أقلام ثقافية

القيم التي فارقتنا

akeel alabodجلس الشاعر مع قصيدته، راح يحكي لكلماتها بعض أحزانه، كتب المقطع الثالث عن بيته الذي فارقه منذ زمان.

هنالك عند نقطة ما، حاول ان يستلقي بعيدا عن الكتابة، اقترب الى أحزانه، ثمة شيء يطوف حوله، ابهام يحتاج الى تفسير.

المعادلة لها علاقة بسؤال محتواه يقول: لماذا تغير الناس، الأصدقاء، العلاقات الطيبة، تلك التي كانت تسودها المحبة، الوفاء، الكرم، التضحية، الشجاعة، النخوة، قيم كثيرة كانت لكل واحدة منها موضوعة ما.

الحب آنذاك، كان يشبه تلك القصص التي نسمعها اونقرا عنها في الأساطير.

قصص العشق كانت على شاكلة جميل وبثينة، الكرم كان على شاكلة ما بقي في مشاعرنا عن حاتم الطائي، الوفاء كان على شاكلة كلكامش وانكيدو، الشجاعة كانت على نمط ابطال هوميروس، النخوة كانت على شاكلة علاقات المجتمعات الريفية ومضايف ايام زمان.

اليوم حيث لم يعد للعلاقات حتى بين الاخوة والاصدقاء اهمية تذكر، قياسا الى علاقات ايام زمان، السؤال منذا الذي غير هذا العالم؛ الحروب، التكنولوجيا، الاختلاط الثقافي، آفات السياسة، الاقتصاد، تلوث البيئة، ام ان هنالك أسبابا اخرى آلت الى تراجع القيم النبيلة؟

هنالك عند أطراف الحزن، كتب صاحبي قصيدة جديدة، بعد ان مزق قصائده القديمة.

حينئذ باعتباري حاضرا، قرأت المقطع الأخير منها، والذي يقول: عليك ان تصنع بيوتا من جذوع النخل، وان تهدم جميع القصور، وان تصادر جميع ثروات الاباطرة، وتخصص جميع المصانع لخدمة الارض والخصب والزرع.

نعم لقد تلوثت الحياة بدخان الموت، هذا الذي راحت آلياته تنتج ديناميت الحروب والموت والسلاح، بعدما تم اقتطاع واحات الارض، تلك التي كانت مخصصة لإنتاج القمح والنخيل وقيم المحبة.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم