ترجمات أدبية

محمد عبد الحليم غنيم: أنت نكرة

MM80ترجمة لمسرحية

آن مارى هيلى

 


 

أنت نكرة وليس فيك ما يثير الاهتمام

ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم

 

الشخصيات:

1- روندا: امرأة فى منتصف الثلاثينات.

2- شيت: رجل فى منتصف الثلاثينات.

المكان: مدينة فى الصحراء.

الوقت: الآن

1 – مطار فخم.

(روندا تحمل حقيبة سفر صغيرة ممتلئة. ترتدى ملابس سفر – شيء ما لطيف، ربما قبعة. شيت يرتدى قميصاً منقوشاً وبنطلون جينز وحزاما بمشبك كبير)

روندا: أنا سعيدة جداً لاتصالك.

شيت: أنت التى اتصلت بى.

روندا: لكننى عدت واتصلت على الفور

شيت: هل ضايقك ذلك؟

روندا: لا.لا. مطلقاً. أحب ذلك عندما يرد الناس الدعوة إلى.

شيت: وأنا كذلك.

روندا: ذلك مضحك جداً. وأنا كذلك.

شيت: أعرف أنك فعلت.

روندا: أنت فعلت؟

شيت: لقد قلت ذلك لى حالاً.

روندا: أوه. آسفة.(وقفة) هكذا. كيف أبدو؟

شيت: أنت تبدين كما أنت.

روندا: و كذلك أنت. نفس الشىء، كما أنت.

شيت: وكيف أبدو فى نظرك؟

روندا: كما تبدو. أو بدوت. لقد نسيت تقريباً، ولأكن صادقة.

شيت: ما ذلك؟

روندا: لقد نسيت تقريباً ماذا تشبه؟.

شيت: انتهت حلقة النقاش فى الأسبوع الماضى.

روندا: لكنى بالكاد رأيتك فى الظلام.

شيت: ألم تكن تريدين أن تريننى فى الضوء؟

روندا: أردت. أريد. أنا حقاً أردت أن أراك فى الضوء فى هذه المساحة. أحب الضوء فى هذه المنطقة. ولقد سمعت كثيراً جداً عن الضوء. أردت أن أرى الضوء فى هذه المنطقة فى هذا اليوم.

شيت: أنا مسرور لأنك تريدين أن ترى هذه المنطقة. هذه منطقة مهمة جداً. هناك بعض الأشياء المثيرة للاهتمام جداً حولنا.

روندا: شاهدت بعض الأودية الصغيرة من الطائرة. لم أكن أعرف أن هناك الكثيرة جداً من الأودية الصغيرة.

شيت: توجد هناك. توجد هناك. إنها منخفضة جداً. هل تحبين الأودية؟

روندا: أعتقد حقيقة أننى لم أفكر أبداً فى الوديان.

شيت: أوه. بالطبع.

روندا: لكنى أحبت فكرة أن أبدأ فىالاهتمام بها . هل تحب أن تفكر فى الوديان؟

شيت: فقط فى بعض الأحيان. وليس طوال الوقت.

روندا: ... يمكننى أن افكر فى الوديان لو أردتأن أفعل.

شيت: أنت لا تريدين أن تفكرى فى الوديان الآن. أنت فقط وصلت هنا. لابد أن تكونى مرهقة.

روندا: لماذا لا أفكر فى الوديان الآن؟

شيت: لا تكونى حمقاء. عليك أن تستريحى أولاً. ولدينا الكثير جداً من الأشياء المثيرة التى نستحق أن نراها.

روندا: أحب رؤية الأشياء.

شيت: يمكن لنا أن نرى بعض المشاهد المهمة أو... يمكن لنا أن نرى الطريق المهم الذى يؤدى مباشرة إلى الفندق... إنه فندق ممتع إنه تاريخى.

روندا: سيبدو ذلك ممتعاً.

شيت: من؟ التاريخ أو الفندق؟

روندا: الفندق.

شيت: هل أنت متعبة....؟

روندا: انا قادرة جداً على التكيف. إذا أردت أن ترى شيئاً آخر بجانب الفندق. أستطيع أن أنظر إلى كل شيء تقريباً. ا فقط لا أريدك أن تعتقد أننى لست مرنة.

شيت: تبدين مرنة جداً. مع أننى لم أختبر مرونتك. ليس ذلك الشيء الذى أحاول أن أراه.

