أقلام ثقافية

نوروز أقدم الأعياد في الحضارة العراقية القديمة

zaheed albayatiبحثت عن اعياد نوروز كثيرا ولم اعثر على دراسة موضوعية وتاريخية رصينة و شاملة افضل من بحث الصديق الروائي والباحث د. نصرت مردان التي سبق وان كتبها بلغة انسانية رائعة .. لذا احببت ان انشرها بمناسبة اعياد نوروز 2016 مع المودة..وكل نوروز وانتم بخير ..

 

أقبل نوروز

وانتهت الأحزان

أنظر يا أبي من النافذة

نوروز يبذر الحب

نوروز يملأ الأرض محبة

 

(اغنية تركمانية قديمة)

 

شعوب تفرقها اللغات والأعراق ويوحدها الاحتفال بالعيد العراقي القديم (نوروز)

 

ليس هناك من مناسبة تجمع شعوبا ذات مشارب وثقافات مختلفة حول معاني إنسانية قائمة على المحبة والتآخي والخير مثل الاحتفال بعيد نوروز الذي يعتبر عيدا مشتركا لشعوب عديدة تختلف في اللغة والعرق والمذهب في دول آسيا وأفريقيا ودول البلقان في عالمنا اليوم. حيث تتحدهذه الشعوب في الاحتفال بهذه المناسبة باعتبارها عيدا للربيع والخصب أو بداية لعام جديد حسب تقاويمها التاريخية.

 

نوروز عند العراقيين

ظل العراقيون يحتفلون بعيد الربيع (نوروز)في سومر وبابل وفي نينوى لقرون طويلة حتى سقوط بابل على يد الفرس (٥۳٩ ق. م) وقد اقتبس الفرس هذا العيد مع ما اقتبسوه من ميراث الحضارة العراقية العريقة من كتابة ولغة وعلوم وفنون ومعتقدات دينية. ومن ضمنها العيد العراقي الذي أطلقوا عليه في لغتهم اسم (نوروز) والذي بدأوا يحتفلون به حسب السنة البابلية الذي كان يبدأ في ۲۱ آذار (مارس). سماه السومريون (زكموك) والبابليون والآشوريون (أكيتو) أي عيد رأس السنة. في هذا اليوم كان الكاهن الأعظم يصلي للآلهة مردوخ ويقوم الكهنة الآخرين بالطقوس الدينية الأخرى لأيام متتالية. وفي اليوم الأخير تتم تلاوة أسطورة الخليقة وتقدم الصلوات والقرابين في اليوم الخامس. كما كان الملك يقدم تقريرا عن إنجازاته في السنة المنصرمة، ويطلب من الإله مردوخ المغفرة لذنوبه وآثامه. وفي المساء يذبح ثور أبيض. وفي اليوم السادس تنظم مسيرة ضخمة في شارع الموكب حيث يتم إحراق دمى ملونة بعد الانتهاء من المراسيم الرسمية. وفي اليوم العاشر يتم الاعتراف بشرعية حكم الملك من قبل الإله مردوخ. كانت المواكب التي تحمل تماثيل الآلهة تعود إلى بابل عبر الطرق البرية ولهذا أمر الملك نبوخذنصر ببناء شارع الموكب الذي كان يمتد من دار العيد إلى باب عشتار. وقد انتقلت تقاليد الاحتفال بهذا العيد إلى سوريا مع انتقال الميراث السومري إلى الساميين ومنها على سبيل المثال لا الحصر عبادة (تموز) أو أدونيس مع عشتار. ولا يقتصر تأثير هذا العيد عند هذا الحد بل يظهر أيضا بشكل واضح في الاحتفال بعيد الفصح المسيحي الذي يعتبره المسيحيون عيد القيامة، أي عودة السيد المسيح إلى الحياة بعد صلبه تماما مثل احتفال العراقيين بقيامة (تموز) وعودته إلى الحياة لتعود معه الربيع والخصب. واعتبر العباسيون عيد الربيع عيدا رسميا محرفين اسمه الفارسي (نوروز) إلى (نيروز). وأصبح الاحتفال بهذا العيد أمرا شائعا.

