دراسات وبحوث

حيدر شوكان: نظرية التكليف الغيبي في الحركةِ الحسينيةِ (2)

قراءةٌ نقديةٌ في الأدلةِ والآثار الفقهيّة

في هذه المقالة نعرض لبيان مفهوم النظرية وأدلتها، ومحاكمة الأدلة بالمؤاخذات عليها والنقاشات فيها.

تحاول النظرية أن تفسر حركة الإمام الحسين ببواعث علم الغيب، إذ ترى أن الإمام كان يعلم بحادثة كربلاء، وماذا سيجري عليه وعلى أهل بيته، وهي غاية في نفسها، وقضية لها موضوعها. فتحركه كان نتيجة لتكليف خاص به، وأنه نظرًا لإمامته وعصمته قد وردت له موجهات خاصة أما بالإلهام أو بالرواية عن جده النبي (صلى الله عليه وآله)، فنطلق الإمام الحسين ع لتلبيتها.

فيكون الدافع الحقيقي هو الامتثال لخارطة الطريق التي رسمها عالم الغيب. فالإمام لم يخطط ويقرأ الساحة الإسلامية بحيثياتها السياسية، وتدافعها الاجتماعي، إنما الذي قرأ وأمر هي السماء، ولم يكن خلف هذه الثورة أي بعد اجتماعي أو سياسي.

ورغم اعتراف أصحاب هذه النظرية(1) أن هذا التكليف قد ترك آثارًا كبيرةً في الوجود الإسلاميّ، إذ غذت ثورة الحسين الفكر السياسي الإسلاميّ، بمادة من التحدي، والبذل من أجل المبدأ، وقد ضربت في أعقابها دولة الأمويين عاصفة ثورية عارمة، كان من نتائجها القريبة إسقاط الحكم السفيانيّ، دون أن ينجو منها الحكم المرواني على المدى الأبعد، ويصبح الموقف السياسي العام مباشرة بعد كربلاء على النحو الآتي: في الحجاز كان هناك عصيان مسلح في المدينة، وإعلان أبن الزبير دولته في مكة. وفي العراق تطورات مذهلة، انعكست خاصة على الحركة الشيعية التي اشتدّت عليها وطأ الملاحقة، كما أثقلتها عقدة الذنب والتقصير، مما أدى إلى إفراز حركة التوابين "الاستشهادية"، وحركة المختار الثقفي ومعها أول سلطة منذ تنازل الإمام الحسنع. أما في الشام فقد تراكمت كل سلبيات الانهيار السياسي، فعانت من حرب أهلية التهبت نيرانها بعد وفاة يزيد 64هـ، وتنازل ابنه معاوية الثاني عن الحكم، مما أوقع الأسرة الحاكمة في الفراغ والانقسام.(2)

إِلَّا أنهم يعللون ذلك: بأنها لم تكن منظورةً للحسين ع. فلم يستهدف تعريف الناس بأهمية الدين وضرورة التضحية له عند الحاجة بالنفس والمال والولد. ولا إسقاط الحكم الجائر وفضحه وكشفه للمخالف والمؤالف، واستعادة الحق المسلوب، ولا تنشيّط النباهة الاجتماعية للأمة، ولا فصل السلطة الدينية عن السياسية، ولا أي شيء آخر.

" نعم كان يطلب ثواب الله عز وجل، وجزاءه الأخروي. تمامًا كما يفعل أي مؤمن حين يؤدي أي وأجب ديني كالصلاة أو الصوم، أو الحج. وهذا هو الهدف الشخصي له، وليس من أهداف الحكمة الإلهية في حركته فإنَّ الحكمة الإلهية وإن كانت تريد امتثاله وطاعته سلام الله عليه إلَّا أن هذا مما يعود إليه لا أنه يعود على غيره."(3)

وقد هيمنت هذه النظرية التي شُحنت بالبعد المأساوي والتراجيدي من دون المساس بالأحكام الفقهية، أو القضايا السياسية، أو الاجتماعية للأمة إِلَّا نادرًا، على مساحة واسعة من محددات المخيال المعرفي الإماميّ، وربما كان من دواعيها طبيعة الفضاء السياسي، وبروز الحركة الإخباريّة التي انشغلت بالقراءة الحرفية للنصوص الحديثية مبتعدة عن تفسير الأحداث باشتراطات الواقع الزمنية.

ونستطيع تلمس ذلك من خلال بعض الكتابات التي تناولت قيام الحسين، وظروفه الحرجة، فقد قام الباحث الإيراني محمد اسفندياري(4)، بعملية جرد وإحصاء للمؤلفات التي كتبت في حركة عاشوراء إلى نهاية القرن العشرين، ومن خلال مسرد المؤلفات يستطيع الباحث أن يلحظ الاتراجيديا وأوجاعها في عنوانات هذه المرحلة ومنطلقاتها، على حساب النهضة والثورة والانتفاضة والحرية التي برزت في كتابات منتصف القرن العشرين، وهذا يعكس غياب الاسترفاد النهضوي والسياسي عند تناول حركة الإمام الحسينع بخلاف مؤلفات القرن العشرين، ومن هذه العنوانات: طوفان البكاء، مدامع العين، دمع العين، مبكى العيون، مخازن الأحزان، مهيّج الأحزان، رياض الأحزان، قبسات الأحزان، نوحة الأحزان وصحيفة الأشجان، أحزان الشيعة، واحة الغم، بحر الغم، كنز المصائب، وو. وقد جاءت نصوص أصحاب هذه النظرية معبرة عما تقدم من معطى، واليك بعضها:

يقول السيد علي بن طاووس (ت664هـ): " والذي تحققناه أن الحسين ع كان عالمًا بما انتهت حاله إليه، وكان تكليفه ما اعتمد عليه." (5)

ويقول الشيخ محمد باقر المجلسي (ت1111هـ) بعد أنَّ نقل عبارة ابن طاووس: " قد مضى في كتاب الإمامة وكتاب الفتن أخبار كثيرة دالة على أن كلا منهم عليهم السلام كان مأمورا بأمور خاصة مكتوبة في الصحف السماوية النازلة على الرسول (صلى الله عليه وآله)فهم كانوا يعملون بها. ولا ينبغي قياس الأحكام المتعلقة بهم على أحكامنا، وبعد الاطلاع على أحوال الأنبياء (عليهم السلام) وأن كثيرًا منهم كانوا يبعثون فرادى على ألوف من الكفرة، ويسبون آلهتهم، ويدعونهم إلى دينهم، ولا يبالون بما ينالهم من المكاره والضرب والحبس والقتل والإلقاء في النار وغير ذلك، لا ينبغي الاعتراض على أئمة الدين في أمثال ذلك، مع أنه بعد ثبوت عصمتهم بالبراهين والنصوص المتواترة، لا مجال للاعتراض عليهم، بل يجب التسليم لهم في كل ما يصدر عنهم."(6)

ويقول الشيخ محمد حسن النجفي (ت1266هـ):" على أنه له تكليف خاص قد قدم عليه وبادر إلى إجابته، ومعصوم من الخطأ لا يعترض على فعله ولا قوله، فلا يقاس عليه من كان تكليفه ظاهر الأدلة والأخذ بعمومها وإطلاقها مرجحًا بينها بالمرجحات الظنية."(7)

ويذهب الشيخ جعفر التوستري(ت1303هـ) تحت عنوان " في خصائص صفاته وأخلاقه وعبادته يوم عاشوراء " إلى أن جميع ما حصل للحسين من مزايا وفرائد في حركته، إنما ترجع في الأساس للتكليف الذي وجه إليه وامتثله طائعًا، يقول: " لهذه الخصائص خصوصية ظهرت في صفاته وعباداته يوم عاشوراء بالخصوص، وهي منشأ جميع الخصائص، ألا وهي امتثاله لخطاب خاص به من الله قد امتثله بعبادة خاصة به في يوم واحد، وتحققت بالنسبة إليه ألطاف خاصة في مقابل أجزاء تلك العبادة؛ وهي ما تحققت من أحد قبله، ولا تحصل لأحد بعده.."(8)

واحتمل ذلك السيد محسن الأمين(ت1371هـ) رادًا نظرية "استلام السلطة" للسيد المرتضى، يقول: " ولكن الذي يظهر من تصفح مجموع ما جرى للحسين ع هو خلاف ما أجاب به السيد "قدس سره" إذ يظهر منه ان الحسين ع كان عازمًا على عدم مبايعة يزيد على كل حال ولو أدى ذلك إلى قتله وكان مقدمًا على ذلك في حالة ظن السلامة إن وجدت وفي حال ظن العطب بل تيقنه؛ لأنه كان مأمورًا بذلك من قبل جده صلى الله عليه وآله وأبيه ع بأمر آلهي كما تدل عليه الأخبار الكثيرة كما أن أخاه الحسن عليه السلام كان مأمورًا بالصلح والتسليم عند خوف القتل ولا يلزم ان يكون تكليفهما في ذلك واحدًا لجواز اختلاف الأحكام بحسب الأوقات لاختلاف الحكم والمصالح كما أنه لا يجب اتفاقنا معهم في الأحكام التي من هذا القبيل. ولا مانع عقلًا ولا شرعًا من اختلافنا معهم في ذلك."(9)

وجاءت هذه النظرية عند الشيخ أبو الفضل زاهدي قمي ردًا على سؤال وجه عن مسألة الاقتداء بالإمام الحسين في مواجهة سلاطين الجور. فقال: " لا يمكن التحدّث عن تفاصيل كربلاء وتفسير ما جرى فيها إِلَّا في إطار مفهوم التكليف الشخصي".(10)

وفي السياق نفسه يذهب الشيخ محمد تقي سبهر، إذ يقول: " كان الحسين عالمًا بمصير استشهاده وعزم عليه، وذلك تابعٌ لحكمة لا يُدرك سرّها إِلَّا الله.. وليس لنا أن نقول: لماذا ألقى بنفسه في التهلكة ؟ لأنَّ تكليفه خارج عن تكاليف الخواص والعوام."(11) وفي نفس المحور والمضمون يأتي المعنى عند بعض العلماء وان اختلفت العبارات بعض الشيء.(12)

ويلحظ أن هذه النصوص بشكل عام قد امتازت بخاصيتين:

الأولى: أغلقت باب التساؤل والاستفهام بحجة أن الإمام المعصوم لا مجال للاعتراض على أفعاله، فالتسليم هو العنوان الحاكم في الإيمان، ولا مورد لفلسفة الثورة وذلك واضح من عبارات الشيخ محمد حسن النجفي، والشيخ محمد تقي سبهر.