روندا: أحب أن أكون مرنة ولا أحب أن أكون غير ذلك ايضاً. أحبهما معاً. أنا سهلة على هذا النحو.

شيت: و أنا كذلك. اقصد. سهلاً.

روندا: و لكنك لا تقصد سهلاً.

شيت: ماذا؟ لا.

(يضحك كلاهما بعصبية. يتوقفان)

روندا: أفعل.

شيت: لعنة حارة.

(يهاجم كل منهما الآخر ويتقلبان على الأرض، وكل منهما يحاول خلع ملابس الآخر. هذه النهاية، ملابسهما غير مرتبة. ستار سريع)

2 – ذلك الفندق له تاريخ.

روندا: هذه الحجرة فى الواقع لطيفة. إنها حقاً جميلة.

شيت: لا. ليست كذلك.

روندا: ليست سيئة.

شيت: إنها مرعبة.

روندا: أنت على حق. إنها مرعبة. على نحو ما لطيفة جداً

(وقفة) ماذا ينبغى أن نفعل اليوم؟

شيت: لا أعرف ماذا تودين أن تعملى اليوم؟

روندا: نستطيع أن نطلع إلى ذلك الوادى.

شيت: أنت لا تريدين حقاً أن تصعدى الوادى.

روندا: نعم. أردت. أحب أن أتسلق الوديان.

شيت: كم عدد الأودية التى تسلقتيها من قبل فى حياتك؟

روندا: حسناً. لا أستطيع أن أتذكر.

شيت: أنا تسلقت تسعة وأربعين، كم مرة تسلقت أنت؟

روندا: ... لقد تسلقت نفس العدد تقريباً؟

شيت: حوالى تسعة وأربعين أم أقل قليلاً من تسعة وأربعين؟

روندا: حوالى تسعة وأربعين، لو جلست وعددتها جميعاً.

شيت: هل حقاً تريدين أن تتسلقى الوادى؟

روندا: سأفعل أى شيء تريد أن تفعله.

شيت: لا أعرف إذا ما كنت أريد تسلق ذلك الوادى.

روندا: بالتأكيد ولا أنا. أنا فقط أحضرت معى نعال الشاطىء.

شيت: فى الواقع، أنا أيضاً.

روندا: إذا كان لدينا فقط نعال الشاطىء، أفلا يكون من الصعب تسلق ذلك الوادى؟

شيت: نعم.

روندا: أقصد. أحببت الفكرة. إنها فكرة راقية.

شيت: أحب الفكرة أيضاً.

(وقفة)

روندا: يمكن لنا أن نطلب بيرة. لم يسبق أن عملت ذلك فى...

شيت: ولا أنا. ليس هنا... هل تريدين بيرة؟

روندا: أحب البيرة. هل تحب البيرة؟

شيت: نعم أحب البيرة جداً.

روندا: أتمنى لو أعرف الكثير عن البيرة.

شيت: و أنا أيضاً (وقفة) بالتأكيد، أعرف شيئاً عن البيرة. أعرف شيئاً عن البيرة الألمانية.

روندا: أوه جيد.

شيت: هل تريدين أن أقول لك؟

روندا: هيا نحصل على البيرة أولاً، وبعد ذلك كلمنى عن البيرة.

شيت: موافق.

(تأخذ روندا تليفوناً)

روندا: مرحباً. اسمى روندا ونريد بيرة.

(وقفة. إلى شيت) أى نوع؟

شيت: أحب كل الأنواع.

روندا: اذكر أى نوع؟

شيت: لا تحصلى فقط على أى نوع.

روندا: عليك أن تقرر. أنت تعرف عن البيرة أكثر منى.

شيت: هات. هاتى شيئاً ما... حسناً... اطلبى بيرة ألمانية.

روندا: أوه ! تلك فكرة راقية. (فى التليفون) نود بعض البيرة الألمانية.

(تضع التليفون) سيحضرون لنا البيرة الألمانية .

شيت: عال.

(وقفة)

روندا: ماذا كنت تقول؟

شيت: هممم؟

روندا: أكنت تقول لى شيئاً عن البيرة الألمانية؟

شيت: أوه. ذلك. حسناً، أعرف شيئا عن البيرة اسمه بوهميا.

روندا: ذلك عظيم جدا.

