كتب واصدارات

مفهوم الإنتحار ومفهوم الشهادة والإستشهاد

mohamadhusan rifaeiدراسة في فلسفة العلوم الإجتماعية (الإبستمولوجيا) تأليف: د. عبدالله إبراهيم

عن مركز دراسات فلسفة الدين- بغداد/ بيروت، بالتعاون مع دار التنوير، صدر كتاب: مفهوم الإنتحار ومفهوم الشهادة والإستشهاد: دراسة في فلسفة العلوم الإجتماعية (الإبستمولوجيا). تأليف: د. عبدالله إبراهيم

 

من هو عالم الاجتماع اللبناني د. عبدالله إبراهيم؟ ماذا يعني تعريف عالم في عالم الإجتماع؟

يعني ذلك تقديمه عبر تقديم نتاجه المعرفي؛ وتقديم الفكرة الأساسية في كل مُنتَج من مُنتَجاته المعرفية. يقع نتاج العالم المعرفي، بعامَّة، ضمن معادلة فهم هي تقوله، وتقول تجربته المعرفية، وتقول تجربة الآخرين المعرفية معه. وعلى هذا، تكتب، ههنا، تجربةٌ معرفيَّةٌ شخصيَّةٌ في الجامعة اللبنانية، من قبلنا، مع عالم في علم الإجتماع، هي تمتد إلى أكثر من ست سنوات؛ يُقدم فيها العالم، عبر تقديم مُنتَجاته المعرفية.

الدكتور عبد الله السيد علي ابراهيم، عالم اجتماع، من لبنان، عمل استاذاً في الجامعة اللبنانية، وله العديد من الكتب والابحاث والدراسات، وكلها تقع في فلسفة العلوم الاجتماعية (الإبستمولوجيا).

- كتاب «المسألة السكانية وبنية المجال العربي»، الصادر عن معهد الانماء العربي، بيروت، عام 1991. ويرى الدكتور عبد الله ابراهيم، في هذا الكتاب، ان النسج على منوال "نموذج الدراسات الغربي" يشكل عقبة إبستمولوجية تدفع بغالبية الابحاث العربية السكانية الى الدوران في الفراغ النظري والمنهجي. كما يدعو الى التمييز بين "مفهوم المجال" و"نموذج الدراسات الغربي"، لأن الخلط بين الإثنين يؤدي الى الوقوع في منزلق شرق-غرب، مفاهيم شرقية- ومفاهيم غربية، وهذا الامر بعيد كل البعد عن فرضيته الرئيسة التي تدعو للنزول بمفهوم المجال الى الواقع العربي الملموس، وإعادة انتاجه نظرياً. ومن هذا المنظار، الدراسة في الكتاب ليست حول المسألة السكانية وبنية المجال العربي، إنها، في الحقيقة، تمثل نموذجاً تطبيقاً لفكرة إعادة انتاج المفهوم. وقد استهدفت محاور الكتاب، انجاز مسح شامل لأهم الدراسات السكانية العربية، وتخطي الكم الهائل منها الى النمذجة والتصنيف، واخضاع النماذج المعرفية السكانية العربية لنوعين من المواجهات النظرية والمنهجية: الاولى ضمن النموذج، والثانية مع النموذج نفسه، وانتاج اشكاليات نظرية جديدة تقترب قدر الامكان من منطق البناءات المجتمعية العربية، والتفتيش عن مؤشرات مجالية ملموسة تؤكد استحقاق تلك الاشكاليات الجديدة لتوليد قضايا جديرة بالدراسة.

- كتاب «المسألة السكانية وقضية تنظيم الاسرة في البلدان العربية»، الصادر عن المركز الثقافي العربي، بيروت، عام 1994. والدراسة، في هذا الكتاب، هي اولاً واخيراً، دراسة في المنهج، تأخذ على عاتقها مهمة وعي منهجها عن طريق استخراج القضايا المنهجية الخاصة بدراسة الواقع المجتمعي العربي. وتقوم عملية استخراج القضايا المنهجية على نظرة ترى في المنهج نظاماً من المواقف والعادات الذهنية والروابط المنطقية. وما يدفع، الدكتور عبد الله ابراهيم، الى النظر للمنهج من منظار المنحى او المنطق في رؤية الامور، هو جمود الفكرة المحلية العربية الشائعة عن المنهج عند حدود السبيل المنهجي، والمحطات المنهجية، والتقنيات المنهجية، والمعالم المنهجية، ما أدى ويؤدي الى التبني اللاواعي لمنطق البناءات المجتمعية الرأسمالية الغربية التي كانت في اساس انتاج التقنيات المستخدمة، وفي اساس رسم معالم السبيل المنهجي المتبع. ومن هذا المنظار، الدراسة في الكتاب ليست حول المسألة السكانية وقضية تنظيم الاسرة في البلدان العربية، انها، في الحقيقة تمثل نموذجاً تطبيقياً لأطروحة في المنهج يعلن الدكتور عبد الله ابراهيم عنها عن طريق دراسة المسألة السكانية وقضية تنظيم الاسرة.