الثانية: هذه النظرية تحبس القضية الحسينية وتمنع استثمارها في الأحكام الشرعية, وما قُدم من أمثله وإن كانت في باب الهدنة أو الخروج على السلطان الجائر، إِلَّا أنَّه ينسحب إلى بقية المسائل الفقهية، بعد ان صرفت الثورة وجمدتها في الاستدلال.

أدلة نظرية التكليف الشخصي ومناقشتها

احتج أصحاب هذه النظرية بمجموعة من الشواهد النصوصية، وفسروها بالبعد الميتافيزيقي الغيبيّ جاعلين منها حركة متعالية عن الفهم والتعقل، وأبرز ما قدموه من أدلة ما يأتي:

أولًا: إن الحكم الأموي عندما أراد البيعة ليزيد والاعتراف بشرعيته كتب إلى والي المدينة - الوليد بن عتبة - أنَّ يأخذ له البيعة من الناس عامة ومن الحسين خاصة. وأكد على لزوم هذه البيعة مهما كانت النتائج، فبعث الوليد من ساعته نصف الليل إلى الإمام ودعاه إلى البيعة، وبعد حوار دار بينهما، قال الحسين للوليد: " أن هذا الأمر لا يتم إلَّا في العلن، فإذا أصبح الصباح واجتمع الناس ننظر في هذا الأمر ".(13) وذهب الحسين إلى قبر جده، وهنالك غلبه النوم فرأى النبي. وطلب منه أن يأخذه إليه، فأجابه النبي: " لابد من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة، لتنال ما كتب لك من السعادة، وإني وأباك وأخاك وأمك نتوقع قدومك عن قريب، ونحشر جميعًا في زمرة واحدة ".(14)

ومثل ذلك ما دار بين الإمام الحسين وأخيه محمد بن الحنفية، ونص المحاورة كما يذكرها السيد علي بن طاووس عن أبي عبد الله، قال: " سار محمد بن الحنفية إلى الحسين في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال: يا أخي إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فإن رأيت أن تقيم فإنك أعز من في الحرم وأمنعه. فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت فقال له: ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر فإنك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد فقال: أنظر فيما قلت. فلما كان السحر ارتحل الحسين عليه السلام فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها. فقال له: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال بلى، قال: فما حداك على الخروج عاجلًا فقال: أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ما فارقتك، فقال: " يا حسين أخرج فإن الله قد شاء ان يراك قتيلًا"، فقال له ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال ؟ قال فقال له قد قال لي: "إن الله قد شاء أن يراهن سبايا وسلم عليه هذين ومضى."(15)

وجه الاستدلال: ان هذه المحاورة والنص الذي سبقها يكشف أن دوافع وموجهات الاتجاه للكوفة كانت غيبية، فلم تكن في قراءات الحسين الأبعاد الاجتماعية أو السياسية، بل كان البعد الديني في الامتثال، وتحمل التكليف الملقى على عاتقه بسمته الشخصية الغيبية هو الباعث. فقدرت له السماء أن يستشهد، وقدرت لأهله بأن يؤسروا، ويؤكد هذا المعنى ما قالته السيدة زينب (عليها السلام) بعد مقتله (ع) إذ وضعت يديها تحت جسده، وقالت:" اللهم تقبل منا هذا القربان."(16) "لوضوح أن القبول إنما يكون لعمل من أعمال الامتثال والطاعة. وهذا الهدف صحيح، كما أنه بكل تأكيد هدف شخصي له. " (17)

ويناقش هذا الوجه سندًا ودلالةً:

أما السند: فالرواية التي ينقلها السيد علي بن طاووس في "اللهوف"، في حوار الحسين مع أبن الحنفية غير معلومة السند، ولا توجد في مصادر الشيعة الأولى. وإنما تم تداولها فيما بعد أخذًا عن ابن طاووس(18). نعم ورد خبر المنام مسندًا عند الشيخ الصدوق(ت381هـ) في الأمالي، ولكنه ضعيف -عند الإمامية وغيرهم من المذاهب - بإهمال صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية، ومريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق، وبجهالة بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي. (19) وأما خبر الشيخ يوسف البحراني، فقد جاء مرسل بلا إسناد. فيكون السند المتقدم في الاستدلال مشكل.