شيت: لن أقول لك ما أعرف.

روندا: أوه... لكنه شيء عظيم أن تعرف.

شيت: إن لشيء طيب أن تعرف.

روندا: أنا متأكدة أنه شيء عظيم.

شيت: ها أنا هيا تكلمى . قولى شيئاً عن ذلك الذى تعرفينه.

 (يدق جرس الباب)

روندا: البيرة وصلت.

(يوجد عدد 6 علب من البيرة فى مكان ما على خشبة المسرح، يبدأ كلاهما فى الشراب)

شيت: فى البداية احكى قصة. ثم أقول أنا قصة.

روندا: موافقة. ما نوع القصة يمكن أن أحكيها؟

شيت: أحكى لى قصة عن... لا أعرف. عليك أن تفكرى فى شيء ما.

روندا: حسناً... يمكننى أن أحكى قصة عن الوقت الذى ضاع فيها كلبى.

شيت: موافق.

روندا: هل تريد أن تسمع تلك القصة. هل تريد؟

شيت: نعم. أريد.

روندا: لا أنت لا تريد.

شيت: أريد. أحب قصص الكلاب.

روندا: إنها قصة مزعجة.

شيت: كيف حدث ذلك؟

روندا: حقيقة لا أعرف. لم أكن مع الكلب. أخمن أننى أتذكر.

(وقفة)

شيت: ... أهو كذلك؟

روندا: ماذا تقصد؟

شيت: أتلك هى نهاية القصة؟

روندا: آسفة. لقد قلت لك أنها مزعجة؟

(وقفة)

شيت: ينبغى أن أحكى لك قصة عن الفرقة الموسيقية التى كونتها فى الكلية.

روندا: موافقة.

شيت: لقد كونت تلك الفرقة فى الكلية.

روندا: أنت قلت ذلك.

شيت: أعتقد أن ذلك ما يجعلنا جيدين إلى حدما.

روندا: أحب الفرقة الموسيقية. أحب الموسيقى.

شيت: أى نوع من المويسقى تفضلين؟

روندا: .. همم، أحب نوع الموسيقى حيث يكتب الشخص الأغانى.

شيت: تقصدين المطرب - كاتب الأغانى

روندا: بالضبط. المطرب – كاتب الأغانى. ذلك هو الموسيقى المفضلة.

شيت: هذه حقيقة ليست موسيقى. تلك أغانى.

روندا: هل كتبتالأغانى لفرقتك الموسيقية؟

شيت: فعلت أحياناً. فى كثير من المرات وبعد ذلك , أحياناً يكتب توم.

روندا: من توم؟

شيت: توم كان مجرد شاب آخر فى الفرقة.

روندا: لكن توم كان الشخص الذى كتب الأغانى.

شيت: أحياناً. لكن فى بعض الأحيان كتبت أيضاً.

روندا: من الذى كتب غالباً؟

شيت: ... توم. أحياناً كتب. الأكثر غالباً، ثم أنا كتبت.

روندا: لكن توم أكثر فى أغلب الأحيان.

شيت: ... أكثر فى أغلب الأحيان.

(وقفة. يبدو الأمر مربكاً بشكل غريب. تضع روندا يدها على كتف شيت. يدوران على الأرض من جديد. هذه المرة بشكل أقصر إلى حد ما. وقصير بشكل ملحوظ. تعتيم، ثم إضاءة. إنهما فى موقعين مختلفين على خشبة المسرح الآن)

3 – اعترافات:

شيت: ثمة شيء أحتاج أن أقوله لك.

روندا: أنا متزوجة.

شيت: ماذا؟

روندا: أنا متزوجة.

شيت: ... أنا ايضاً.

 (يبدأ فى البكاء. كل شيء فى المنولوج التالى يخرج ممتزجا بالنحيب. فيما عدا قليلاً من الجمل الأخيرة)

أوه يا ربى.لا أعرف لماذا أفعل هذا. لا أعرف لماذا أفعل هذا. أنا افعل هذا الشيء. أنا أفعل هذا الشيء الذى لا أريدأن يفعل ولا أعرف لماذا أفعله وها أنا هنا وأفعل هذا الشيء وأبعد بعيداً عن أى شيء ذكرت أننى أريده وكل الأشياء التى فكرت فيها والآن أنا لا شيء تقريبا. أنا لا شيء ووليسلديمكانأذهبإليه وليسلى أحد، ولا يوجد شيءفيحياتيأتمسكبه فيالوقتالحالي... أعتقد... أعتقد... أعتقدأننيقدفقدتإيمانيبالله. لا أعتقد فى أى شيء بعد ذلك.