- كتاب «العلاقة مع الغرب- الموضوع، الاشكالية، المنهج»، الصادر عن المركز الثقافي العربي، بيروت، عام 2000. وفي هذا الكتاب، وعلى العكس تماماً مما يؤكده المفكرون العرب، ما يجري في الواقع العربي هو ممارسة استحالة وجود النموذج الغربي الحديث، فالنموذج التحديثي الغربي يطرح نفسه كنموذج عالمي ويحول في الوقت نفسه دون أن يكون واقع المجتمعات الاخرى من طبيعته. ولكن، اذا كانت استحالة وجود النموذج الغربي الحديث تُمارَس في الواقع العربي، فهي تُمارس في الفكر العربي ايضاً، ولا يمارس غيرها فيه منذ قرنين من الزمان، مع فرقٍ بسيط جداً يتمثل في ضرورة ان تكون ممارسة الاستحالة في الفكر العربي محجوبة ومحتجبة عن الانظار، فأي فكر لا يستطيع ان يمارس استحالة وجوده دون ان يحجبها عن نفسه أولاً وقبل كل شيء. فكيف يحجب الفكر العربي استحالة ان يكون فكراً غربياً حديثاً؟ يحصل ذلك عن طريقين. ففي الطريق الاولى، ينطلق جميع المفكرين العرب، دون استثناء، من بداهة وجود النموذج الغربي الحديث في واقع بلداننا العربية، وفي الطريق الثانية، ينطلق جميع المفكرين العرب، دون استثناء، من بداهة المواجهة الحاصلة، في الفكر العربي، بين النموذجين الغربي والتراثي. فما معنى المواجهة في هذه الحال؟ معناها بداهة وجود النموذج الفكري الغربي، وبداهة وجود النموذج الفكري التراثي، وبداهة المواجهة الحاصلة بينهما. والدكتور عبد الله ابراهيم، في هذا الكتاب، يقدِّم كل ما يلزم كي ينترع هذين الوهمين الشائعين من اذهان المفكرين والباحثين العرب وعقولهم.

- كتابا «علم الاجتماع- السوسيولوجيا» الصادران عن المركز الثقافي العربي، بيروت. الكتاب الاول صدر عام 2001، والكتاب الثاني صدر عام 2003. ويمثل هذان الكتابان نموذجاً تطبيقياً على فكرة الاستحالة المقدمة في كتاب «العلاقة مع الغرب»، ويظهر فيهما بوضوح كيف يمارس علماء الاجتماع العرب استحالة تعرفهم الى علم الاجتماع.

 

- كتاب «الاتجاهات والمدارس في علم الاجتماع- دراسة في فلسفة العلم (الابستمولوجيا)»، الصادر عن المركز الثقافي العربي، بيروت، عام 2005. وفي هذا الكتاب، يمارس الدكتور عبد الله ابراهيم وعي التمييز بين موقعين معرفيين: موقع من يتعرف الى العلم من داخله، وهو موقع العالم او الباحث او الطالب في بلدان الغرب، وموقع من يتعرف الى العلم من خارجه، وهو موقع العالم او الباحث او الطالب في بلداننا. ويعني ذلك، ان فلسفة العلم، الابستمولوجيا، الحاضرة في الكتاب، تختلف عن تلك الحاضرة في بلدان الغرب، فما نجده في هذه البلدان هو اشكال ممارسة العلم، واشكال استخدامه، في حين يسعى الدكتور عبد الله ابراهيم الى فلسفة علم، وابستمولوجيا، تصدر عن موقع بلداننا المعرفي، وتُقَدَّم فيها معاني علم الاجتماع العامة والعالمية خارج اشكال ممارستها، وخارج اشكال استخدامها.

- كتاب «البحث العلمي في العلوم الاجتماعية»، الصادر عن المركز الثقافي العربي، بيروت، عام 2008. ويمثل هذا الكتاب نموذجاً تطبيقياً على الفكرة المقدّمة في كتاب «الاتجاهات والمدارس في علم الاجتماع»، وهي الفكرة التالية: لا تقدم كتب العلم المنتقلة الينا من بلدان الغرب المعنى في البحث العلمي، وإنما تقدِّم الاشكال المختلفة والمتنوعة لممارسة هذا المعنى، والاشكال المختلفة والمتنوعة لاستخدام هذا المعنى استخداماً وظيفوياً. والمشكلة ليست في بلدان العلم في الغرب، فهي بلدان العلم، ولا يسعها سوى تقديم اشكال ممارسة المعاني العلمية واشكال استخدامها. انما المشكلة عندنا، في بلداننا، فعلينا التعرف الى المعاني العلمية خارج اشكال ممارستها، وخارج اشكال استخدامها، كي يكون ممكناً لنا التعرّف الى اشكال ممارستها، واشكال استخدامها.

 

وبالإضافة الى الكتب السابقة، للدكتور عبد الله ابراهيم العديد من الابحاث المنشورة. وفيما يلي البعض من عناوينها:

- ثنائيات الفكر الاسلامي ومفهوم الدولة

- الثنائية المجتمعية وواقع البحث الميداني في علم الاجتماع

- الفكر القومي والتحليل المؤسسي

- الليبرالية ومفهوم التنمية البشرية المستدامة

- الاستخدام الصناعي وقنوات توزيعه

- اسواق العمل في البلدان العربية

- الجامعة والبحث العلمي في البلدان العربية

- تقويم الممارسة وممارسة التقويم

- تذكير المعرفة وتأنيثها

- قضية الحرب والتهجير في لبنان من منظار مختلف

- الاصلاح دينامية وليس صورة يرسمها مهندس...


 

د. محمَّدحسين الرفاعي، المستشار الأكاديمي لمركز دراسات فلسفة الدين- بغداد/بيروت.

 

في المثقف اليوم