وأما الدلالة فتناقش بالأمور الآتية:

الأمر الأول: بأنه خلاف تصريحات الإمام نفسه، فهناك محاورات وخطب وكلمات صريحة صدرت في مكة وكربلاء وجهت للأمة، بيّن فيها مشروعه ومغزاه من التحرك ضد الحكم الأموي، وانه ذات نطاق عقلائي، وقابل للفهم الاجتماعي. وفيما يلي بعضها أجعلها تحت العناوين الآتية:

أ- العبء والالتزام الديني:

فقد روى الطبري في تاريخه عن أبي مخنف، عن عقبة بن أبي العيزا أن الحسين " ع " خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبيضة، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: " أيّها الناس، إِن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:" من رأى سلطانًا جائرًا مستحلًا لحرم اللّه ناكثًا لعهد اللّه مخالفًا لسنة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل في عباد اللّه بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقًّا على اللّه أن يُدخله مُدْخله. ألا وإِن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمان وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام اللّه وحرّموا حلاله وأنا أحق من غيّر."(20)

وهذا بيان لكلام رسول الله الذي لا يختص به ولا بغيره، بل هو تكليف عام لجميع المسلمين في قبال الكفّار وسلاطين الجور وطواغيت الزمان، كما يدلّ على ذلك عموم الموصول. (21) وقد صرح جماعة من علماء المسلمين- السنة- ان الواجب الديني كان يقضي على الإمام أن ينطلق في ميادين الجهاد دفاعًا عن الإسلام، وفيما يلي بعضهم:

1- قال الشيخ محمد عبده(ت1323هـ):" إذا وجد في الدنيا حكومة عادلة تقيم الشرع، وحكومة جائرة تعطله، وجب على كل مسلم نصر الأولى، وخذل الثانية... ومن هذا الباب خروج الإمام الحسين ع سبط الرسول ﷺ على إمام الجور والبغي الذي ولي أمر المسلمين بالقوة والمنكر يزيد بن معاوية خذله الله، وخذل من انتصر له من الكرامية والنواصب "(22)

2- وتحدث الأستاذ محمد عبد الباقي سرور عن المسؤولية الدينية والاجتماعية اللتين تحتمان على الإمام القيام بمناهضة حكم يزيد قال: " لو بايع الحسين يزيد الفاسق المستهتر، الذي أباح الخمر والزنا وحط بكرامة الخلافة إلى مجالسة الغانيات، لو بايع الحسين يزيد أن يكون خليفة لرسول الله (ص) على هذا الوضع لكانت فتيا من الحسين بإباحة هذا للمسلمين، وكان سكوته هذا أيضًا رضا، والرضا من ارتكاب المنكرات ولو بالسكوت أثم وجريمة في حكم الشريعة الإسلامية. (23)

ب- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

من أبرز العناوين التي حضرت في مشروع الإمام الحسين وكلماته هذا العنوان، وقد أدلى ع بذلك في مواطن عديدة، ومنها: عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله): عندما عزم الإمام التوجه إلى مكة خرج إلى قبر النبي للمرة الثانية، وأباح هناك عن مكنونات قلبه، فقال: " وصلى ركعات، فلما فرغ من صلاته جعل يقول:" اللهم هذا قبر نبيك محمد، وأنا ابن بنت نبيك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم إني أحب المعروف، وأنكر المنكر.."(24)

ووصيته لأخيه ابن الحنفية التي أعلن فيها عن أسباب خروجه على يزيد، فقال ع" اني لم اخرج أشرًا، ولا بطرًا، ولا ظالمًا، ولا مفسدًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر".(25)

وهذا يفصح أن انطلاقته ع كانت لإقامة هذا الصرح الشامخ الذي بنيت عليه الحياة الكريمة في الإسلام، وقد انهارت دعائمه أيام الحكم الأموي فقد أصبح المعروف في عهدهم منكرًا، والمنكر معروفًا، وقد أنكر عليهم الإمام في كثير من المواقف، والتي كان منها خطابه إمام المهاجرين والأنصار، فقد شجب فيه تخاذلهم عن نصرة الحق ودحض الباطل، وإيثارهم للعافية(26). وروى الطبري عنه ع في خطبة خطبها بذي حسم، قال فيها: " إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، فلم يبق منها إِلَّا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون ألا ترون أنَّ الحق لا يعمل به، وأنَّ الباطل لا يتناهى عنه ؟ ليرغب المؤمن في لقاء اللّه محقًّا; فإنّي لا أرى الموت إِلاّ شهادة ولا الحياة مع الظالمين إِلَّا برمًا."(27) ورواه ابن شعبة الحراني أيضًا إِلَّا أنّه قال: " لا أرى الموت إِلاّ سعادة " وزاد في آخره: " إِنّ الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم: يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلَّ الدَّيَّانون."(28)

وورد في زيارته: " أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر."(29)

ت- المسؤولية الاجتماعية:

إن أحاديث الحسين كانت تنصّ على أسم يزيد تارة، وعلى مثيله تارة أخرى، قال ع:" وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد."(30) وقال في موضع آخر: " ومثلي لا يبايع مثله "(31) فأما ما ورد فيه الاسم صريحًا فهو مرتبط بعصره آنذاك، وأما ما كان على سبيل المثال فهو لكل الأيام والعصور، وهنا الإمام يرسم للعالم ملامحه المستقبلية تنبيهًا للأجيال القادمة ؛ لأنَّ الحديث إنما هو عن تكرّر يزيد واليزيديين تباعًا، وهو عن شخصية عامة وليس عن شخص بعينه. فحديثه عن كلّ من كان مثله في مواجهة من هو مثل يزيد، فلا ينبغي له الركون والتراجع.(32)