روندا: اخرس

شيت: ماذا؟

روندا: قلت اخرس.

شيت: ... فكرة جيدة.

(تعتيم)

4 - أنا مسرور جداً لأننا تسلقنا الوادى:

(يلبسان النعال الخفيفة وقبعتين منالقش. ويمشيان فى الوادى. الجو حار، حار جداً والنعال رقيقة جداً)

روندا: هذا حقاً واد عظيم.

شيت: من وقت طويل والناس يحضرون عبر تلك الوديان ويستقرون هنا ويسمونها وديان بلازا.

روندا: حقاً؟

شيت: نعم.

(وقفة)

روندا: لا. لم يفعلوا.

شيت: نعم، إنهم فعلوا. إنهم يسمونها الوديان بلازا. يمكنك أن تنظرى إليها. أحفظها عن ظهر قلب.

روندا: لماذا يسمونها وديان بلازا؟ ليس من المناسبإطلاق هذا الاسم على هذا الوادى.

شيت: لا أعرف لماذا أطلقوا عليها ذلك. هل تعرفين لماذا سميت بهذا الاسم الذى سميت به؟

روندا: لا، لكنه الاسم الذى أطلقه الآخرون على الوادى. لا يوجد وادى آخر يسمى بلازا. ذلك اسم قد اخترعه الناس بعد على هذا الوادى.

(وقفة)

شيت: أشعر كما لو كنت أزعجك بكل تلك الحقائق.

روندا: يمكنك أن تزعجنى لو أردت. أنا لا أهتم.

شيت: لكنى أشعر كما لو كنت أزعجك وعندئذ ستبدئين فى الإنزعاج.

روندا: لا. لا. أقصد؟ سأفعل. لكن أحب ذلك. أحب أن أكون منزعجة.

شيت: حقاً؟

روندا: حقاً.

شيت: لا بأس. (وقفة) هناك شيء آخر مهم لابد أن أخبرك به.

روندا: ما ذلك؟

شيت: أعتقد أننا تهنا.

روندا: ... أنا لست منزعجة.

شيت: لكنك غاضبة.

روندا: و لست كذلك .

شيت: أنا بالكاد لا أعرفك.

روندا: ماذا قلت؟

شيت: قلت. أكاد لا أعرفك.

روندا: لا أعتقد ذلك. ليس ذلك صحيحاً.

شيت: لكنى لا أعرفك.

روندا: لا. أقصد أسلوبك البليغ.

شيت: أنت تعرفين ما أقصد.

(وقفة)

روندا: حسناً، لو عرفتنى، فربما تعرف أن هذا يجعلنى سعيدة. أنت تجعلنى سعيدة جداً.

شيت: أنت جيدة تقريباً فى ذلك.

روندا: ماذا؟

شيت: فى الكذب.

روندا: ليس كذباً. إننى أحاول أن أكون مهذبة.

شيت: انظرى. أنا... لا أعرفك (وقفة) هل لديك قطة؟

روندا: لا.

شيت: هل لديك أية إخوة من الذكور؟

روندا: لا.

شيت: هل تحبين مشاهدة التلفزيون؟

روندا: أحياناً.

شيت: كذلك أنا... هل لديك كابل؟

روندا: لقد طلبت ذلك حالاً.

شيت: و نحن كذلك.

روندا: هل لديك أولاد؟

(وقفة)

شيت: اثنان.

روندا: نعم. ولدى اثنان أيضاً.

(وقفة)

شيت: لقد بدأت الدنيا فى الإظلام. أعتقد أننا سنظل هنا حتى الليل.

روندا: حسنا.

شيت: أعتقد أن الناس فى المدينة الكبيرة فى الغالب لا يبقون فى الوديان.

روندا: فى الواقع ليس هذا وادياً مع ذلك. إنه وادى بلازا.

شيت: فكرة جيدة.