أما في العراق فإلى جانب الاخوة الأكراد الذين يحتفلون بعيد نوروز باعتباره ذكرى انتصار (كاوه) الحداد على الملك الطاغية (الضحاك)، يحتفل سكان كركوك والقرى التركمانية بهذه المناسبة، حيث يجتمعون في ليلة ۲۱ نوروز في الأزقة والحارات، ويبدأ الأطفال بالغناء وهم يحملون المشاعل في الطرقات وفي سطوح منازلهم. وفي المساء يتم كسر الجرار القديمة، ويسمى العامة هذه الاحتفالات باحتفالات (هلانا) وهو في الأصل احتفال خاص بـ (مسيحيي القلعة) التركمان الذين يحتفون به بذكرى إرسال (هيلانه) أم الملك قسطنطين جموعا من المسيحيين من استانبول إلى فلسطين للبحث عن الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح، وبغية إضاءة الطريق طلبت إشعال المشاعل عبر التلال والجبال والطرق والمنافذ المؤدية من استانبول إلى فلسطين. ومع الزمن ونتيجة لمشاركة المسلمين التركمان جيرانهم من أبناء جلدتهم المسيحين في هذه الطقوس الاحتفالية، أصبح الاحتفال في نوروز بهذه المناسبة تقليدا عاما يحتفل به سكان كركوك من التركمان في أحياء مختلفة. ويذكر كريم الكعبي في كتابه " التراث الشعبي في ميسان "، أن أرياف محافظة ميسان تحتفل أيضا بهذه المناسبة في ۲۱ آذار، حيث يقومون بشراء الخس والشموع على عدد أفراد الأسرة ثم يضعون الرز واللبن والسمسم والسكر والحناء في (صينية) كبيرة ويطلقون على هذه المواد (جوه السلة) وبعد فترة من الهدوء والصمت يبدأؤن بتناول ما في الصينية. وفي اليوم الثاني يخرجون للتنزه في البساتين عصرا ومعهم الأطعمة ثم يعودون بعد الاحتفال إلى بيوتهم.

 

نوروز عند الإيرانيين

نوروز يعني بالفارسية (اليوم الجديد) وهو حسب الميثولوجيا الفارسية، يوم دخول الشمس برج الجدي في ۲۱ مارس (آذار). لقد اعتاد الزرادشتيون في إيران الاحتفال بالعام الجديد في شهر (فروردي الفارسي الذي يقابل شهر آذار). بعد أخر أربعاء من العام القديم (جرشمبة سوري) حسب التقويم القديم المستعمل من قبل الأخمينيين الفرس (٥٥٨ ق. م) حيث كان العام الجديد عندهم يبدأ يوم دخول الشمس برج الجدي. وقد انتقل هذا التقليد فيما بعد منهم إلى الساسانيين (۲۲٥ ـ ٦۳۲) حيث كان يتم ذلك ضمن طقوس احتفالية تشعل فيها النيران، وكان العامة يترشرشون بالماء. وذلك ليومين حيث كان اليوم الأول يسمى (نوروزي عامه) واليوم الثاني يسمى (نوروزي خاصة). وكان قدماء الملوك الإيرانيين يلبون كافة طلبات رعاياهم في هذا اليوم. وثمة روايات ايرانية تروى بهذه المناسبة فيوم نوروز هو يوم وصول الملك جمشيد التي تروى عنه الأساطير إلى أذربيجان التي اعجب بموقعها فنصب عرشه هناك، وأشرقت الشمس في ذلك اليوم تماما فوق العرش لتزيده مهابة. وتذكر رواية أخرى أن الملك جمشيد أطلق سهما عند القنص على أرنب بري بهدف اصطياده لكن سقوط السهم على الأحراش والأعشاب أدى إلى اشتعال الحرائق، وكان هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الفرس النار فخروا أمامها ساجدين ليتقوا شرها. لكن هذه الروايات اصطبغت بالصبغة الإسلامية بعد انتقال عادة الاحتفال بعيد نوروز من الفرس إلى العرب بعد أن تم تحريف تسميته إلى (نيروز)، وذلك بعد سقوط الدولة الساسانية على أيديهم، حيث اكتسب عيد (نوروز) مع الزمن تفسيرات جديدة منها:

۱ـ أن الله خلق الكون في نوروز أي عند تساوي الليل مع النهار.