ويقول الإمام الحسين ع مخاطبًا والي المدينة: "ويزيد رجل فاسق، وشارب للخمر، وقاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق" (33)

"وهذا يكشف أن هناك واجب على الخليفة إذا تجاوزه وجب على الأمة إسقاطه، ووجبت على المجتمع الثورة عليه، وهو المبالغة باحترام القانون الذي يخضع له الناس عامة، وإلا فأي تظاهر بخلافه يكون تلاعبًا وعبثًا، ومن ثم وجب على رجل القانون أن يكون أكثر تظاهرًا باحترام القانون من أي شخص آخر، وأكبر مسؤولية من هذه الناحية، فإذا فسق الملك ثم جاهر بفسقه وتحدى الله ورسوله والمؤمنين لم يكن الخضوع له إِلَّا خضوعًا للفسق وخضوعًا للفحشاء والمنكر، ولم يكن الاطمئنان إليه إلا اطمئنانًا للتلاعب والمعالنة الفاسقة." (34)

الأمر الثاني : يرى السيد محمود الهاشمي أن تفسير قضية الحسين بهذا الشكل يتنافى مع الطبيعة البشرية لعمل الأنبياء والأوصياء، نحن وإن كنا نعتقد بأنَّ الأنبياء والأئمة هم ثقل الله في الأرض، وحبله الممدود إلى عالم الشهادة، وهم الواسطة بين العباد وبين الله، إلا انّنا في نفس الوقت نعتقد بأنهم كانوا بشرًا في أعمالهم وبالأخص التي ترتبط بالجانب الاجتماعي من حياة الناس. فكان لتحركاتهم دوافع بشرية مفهومة وعقلانية أمام الناس، والناس تفهمها، ولولا هذه المزية لما استطاعوا أن يغيّروا البشر. نعم أصل التغيير ومنبعه هو عالم الغيب، إِلَّا أن مجراه وطريقه ومساره وأدواته بشرية أرضية. (35)

ويؤكد رأيه هذا قوله تعالى:} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ{(36)، فلو أرسل اللَّه إلى الناس ملكًا فلا يخلو: اما أن يبقى على صورته، واما أنَّ يتمثل في صورة البشر ومحال أن يبقى على صورته، وفي الوقت نفسه يكون رسولًا إلى الناس، لأنَّ طبيعة الملائكة غير طبيعة الإنسان، وتبليغ الرسالة يستدعي المعاشرة والمؤانسة، وهي لا تحصل مع تباين الخلق والطباع.(37)

الأمر الثالث: لو كانت القضية خاصة بالحسينع، فاللازم أن يتحملها وحده، وان لا يحمل معه أحد، لا من أهل بيته، ولا من أصحابه. بينما لاحظناه يستهدف أخراج من كان مستعدًا لهذا العمل. فاستنهض الناس، وخاطبهم بلسان بيّن أعرب فيه عن المسؤولية الدينية والأخلاقية التي تقع على عاتقهم إزاء تنصيب ومبايعة مثل يزيد. ويثبت ذلك ما رواه زرارة عن أبي جعفرع قال: كتب الحسين بن علي من مكة إلى محمد بن علي" ابن الحنفية ": بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم، أما بعد: فان من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح، والسلام."(38) وهذا أبو بكر ابن العربي يشير إلى أن بعض " الصحابة كانوا ينهونه، وينهون عنه "(39) أي انه قد دعا الناس للالتحاق بسبيله ومشروعه.

وجاء عن الطبري(ت310هـ) أن الحسينع عندما بلغه مقتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وتوالت عليه الأخبار في تحيز الكوفة لصالح بني أمية، وقف خطيبًا فيمن كان معه من أهله وأصحابه ومن انضم إليه في الطريق من الأعراب، وأصحاب المطامع، وأبلغهم بما جرى، ثم قال: " قد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام " قال فتفرق الناس عنه تفرقًا فأخذوا يمينًا وشمالًا حتى بقى في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة. " (40)

وبالفعل أنصرف عنه عدد غير قليل من الذين ظنوا انه قادم لبلد استقامت له طاعته وحاله. وبقي جماعة منهم 72 فردًا، وهؤلاء لم يكونوا غيبيين، ولم يخاطبهم الحسين باللسان الغيبيّ غير المعلوم. وكيف له أن يحركهم نحوه وأن يتحملوا من أجله المصاعب والآلام لو كان خطابه متعاليًا على الاشتراطات الزمنية، ودلالات الواقع ؟! يزاد على ذلك أننا وجدناهم يتحدثون عن أهداف الحركة وأبعادها ومندمجين معها، ويقرؤون الوضع الإسلاميّ، وكانوا ينصحون أهل العراق ويزيلوا عنهم الغشاوة، ولاسيَّما في كربلاء، وهو ما يشير إلى انصراف الأهداف عن الجانب الغيبي التخصصي في الحركة الحسينية.

