنهضوا أرواحهم ويبلغونها ببشارة المورمون ورسالة الرب التي هبطت على شعب الله الصهيوني الحقيقي الساكنين في أمريكا ويفوضهم الرب – شأن الربانيين التلموديين- في مخاطبة الأرواح الراغبة في التوبة والمتشوقة للخلاص المورموني الذي تبشر به كنيسة قديسو آخر الأيام في كل أنحاء الدنيا. ويزعمون أن تلك القدرات قد منحها يوحنا المعمدان لنبي المرمون وعلّمه معمودية هارون شقيق موسى وزوده بالنصائح التي وردت على لسان بطرس ويعقوب ويوحنا صاحب الرؤية وغيرهم من القديسين المسيحيين التي تجلت أرواحهم وظهرت صورهم للموعودين من اللاهوتيين المُكلفين بهداية سكان العالم الآخر، وقد نقلها بدوره لخلفاءه المورمونيين.

ويبدو تأثر اللاهوتيين المورمونيين بفرقة الربانيين اليهودية والحسيديين العلمانيين (الذين ظهروا في أخريات القرن السابع عشر وجمعوا بين السحر والشعوذة والكهانة والزهد والفكر الليبرالي والاقتصاد الرأسمالي والأخلاق الفردية في بنية آراءهم)، مع عدم تمسكهم بحرفية الكتب المقدسة الكلاسيكية، والترويج للتفكير العلمي ومصطلحات: النهضة والاستنارة والمدنية العلمانية والحداثة وما بعد الحداثة وغير ذلك من شعارات إصلاحية، وذاعوا ذلك كله بين الشباب المتطلع لغد أفضل من شتى الديانات. وقد نشطت الجماعات اليهودية المعاصرة في أمريكا منذ منتصف القرن التاسع عشر الحاملة لهذه الأفكار على وجه الخصوص، واتخذت من الليبرالية والرأسمالية والنفعية دستوراً لا غنى عنه للأمم الراغبة في التقدّم العلمي وقيادة العالم.

ــ تعدد الزوجات:

تحدثنا التوراة في سفر الملوك واحد الإصحاح 11 وسفر صموئيل الإصحاح 5 وسفر التكوين الإصحاح 29، 30 وسفر التثنية الإصحاح 21، وسفر أشعياء الإصحاح 4 عن العديد من الإشارات الصريحة بتعدد الزوجات. بينما في المسيحية قد استند اللاهوتيون على ما جاء في سفر التكوين (2:24) “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً”، لتحريم التعدد، ويضيف “فيلو ثاؤس” (رئيس الكنيسة الكبرى المرقسية بالقاهرة سابقاً) في كتابه (قانون الكنيسة القبطية) عام 1876م “لا يجوز للمسيحي أن يتخذ سوى امرأة واحدة في الحال لا أكثر، وإن توفيت أو افترقت عنه شرعاً له أن يتزوج بأخرى”. أما في كتاب المورمون فورد في سفر يعقوب (2:2،27) أن الرب قد أستاء من تعدد الزيجات وكذا عادة التسّري فنصح المؤمنين بإتيان زوجة واحدة. ورغم ذلك نجد سميث نبي المورمونية يدعي أن يسوع قد أوحى له بالعودة إلى نصوص التوراة حيث التعدد ونسخ معتقد الكنائس الأرثوذكسية وما تبعها. وذلك رغم أنف الحكومة الأمريكية التي فرضت عقوبات مشددة على المورمونيين الذين أباحوا التعدد في ملتهم. ويبرر اللاهوتيون المورمونيون العودة إلى شعيرة التعدد بأن الرب سوف يكافئ المؤمنين مئات الزوجات والسراري بعد بعثهم في الجنة، وقد تزوج سميث نبي المورمونيين الأول بعشرات الفتيات اليانعات والسراري الفاتنات، الأمر الذي يقطع بعدم حرمانية التعدد عندهم غير أنهم حرموا الطلاق ولم يثبتوا في سجلات كنائسهم إلا من تزوج بمورمونية بيضاء وأعتبروا دونها تسرّي أو زواج متعة.

ــ العنصرية والشيفونية:

لم تتحرر المورمونية من العنصرية والشيفونية الغربية بوجه عام والعصبية اليهودية بوجه خاص، إذ رفضت تعميد أو قبول الزنوج تحت مظلة كنيستها، وذلك استناداً على ما جاء في سفر إبراهيم من إنجيل مورمون “أن الذين جاؤوا من صُلب كنعان ملعونون لأن كنعان كان أسود.” من صلب حام وقايين (أي قابيل) الذي قتل أخاه هابيل أبن أدم. وقد تسامح اللاهوتييون المورمونيون المحدثون فقبلوا الزنوج الذين جاؤوا طوعاً بغير بشارة طالبين الانضمام إلى الكنيسة المورمونية غير أن هذا الانضمام ظل غير رسمي ولم تتم لهم العمادة حتى عام 1954م وقد اشترط اللاهوتييون أنذاك قبول الزنوج كخدام أو عبيد دون أن يُمنحوا البركات مساواة بالمورمونيين البيض الأحرار، وذلك في الملكوت الأعلى. كما حذرت الكنيسة زواج المورموني الأبيض من الزنوج رجلاً كان أو امرأة لأن الرب يبغضهم ولا يبارك نسلهم. وفي عام 1978م خضعت الكنيسة الأمريكية لجمعيات حقوق الإنسان التي يقودها الماسونيون فسمحت للزنوج بالعمادة مع كراهتها لزواج المورمونيين البيض من الزنوج.

ــ بين الراديكالية والإباحية:

يحرم معظم المورمونيين تناول الخمر والتبغ والقهوة والشاي والمخدرات، ويرفضون العري والإجهاض والمثلية ويحرصون على عذرية الفتيات قبل الزواج واحتشام ملابسهن، ولا يسمحون بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، ويعتبرون الصلاة والصوم فروض واجبة ولها كفارة ويؤكدون على التماسك الأسري ورعاية الفقراء والمعوذين من المورمونيين. وتعد جامعة السياحة الدراسية بالقدس من أهم دعاة التعاليم المورمونية في الشرق الأوسط، غير أنها محظورة من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين معاً، وبات التبشير بتعاليمها سرًا بين الفلسطينيين وغيرهم من الذين طمعوا في استكمال دراستهم في أمريكا. في حين نجد المورمونيين العلمانيين يبيحون التسري والتعدد الشرعي للزوجات، ولم ينكر نبيهم (وارين جيفز) كثرة زوجاته وعشيقاته؛ الأمر الذي انتهى به إلى السجن مدى الحياة. بيد أن بعض طوائفهم في ولاية يوتاه الأمريكية قد أعلنت تحريم الإباحية الجنسية والشذوذ والإجهاض، ومال قادتها إلى دراسة الفقه الإسلامي والأخذ عنه، ورحبوا بهجرة العراقيين والسوريين إلى أمريكا رغم معارضة أكثر من 30 ولاية لهذا الإجراء. وسعى الملياردير السياسي الموروني ميت رومني – حاكم ولاية ماساشوستس من عام 2003 إلى 2007- إلى الجلوس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض منافساً للرئيس أوباما، تحقيقا لما جاء في كتاب المورمون بشأن علو سلطان المورمونيين وقيادتهم العالم.

وقد اختلف الكثيريون من المحللين حيال تفسير تعاطف المورمونيين مع المسلمين، فبيّن أحدهم أن شعورهم بالاضطهاد داخل المجتمع الأمريكي هو الذي دفعهم لنحت روافض لهم أو صناعة أذرع وأبواق لعقيدتهم بين المسلمين في آسيا وأفريقيا، وقد أكدت ذلك صحيفة وول ستريت وصحيفة بلومبرغ وشبكة إن بي سي نيوز. والجدير بالذكر أن هناك مورمونيين غير محافظين على الثوابت الدينية أو الآداب التي حث عليها الكتاب المقدس غير أنهم منتسبون للفكر المومرموني كأيدلوجية صهيونية منفتحة على العالم بموجب منطق المنفعة وسلطة رأس المال. بينما كشف تفسيراً آخر عن نزعاتهم الصهيونية التي تنشد إضعاف طائفة الأرثوذوكس في مصر وتأييد الشيعة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وذلك لضمهم جميعا للفكر المورموني في المستقبل لينطلقوا جميعاً من القدس للقضاء على كل الأغيار المناهضين بقيادة يسوع كما ذكرنا.

ويشير الكاتب الأمريكي مايكل دبليو هومر في كتابه (العلاقة الديناميكية بين الماسونية والغطاء المورموني)

The dynamic relationship between freemasonry and Mormonism 

والكاتب المصري رأفت ذكي في كتابه (المورمون صناعة الآلهة) وكذلك الكاتب اللاهوتي الأرثوذكسي حلمي القمص يعقوب (1950م- …) في كتابه (عبادات الشيطان وسلطان القديسين): أن تعاليم المورمونيين لا تخلو من الهرطقات الشيطانية وعلى رأسها إنكار ألوهية المسيح وقانون الإيمان ووقائع يوم القيامة الواردة في الكتاب المقدس بالإضافة إلى تأليه أنبياءهم وقادتهم الروحيين، أما تمسكهم بالفضائل والأخلاق الدينية لا يعدو أن يكون تمسكاً ظاهرياً، غير أنهم على النقيض من ذلك تماماً في السر وأن صهيونيتهم لا تخف على أحد، تلك التي تزعم أنهم مفوضون من قبل الرب بحكم العالم ومراجعة دساتيره وتعيين ملوكه وحكامه وأن روح يسوع سوف تحل في جسد كل من يتولى رئاسة أمريكا من المورمونيين لقيادة جيوش الرب للقضاء على الكافرين بملكه.

ويضيف بعض المعنيين بمقارنة الأديان المعاصرين: أن معظم الرموز التي يستخدمها المورمونيون منقولة حرفيًا من التعاليم الماسونية، ويستشهدون في ذلك بالعلاقة التي كانت تربط بين نبي المورمونيين “جوزيف سميث”، والمحافل الماسونية التي ضمت عقيدته إلى دعاتها ومنظريها وذلك منذ عام 1842م. ومن أشهر الرموز المشتركة بينهما (العين، خلايا النحل، المربع، الشمس والنجوم). غير أن الماسونيين قاموا بقتله لمخالفتهم. ثم انقسمت إلى شعبتين صهوينية يمينية وماسونية منذ عام 1966م.

(وللحديث بقيّة)

***

بقلم: د. عصمت نصار

 

في المثقف اليوم