۲ـ أن الله خلق آدم في يوم نوروز.

۳ ـ بعد غواية إبليس لأدم وحواء تم نفي آدم إلى جزيرة سرنديب وحواء إلى جدة حتى تم اللقاء بينهما بعد أن غفر الله لهما في جبل عرفات يوم نوروز.

٤ ـ وطأ النبي نوح اليابسة في وادي اغدير الواقع في جبال (آغري) يوم نوروز.

٥ ـ عثر على النبي يوسف في الجب يوم نوروز.

٦ ـ شق النبي موسى البحر بعصاه وأنقذ المؤمنين به يوم نوروز.

٧ ـ خرج النبي يونس من جوف الحوت يوم نوروز.

٨ ـ حينما خلق الله الإنسان، كانت جميع النجوم في برج الحمل وفي نوروز وضعها جميعا في أفلاكها.

نوروز في الدول الناطقة بالتركية

مثل جميع شعوب الأرض فان للأتراك أساطير عدة حول يوم نوروز لعل أشهرها ملحمة (اركينكون) التي تقول:

" اتحد جميع الأقوام بأمرائهم وخاناتهم ضد عشيرة (كوك تورك) التي لم يبق ثمة مكان لم تصل إليها سهامهم. دارت رحى الحرب لعشرة أيام متواصلة، وحينما أعيت أعداءهم الحيلة لجأوا إلى الخديعة. تظاهروا بالهزيمة، تاركين مواشيهم في العراء. انطلت الحيلة على كوك تورك الذين أخذوا يطاردون الأعداء الذين سرعان ما عادوا إلى الهجوم فدخلوا الخيام وسبوا النساء وقتلوا الأطفال وألحقوا البقية بالعبيد.

كان للأمير كوك تورك ايلخان عددا كبيرا من الأولاد قتلوا جميعا ماعدا نجله الأصغر (كايان) ومن حسن الطالع أنه كان قد تزوج قبل عام. كما كان لأخيه ولدا يدعى (توكوز) وكان هو الآخر متزوجا ورغم أسرهما إلا أنهما سرعان ما أفلحا في الفرار، وقد وجدا عند العودة إلى الوطن عددا كبيرا من الخيول والمواشي هناك. واتفقا على ضرورة الاختفاء عن الأنظار مادام لم يبق لهما إلا الأعداء. اختارا كهفا في جبل معزول لا يصل إليه أحد، وفير بالأشجار والفواكه أطلقوا عليه اسم (اركينكون) واستقروا فيه مع الخيول والمواشي.

في الشتاء تناولوا اللحم وفي الصيف الحليب. أزداد عدهم هناك وضاق بهم المكان هناك مع الزمن، ورزق كل منهم بأولاد كثار ومواش أكثر. وبعد أربعمائة عام بالتمام والكمال قالوا، لقد سمعنا من الأجداد أن ثمة أراض فسيحة خارج (أركينكون) وكان وطننا هناك فلنحاول العثور على طريق العودة خفية في الجبال. لنصادق كل من يصادقنا ونعادي كل من يعادينا، ونحارب من يحاربنا. . قال أحدهم وكان حاذقا في الحدادة: هنا معدن من حديد لو أفلحنا في صهره لظهر أمامنا الطريق إلى الخارج. وافقوا على العرض فوضعوا اعتبارا من فسحة الجبل وحتى قمته طبقات من الفحم وأخرى من الحطب ثم أشعلوا النيران. وبقدرة الخالق احترقت النار وانصهر جبل الحديد وظهر أمامهم في التو والساعة طريق يسع لمرور ناقة، فانطلقوا عبره إلى الخارج. منذ ذلك اليوم أصبح من عادة (كوك تورك) اعتبار ذلك اليوم عيدا قوميا حيث يقوم الخاقان بطرق الحديد الساخن على السندان تذكيرا بذلك اليوم وحمدا للخالق. وهكذا انطلق (كوك تورك) من جديد وثأروا لهزيمتهم بعد أربعمائة عام. ولا تزال المصادر الصينية تطلق اسم (أركينكون) على الكهف الذي لجأ إليه أجداد الترك. ويحتفل الصينيون بقدوم الربيع وهم يحملون محاريثهم. أما طرق الحديد في هذه المناسبة فتقليد تركي مغرق في القدم حتى أنه يعتبر إيذانا بالبدء باحتفالات نوروز في الجمهوريات الناطقة بالتركية، يقوم به رؤساء تلك الدول بعد استقلالها عقب سقوط الاتحاد السوفيتي.