قد يقال أن قوله لأخيه أبن الحنفية: " فان من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح" لا يفيد في الاستدلال؛ لأنَّه يشير بجلاء إلى أنه قد خرج وهو عالم بموته ونهايته. ولا ريب في عدم تحقق النصر والفتح. ومن هنا، فلا تبرير ولا تصور لتحرك الإمام من أجل أن يقلب الواقع الفاسد لواقع سليم إِلَّا القول بالعبد الشخصي الغيبي لحركته.

ويجاب بأن هذه الرواية وغيرها مدلولها ان الإمام الحسين كان يعرف أن نهاية المسيرة الشهادة، وارد أن يوضح للناس أن طريقه سينتهي بكربلاء ليوطنوا أنفسهم. وهذا ما يفسر حديثه وهو في طريقه عن أوصاله التي تقطعها عسلان الفلوات. إِلَّا أن هذه المسألة غير التفسير الشخصي الغيبي، إذ ربّما يشخص قائد ان حركته سوف تنتهي إلى الشهادة، لكن مع ذلك انطلاقه في حركته مفهوم وعام. وما أكثر أصحاب الثورات الإسلاميَّة والمادية الذين يتوفر لديهم العلم بالنهاية التي تضعهم في مرجل الموت، ومع ذلك يقدمون، لهدف أبعد من وجودهم في الحياة، إذ يشخصون ان الهدف الذي قاموا من أجله واعتقدوا بلزوم تحقيقه لغاية ما، يتوقف على الاستشهاد، فيبذلون دمائهم رخيصة في سبيله.(41)

ثانيًا: ذهب الشيخ جعفر التوستري إلى أن ثورة الحسينع وفق الفقه الإسلامي تنفرد عن الجهاد العام بمجموعة من الأمور، وهو ما يؤكد خصوصية التحرك الحسينيّ، ومنها:

ان من شرائط الجهاد في الحرب أن يكون الواحد باثنين، فيلزم ثبات كل واحد في مقابل اثنين، ولا يجب الجهاد إذا كان عدد العدو عشرة أضعاف المجاهدين. ولكن الحسين ع قد كتب عليه القتال وحده في مقابل ثلاثين ألفًا أو أكثر.

أنَّه لا جهاد على الصبيان ولا على الشيخ الكبير، وقد شرع الجهاد في واقعته على الصبيان مثل القاسم، وعبد الله بن الحسن، وعلى الشيخ الفاني كحبيب بن مظاهر.

من شرائط الجهاد أن لا يظن الهلاك، ولكنه قد علم بأنه يقتل. وفي هذا إلقاء للنفس في التهلكة مع العلم بعدم إحراز النكاية بالأعداء وهو حرام بنص القرآن، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(42). ومن ثمَّ، لا مجال إِلَّا أن تفسر الحركة الحسينية بالبعد الشخصي.

ان أعداءه قد خالفوا في سلوكهم معه حتى الأحكام التي جعلها الله للقتال مع الكفار، وهي كثيرة، ومنها: عدم القتال في الشهر الحرام، وأن لا يقتلوا صبيًا ولا امرأةً، وأن لا يحرقوا الزروع والمتاع، وأن لا ينقل رأس من المعركة، وأن لا يُسلَب كبير الأعداء إِلَّا إذا قتل، وو.(43)

ويناقش هذا الاستدلال بما يأتي:

1- ان عدم توفر بعض الأحكام التفصيلية الفقهية في أحكام الجهاد الإسلامي لا يجعل منها حركة بتكليف وتخطيط غيبي، نعم هذا يعطيها مزايا من حيث طبيعتها الاستثنائية بلحاظ الظروف المحيط بها. مثل بعض العناوين الثانوية التي قد تسقط الكثير من العناوين الأولية في موردها، وبالتالي لا تلازم بين هذا الأمر وبين خصوصية الحركة ومعقوليتها.(44)

2- لا خصوصية هنا في موضوع إشراك الأطفال، وكبار السن؛ لأنَّ الأحكام تتحدث عن الوجوب وليس الجواز، فيكون الاشتراك غير محرم بعد قبولهم، ورضي أهلهم، ومع تحقق المصلحة بذلك.

3- ان موضوع التهلكة يمكن الجواب عليه من وجهيّن:

الوجه الأول: يحتمل أن يكون المراد من التهلكة ليس الدنيوية، بمعنى تحمل الموت أو المصاعب كما يريد الناس أن يفهموا منها،بل التهلكة الأخروية، وهو التسبيب إلى الوقوع في جهنم بالذنوب والباطل، ولا أقل من احتمال ذلك، بل من الواضح أن التعاليم الأخرى الموجودة في سياقها (أنفقوا– ولا تلقوا – وأحسنوا) هي من الطاعات فتكون قرينة محتملة، على أن المراد من هذا النهي التحذير عن ترك الطاعات، والوقوع في المعاصي.(45)

وقد أشار إلى هذا المعنى عدد من المفسرين(46)، يقول الرازي (ت606هـ): (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة هو الرجل يصيب الذنب الذي يرى أنَّه لا ينفعه معه عمل فذاك هو إلقاء النفس إلى التهلكة فالحاصل أن معناه النهي عن القنوط عن رحمة الله، لأن ذلك يحمل الإنسان على ترك العبودية والإصرار على الذنب.) (47)

