الرئيسية

في مقالة الكاتب علوان حسين مغالطات كثيرة لانه يوازي بين قيمة ما يتقنه المرء وما يلبسه يقول الكاتب كيف تعبر الشاعرة عن مكنونات نفسها وتخفي شعرها أو جزء من جسمها وهل عليها اذ تعبر عن هذه المكنونات حسب قولك أن تكشف اجزاءا من جسمها لتبرهن انها متحررة

لو طبقنا مقولتك ايها السيد لعدت أي متهتكة هي في غاية التحرر وعفو لا اقصد هنا من لا ترتدي الحجاب ابدا فهذا شيء شخصي يعود على الكاتبة ذاتها ومن جهة اخرى ليست جميع المحجبات متخلفات وحتى الخلط بين القناع الذي لا يبرز من المراة سوى عينيها والحجاب التي تضعه المراة على رأسها ايضا فيه مغالطة واضحة ونحن في العراق لا تشيع عندنا ظاهرة القناع التي تنتشر في السعودية واليمن ومناطق أخرى من الوطن العربي

قد يكون الحجاب مسألة شخصية لا تؤثر في طريقة التفكير ولو حكمنا على الناس من خلال ما يرتدون لعدت مناطق كثيرة من العالم في غاية التخلف نظرا  للباس الشعبي

وهنا أتذكر موقفا طريفا تعرض له الشيخ احمد الوائلي رحمه الله فقد كان الشيخ مسافرا الى بلد اجنبي وقد لاحظ انهم ينظرون بعدم أحترام الى الجبة والعمامة التي يرتديهما فما كان من الشيخ الوائلي الا أن شارك في الحديث وبلغتم الاجنبية ذاتها اننا بشر مثلهم  وليس من الحضارة في شيء الحكم على الشخص من خلال ما يرتديه وقد تعجبوا من منطق الشيخ الوائلي الذي يستعين بالفلسفة في توضيح اّّراءه فاعتذروا من هذا العالم الكبير الذي وضح لهم حقائق كثيرة كانت خافية عليهم

ما اريد قوله ان الحجاب ليس اّفة كما يتصوره البعض هذا البعض الذي يحكم على من ترتدي الحجاب لا يمكن الا أن تكون متخلفة أو جاهلة وهو منطق قد لا يكون صحيحا وقد مررت ذات يوم بموقف مشابه فقد سالني احد الادباء وانا اشارك في مهرجان خارج العراق وبعد أن استمع الى قصيدتي سالني كيف تكتبين قصيدة النثر وانت ترتدين الحجاب طبعا لم استطع ان اقنعه أن هذا يخصني وحدي وانه لا يحول دون أن نتعلم ونطوّر أمكانياتنا

اما عن قولك ان الشاعرة سهام جبار ترتدي الحجاب رغم وجودها في بلد أجنبي فهذا دلالة على احترامها لذاتها وعدم اتخاذها الحجاب موضة وحسب الجو الذي توجد فيه

القصيدة ايها الكاتب مكان تحل فيه جميع المتناقضات ولو بين المرء ونفسه على الاقل والشعر عطاء انساني لا علاقة له بالمظهر الخارجي نستطيع أن نجدد ونبتكر ونصنع لغتنا وندفع بالقصيدة نحو اّفاق أرحب دون قيود ولا حواجز

 للاطلاع على مقال الشاعر علوان حسين

الشاعرة والحجاب / علوان حسين