في التقاويم التركية القديمة يقابل برج السرطان ۲۱ حزيران ـ ۲٠ تموز وعند إضافة ٩ أشهر و۱٠ أيام يصادف تماما شهر مارت (آذار)، ويعتبر ۲۱ آذار هو عيد رأس السنة الجديدة ويسمونه (ينكي كون ـ اليوم الجديد) كما يؤكد ذلك ك. ك. يودهاين في كتابه (المعجم القرغيزي). وهو يوم ميلاد آدم حسب أسطورة أخرى. ويذكر تشو تشاي، أن الأتراك القدماء كانوا يحددون السنوات على ضوء اخضرار الأشجار وقدوم الربيع الذي كان يعني بداية سنة جديدة بالنسبة لهم. كما أن (قوتادوغو بيليك)، وهو أول مثنوي تركي كتب في كشغر عام ۱٠٦٩، يعتبر ۲۱ آذارـ ۲٠ نيسان بداية للربيع، وعيدا قوميا للطوائف التركية.

وتذكر الرحالة اليزابيث أ. باكون في أول رحلة لها إلى سهوب روسيا الجنوبية خلال ۱٩۳۳ ـ ۱٩۳٤ أن سكان قازاغستان كانوا يحتفلون بعيدين خلال العام الواحد أولهما عيد نوروز بمناسبة بدء السنة الجديدة وعيد (القمز ـ وهو اسم مشروب شعبي يعد من حليب الفرس). وذكرت أن السكان كانوا يغادرون خيامهم إلى السهول والمراعي حيث يرتدون أجمل ملابسهم ويعدون أفضل أنواع المأكولات، ويقومون بتحطيم الجرار والأواني الفخارية كجزء من الاحتفال، ويشعلون النار يطوفون حولها أو يقفزون من فوقها. ويطلق القرغيز اسم (نوروز) على أول أيام السنة الجديدة حيث يعدون طعاما بالمناسبة يسمى (نوروز كوجو) من دقيق الذرة والبرغل، وتستمر الاحتفالات لمدة اسبوع.

أما في سمرقند وبخارى وأنديجان في أوزبكستان فيتم الاحتفال أيضا في ۲۱ آذار (مارس) حيث تعلن العطلة الرسمية لمدة اسبوع أيضا. ينطلق فيها السكان إلى السهول القريبة من الينابيع، وتمتليء مكان الاحتفالات بالعازفين والراقصين، وفي اليوم الأول يبدأ التهاني بين الحاضرين، ويقدم طعام العيد (آش) للضيوف وهو غالبا ما يكون وجبة من الرز (بيلاو) إلى جانب الشاي والفواكه، وتحتم التقاليد على الضيوف تناول شيئا من الطعام المقدم لهم حتى لو كانوا شبعى. ويتم في هذه المناسبة تنظيم سباقات الخيل والمصارعة. وفي مدينة (قازان) يصنع بالمناسبة كعكعة نوروز وحساء خاصا يسمى بـ (نوروز شوربه سي).