الوجه الثاني: إن التهلكة إنما تحرم ما دام صدق العنوان موجودًا، أو قل: إذا كان العرف يوافق على أنها تهلكة فعلًا. وأما إذا لم تكن كذلك، خرجت عن موضوع التهلكة فلم تصبح محرمة، ولا شك أن المفهوم عرفًا وعقلائيًا إن التهلكة إنما تكون كذلك والصعوبة إنما تكون صعوبة، فيما إذا كانت بدون عوض أو بدل.(48)

وقد أشار بعض المفسرين لهذا المعنى، إذ نقل الشيخ الطوسي عن البلخي: (من أن معناها: لا تتقحموا الحرب من غير نكاية في العدو، ولا قدرة على دفاعهم). (49)

" ونحن نرى الناس كلهم – تقريبًا- يضحون بمختلف التضحيات في سبيل نتائج أفضل، سواء من ناحية الأرباح الاقتصادية أم المصالح الاجتماعية أم النتائج السياسية أم الثمرات العلمية، وهو ما يحتاج إلى تضحية قبل الوصول إلى النتائج، ومن الواضح أن هذه النتائج ما دامت مستهدفة لم يعتبرها الناس تهلكة أو خسارة، بل يعدونها ربحًا وفيرًا، ورزقًا كثيرًا، لأنها مقدمات لها. وإذا طبقنا ذلك على حركة الحسين، أمكننا ملاحظتنا مع نتائجها بكل تأكيد، سواء النتائج المطلوب تحقيقها منها في الدنيا أم المطلوب تحقيقها في الآخرة، فإنها نتائج كبيرة ومهمة جدا.. ومن الواضح عقلًا وعرفًا وعقلائيًا، إننا إذا لا حظنا مع نتائجها لم تكن (التهلكة) بأي حال، بل كانت تضحية بسيطة – مهما كانت مريرة – في سبيل نتائج عظيمة ومقامات عالية في الدنيا والآخرة، لا تخطر على بال، ولم يعرفها مخلوق، ويكون الأمر بالرغم من أهميته القصوى، بمنزلة التضحية بالمصلحة الخاصة في سبيل المصلحة العامة. وفي ذلك لا يكون حق أحد الإرجاف بأنها " تهلكة " فإذا لم تكن تهلكة لم تكن مشمولة لحكم التحريم."(50)

4- أما الاستدلال على الخصوصية بخرق أعدائه للمألوف من قواعد الاشتباك عند المسلمين والعرب، فلا يصيرها بوجه من الوجوه بالتكليف الخاص، وهو قول غريب في المورد، فخرق وانتهاك الأعراف الحربية، قلما تخلوا منه معركة وتنازع، وتاريخ البشرية حافل بذلك.

***

أ. م. د. حيدر شوكان سعيد

رئيس قسم الفقه وأصوله/ كلية العلوم الإسلاميَّة- جامعة بابل.

...................

(1) ينظر: الشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت – لبنان،1403هـ، 45،98-99. والسيد محمد محمد الصدر (ت1421هـ)، أضواء على ثورة الحسين، تحقيق وتعليق: الشيخ كاظم العبادي، الناشر: دار ومكتبة البصائر –بيروت -1431هـ، 91.

(2) ينظر: د. إبراهيم بيضون، من دولة عمر إلى دولة عبد الملك، الناشر: شهاب الدين – قم، الطبعة الأولى – 1427هـ، 189. و د. محمد عابد الجابري، العقل السياسي العربي، الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت، الطبعة الرابعة -2000م، 263.

(3) السيد محمد محمد الصدر (ت1421هـ)، أضواء على ثورة الحسين،91.

(4) ينظر: كتباشنسي تاريخي إمام حسين" ع"، الناشر: وزارة الأوقاف والثقافة الإسلامية – طهران -2001م،38-39.

(5) اللهوف في قتلى الطفوف، 18.

(6) بحار الأنوار، 45/98-99.

(7) جواهر الكلام،21/296.

(8) الخصائص الحسينية – خصائص الحسين ومزايا المظلوم، تحقيق: السيد جعفر الحسيني، الناشر: دار الحوراء،53.

(9) لواعج الأشجان، الناشر: منشورات مكتبة بصيرتي – قم، 1331هـ، 252-253.

(10) مقصد الحسين، الناشر: مؤسسة بيروز – إيران، الطبعة الثانية-1971م،9.

(11) ناسخ التواريخ، في أحوال سيد الشهداء، الناشر: المكتبة الإسلامية – طهران، 1398هـ، 1/266.

(12) ينظر: الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، جنة المأوى، الناشر: دار الأضواء – بيروت، الطبعة الثانية، 1988م، 189-192. والسيد محمد محمد الصدر (ت1421هـ)، أضواء على ثورة الحسين، 91.

(13) ينظر: ابن عساكر (ت571هـ)، ترجمة الإمام الحسين، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية - قم – إيران، الطبعة الثانية -1414هـ، 291-292.