(وقفة. يجلسان معاً)

شيت: إنها كئيبة جداً. زوجتى. تقف خارج السرير، وتسبنى. هى صعبة جداً لكى أعيش معها. تقذفنى بالبيض والصحيفة عندما أمشى فى الغرفة. تشاهد التلفزيون طوال اليوم. وذات رائحة كريهة. لا أستطيع أن ألمسها. أحاول أن ألمسها. هل يمكن أن تلمسينى؟ يا روندا؟

(إظلام سريع. ثم تسطع الأضواء. كلاهما فى نفس الموضع)

شيت: سأواصل المحاولة، مع ذلك. إنه يبدو كما لو كان ينبغى علينا جميعاً أن نواصل المحاولة. لدينا ولدان أيضا، يمكن أن نواصل المحاولة من أجلهما. علينا جميعاً فقط أن نصحو كل صباح ونحاول فعل ذلك الشيء الصحيح. وبعد ذلك عندما يكبران سوف يعرفان أن الجميع كان يحاول فعل الشيء الصحيح.

روندا: فهمت.

شيت: ... هل هو نفس النوع من المواقف الذى أنت عليه الآن؟

روندا: إلى حدما. لكن. ليس فى الواقع.. لا.. لا مطلقاً (وقفة) لكن أقرب إلى حد ما .

شيت: أحياناً عندما أستيقظ فى منتصف الليل أقول لنفسى ينبغى على أن أتماسك .لا أحاول تعذيب نفسى. فقط أحاول أن أفعل الشيء الصحيح. فى كل يوم، أحاول عمل ما هو صحيح للجميع. وليس فقط من أجلى. للجميع .

(وقفة)

روندا: لقد تركت زوجى من وقت قليل.

شيت: ماذا؟

روندا: زوجى. لقد تركت زوجى للتو وأطفالى الثلاثة، كنت أكذب. لدى ثلاثة أطفال

شيت: أنت قلت لى أن ذلك كان جزءا من رحلة عمل.

روندا: ليس لدى عمل على الإطلاق. أنا فقط قلت لزوجى أريد الطلاق. وكنت أنت أول شخص أتصل به.

شيت: بعد أن تركت زوجك.

روندا: نعم.

(وقفة)

شيت: لماذا؟

روندا: ...ظننت أننى أحبك.

(وقفة)

شيت: هل تركت زوجك من أجلى؟

(وقفة)

روندا: أعتقد ذلك.

(وقفة)

شيت: انظرى. لم أقدم أى وعود. لدى... لدى عائلتى الخاصة.

روندا: لم أكن أفكر بشكل واضح.

شيت: على كل مناأن يعمل الفكر قبل أن يتأكد من عمل الشيء الصحيح.

روندا: لا أعرف ما هو الشيء الصحيح على أى نحو.

شيت: هل تحبينه؟

روندا: من؟

شيت: زوجك؟

روندا: ... إلى حدما.

شيت: لابد أنك تحبينه أكثر منى.

روندا: ... أتت تعتقد ذلك.

شيت: لماذا هجرتيه؟

روندا: حسناً، الأسبوع الماضى. بعد أن كنا معاً فى قاعدة البحث. فكرت لربما أحببتك أكثر منه.

شيت: أنت بالكاد تعرفينى.

روندا: ... لا أريد أن أتحدث عن ذلك .

(وقفة)

شيت: لقد فكرت فى ذلك أيضاً. لقد فكرت كثيراً فى ناس مثل روبن هود. لربما اكتشفت فرقاً كبيراً، لوتركت زوجتى وفكرت فى عمل إنجازات طيبة. لقد فكرت فى ذلك طوال الوقت. فكرت فى الرحيل عن عائلتى. وعمل إنجازات جيدة بقية حياتى. إننى أحاول أن أتجنب الغررور فيما أعمل فى هذا العالم.

روندا: زوجى وأطفالى لا يعرفون كل ذلك عنى.

شيت: ماذا؟

روندا: هذا.

شيت: أوه.

روندا: هل تعرف ماذا أقصد؟

شيت: تقصدين. أشبه بـ... طيبة القلب؟

روندا: تقريباً، أكثر شبهاً بـ...