(14) الشيخ الصدوق (ت381هـ)، الامالي، تحقيق ونشر: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة-قم،الطبعة الأولى-1417هـ،215-217. والشيخ يوسف البحراني(ت1107هـ)، مدينة المعاجز، تحقيق: مؤسسة المعارف الإسلامية،الناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية - قم - إيران، الطبعة الأولى -1414هـ،3/ 483-484.

(15) اللهوف في قتلى الطفوف، 41.

(16) ينظر:الشيخ باقر شريف القرشي، حياة الإمام الحسين، المطبعة: مطبعة الآداب - النجف الأشرف، الطبعة الأولى -1395هـ،2/ 301.

(17) ينظر: السيد محمد محمد الصدر، أضواء على ثورة الحسين، 90.

(18) ينظر: السيد محمود الهاشمي، محاضرات في الثورة الحسينية، 41.

(19) ينظر: الشيخ محمد تقي التستري، قاموس الرجال، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، الطبعة الأولى – 344-345.

(20) الطبري(ت310هـ)، تاريخ الأمم والملوك، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، 4/304.

(21) ينظر: الشيخ حسين المنتظري، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى -1408هـ، 1/123.

(22) تفسير المنار، 1/367. وينظر: 12/ 183-185.

(23) الثائر الأول في الإسلام، 79.

(24) الشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، 44/328.

(25) الشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، 44/ 329- 330.

(26) ينظر: الشيخ باقر شريف القرشي، حياة الإمام الحسين، 2/288-289.

(27) تاريخ الأمم والملوك،4/305.

(28) تحف العقول عن آل الرسول، تحقيق: علي أكبر الغفاري، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي – قم، الطبعة الثانية -1404هـ، 245.

(29) الشيخ الطوسي(ت460ه)، مصباح المتهجد،الناشر: مؤسسة فقه الشيعة – بيروت، الطبعة الأولى -1411هـ، 720-721.

(30) ابن نما الحلي (ت645هـ)، مثير الأحزان، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف،1369هـ، 15.

(31) الشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار،44/325.

(32) الأستاذ محمد اسفندياري، عاشوراء الحسين وعاشوراء الشيعة، ترجمة: محمد عبد الرزاق، كتاب جدال ومواقف في الشعائر الحسينية، إعداد حيدر حب الله، الناشر: دار الهادي – بيروت، 398-399.

(33) السيد علي بن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف،17. والشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، 44/325.

(34) عبد الله العلايلي، الإمام الحسينع، دار مكتبة التربية –بيروت، الطبعة الجديدة، 1968م، 94.

(35) ينظر: محاضرات في الثورة الحسينية، 31-33.

(36) سورة الأنعام، 9.

(37) الشيخ محمد جواد مغنية(ت1400هـ)، الكاشف، الناشر: دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الثالثة -1980م، 3/164. وينظر: السيد محمد حسين الطباطبائي (ت1402هـ)، الميزان في تفسير القرآن، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 7/23. والنحاس (ت338هـ)، معاني القرآن، تحقيق: محمد علي الصابوني، الناشر: جامعة أم القرى، 1409هـ، 5/10. وفخر الدين الرازي (ت606هـ)، تفسير الرازي، بلا مشخصات مكتبية، 12/162.

(38) جعفر بن قولويه القمي (ت367هـ)،كامل الزيارات، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، الناشر: مؤسسة الفقاهة،الطبعة الأولى 1417هـ، 157. والشيخ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، 45/87.

(39) العواصم من القواصم، 326.

(40) تاريخ الأمم والملوك، 4/300-301.

(41) ينظر: السيد محمود الهاشمي، محاضرات في الثورة الحسينية، 41-42.

(42) سورة البقرة، 195.

(43) الخصائص الحسينية، 60-61.

(44) ينظر: الشيخ حيدر حب الله، الحركة الحسينية والتأصيل الفقهي لشرعية الثورة،" دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر"، بلا مشخصات،3/ 3/324.

(45) ينظر: السيد محمد الصدر، أضواء على ثورة الحسين، 58-59.

(46) ينظر:الشيخ الطوسي (ت460هـ)، التبيان في تفسير القرآن، 2/152. والطبرسي (ت548هـ)، مجمع البيان، 2/ 35. وعبد الرزاق الصنعاني(ت211هـ)، تفسير القرآن، تحقيق: الدكتور مصطفى مسلم محمد الطبعة: الأولى- 1410هـ، الناشر: مكتبة الرشد،1/ 74.والطبري (ت310هـ)، جامع البيان، 2/278. والنحاس(ت338هـ)، معاني القران، 1/ 111. والثعلبي(ت427هـ)،الكشف والبيان عن تفسير القران، 2/93. والقرطبي (ت 671هـ)، الجامع لأحكام القران، 2/ 362. وابن حجر(ت 852هـ)، العجائب في بيان الأسباب،حقيق: عبد الحكيم محمد الأنيس الطبعة، الناشر: دار ابن الجوزي، الأولى - 1418هـ، 1/ 478.

(47) تفسير الرازي، 5/ 151.

(48) السيد محمد الصدر(ت1421هـ)، أضواء على ثورة الحسينع،59.

(49) التبيان في تفسير القرآن، 2/152.

(50) السيد محمد الصدر، أضواء على ثورة الحسين، 59-60.

في المثقف اليوم