شيت: ماذا؟ أشبه بعاطفة؟

(تبدأ روندا فى البكاء. يربت شيت على ظهرها)

شيت: كل ذلك هنا فى داخلنا ونحن نحاول أن إيجاد وسيلة لإخراجه. ينبغى علينا أن نسمح بخروج ما بداخلنا من عاطفة. إنه صعب. إنه لشيء يصعب القيام به. وعندئذ نحضر لقضاء عطلة نهاية الاسبوع و...و فى كل يوم علينا جميعاً أن ننهض ونحاول أن نفعل ما هو خير فى هذا العالم.العاطفة – أفهم لأنى أعتقد أن لدى قدرا كبيرا من الاتفاق الرائع مع نفسى، ولابد أن إرادة الله ستحررها وإلا لن نشعر بها... العاطفة.

روندا: رجاء. توقف.

شيت: ماذا؟

روندا: توقف عن قول كلمة عاطفة.

شيت: لماذا؟

روندا: لأن ليس هذا ما كنت أحاول قوله ..

(يبدآن فى البكاء بهدوء. إلى نفسيهما. يقترب كل منهما من الآخر. إظلام سريع)

 

5 – هذا ما يبدو عليه المطار:

(روندا وهى تحمل حقيبة سفرها الثقيلة، يمسك شيت يدها)

شيت: انا مسرور لأننا نرى بعضنا وجها لوجه هذه المرة.

روندا: نحن نرى. نحن نرى.

شيت: ... ألم أقل لك من قبل؟ لدى كلبة فى البيت.

روندا: حقاً؟

شيت: لا أعرف لماذا نسيت أن أشير إلى لك. أحب هذه الكلبة.

روندا: لابد أن تكون ودودة جداً.

شيت: هى كذلك. هى كذلك. إنها تقفز وتلعب فى حوض السباحة البلاستيكى، كما تجرى فى الخارج وراء السيارات والدراجات. إنها ممتلئة بالحياة.

روندا: أعرف ذلك عن الكلاب.

شيت: ذك حقيقى جداً. ماذا قلت بالضبط... (وقفة) هل تنوين العودة إلى البيت؟

روندا: لست متأكدة... لسوف نرى.

شيت: أين تريدين أن تذهبى؟

روندا: (تبدأ فى الضحك)

شيت: ما هو المضحك جداً؟

روندا: ... أي مكان. أريد أن أذهب إلى أى مكان.

شيت: أنت لا تريدىن أن تذهبى إلى حيث أذهب أنا. أستطيع أن أقول لك ذلك.

روندا: ... ربما لا. هل تذهب إلى المنزل مباشرة؟

شيت: يجب علينا أن نستمر فى محاولتنا... فكرى فى المحاولة.

روندا: محاولة أن تكون جيداً؟

شيت: أكيد.

روندا: سأفعل. سأفكر فى ذلك.

شيت: لم يقل أحد أن الحياة سهلة.

روندا: هم بالتأكيد لم يفعلوا. فى الواقع، لابد أن أحدا قال ذلك فى وقت ما.

شيت: شخص ما أسمه لا أحد.

كلاهما: (ضحكة صغيرة)

روندا: لا. بالـتأكيد ليست الحياة سهلة.

شيت: هيا نبحث عن ذلك اللا أحد ونؤدبه.

كلاهما: (ضحكة أخرى)

روندا: ربما كانت الحياة سهلة بالنسبة ل...

شيت: لا أحد.

كلاهما: (ضحكة من القلب. وقفة)

روندا: حسناً. هو كذلك.

شيت: إذن عليك أن تذهبى... ربما يمكن أن تحبيه مرة أخرى.

روندا: ربما... لو أمكن لى، فإنه سيكون ذلك بسببك..

شيت: نفس الشيء ينطبق على .

روندا: لا يهم من الذى سأنتهى معه – أنت تعلم أننى سأفكر بك.

شيت: ذلك فقط...

روندا: ماذا؟

شيت: فقط ذلك ما كنت أنوى أن أقوله.

(يقبل كل منهما الآخر. يفترقان. تبقى خشبة المسرح خالية للحظة. تعتيم)

 

(نهاية المسرحية)

المؤلفة: آن مارى هيلى: كاتبة مسرح وممثلة أمريكية معاصرة، لها الكثير من المسرحيات التى عرضت داخل الولايات المتحدة، مثل الفتاة الكبيرة ووالمتصل الشهم وغيرها، اما مسرحية

 

أنت نكرة وليس فيك ما يثير الاهتمام، فقد نشرت عام 2003 فى مجلة كينيون

 

Kenyon Review

 

في نصوص اليوم