كما يحتفل أتراك القرم بعيد نوروز في ۲۱ آذار كعيد للربيع تتساوى فيه ساعات الليل مع ساعات النهار. ويقوم الأطفال بزيارة البيوت وهم محملين بباقات النرجس يوزعونها على البيوت مقابل الحصول على الحلوى والبيض الملون وبعض الهدايا وتعد بمناسبة أكلة خاصة تسمى (نوروز آشي ـ طعام نوروز)، وفي المساء يقفز الشباب والفتيات بصورة زوجية من فوق أكوام التبن التي يضرمون فيها النيران. وفي تركستان الشرقية بالصين فان للأويغوريين تقليدا خاصا في الاحتفال بعيد نوروز يختلف عن بقية الأقوام التركية، حيث يبدأ الاحتفال بتلاوة من القرآن الكريم يتبعه قراءة لملحمة (أركينكون):

أركينكون أركينكون

زالت الجدران

وشاخ الرجال

ولا يزال طريقنا مجهولا

هل ثمة مسافة طويلة للبحر؟

أينعت الأزهار

وحل الصيف

اليوم يوم عيد

يوم العودة إلى أركينكون.

 

 

لقد عمل السوفييت جاهدين على طمس معالم الاحتفال بعيد نوروز الذي كانت الجمهوريات الناطقة بالتركية (تركمانستان، اوزبكستان، قرغزستان، أذربيجان، قازاغستان) تعتبره جزءا لا يتجزأ من هويتها القومية.

وتؤكد اليزابيث أ. بكون، أن التركستانيين رفضوا رغم الضغوط والتنكيل الانسلاخ من واقعهم القومي. ومن جانب آخر تؤكد هيلين غاريه دي انغوسيه أن المسؤولين السوفييت سمحوا باحتفالات نوروز بعد إضفاء طابع سياسي عليه وتسميته بـ (عيد الربيع والفلاحين).

وحول المعتقدات الخاصة في آسيا الوسطى يذكر مير رحيموف رئيس قسم الإلحاد في أكاديمية الفلسفة بطاجيكستان أن الحزبيين أعدوا أغان بالمناسبة لتحريف معناها الحقيقي:

كيف أستطيع الجلوس بهناء

ورفاقي يعملون في الكولخوز

يعبدون الطرق

ويبذرون البذور

في الحقول يوم نوروز؟

توروز في المجتمعات الشيعية والعلوية والبكتاشية التركية

وفي المجتمعات الشيعية والعلوية والبكتاشية التركية يحتل نوروز مكانة مقدسة عند هذه المجتمعات. حيث يعتبر البكتاشيون (فرع من فروع الشيعة التركية) نوروز يوم ميلاد الإمام علي (رض) كما أنه بالنسبة لهم أيضا يوم زواجه من فاطمة الزهراء (رض). أما الشيعة فيعتبرونه اليوم الذي أعلن فيه الرسول (ص) الإمام علي خليفة له. أما التركمان في مدينة آرضروم فيعتبرونه يوم بعث الموتى وانطلاقهم للمرح كدليل على انتمائنا الى الهوية العراقية، واحياءا لذكرى أول عيد احتفل به العراقيون منذ آلاف السنين. في الحياة.

وبالنسبة لبكتاشي البلقان فهو يوم معجزة حاج بكتاش ولي (مؤسس الطريقة البكتاشية) بإرسال نبع (صو دولو) إلى ألبانيا لينبعث من جبالها. وفي أذربيجان تستمر احتفالات نوروز لثلاثة أيام ۲۱ ـ ۲۳ يسبقها احتفالات مسبقة قبل اسبوع تسمى (آخر جرشمبة ـ الأربعاء الأخير) حيث يودع الأربعاء الأخير الذي يسبق نوروز الذي يعتبر أول يوم من السنة الجديدة باحتفالات خاصة. وفي يوم نوروز يشارك الجميع في الاحتفال حتى الذين يبتلون بوفاة أحد أقاربهم حيث تقتضي التقاليد أن ينطلقوا بعد تقبل العزاء إلى الحقول أو الى ضفاف نهر (آراز) للمشاركة في الاحتفالات.

ما أحرانا كعراقيين أن نحتفل جميعا بهذا العيد العراقي القديم الذي اقتبسته منا فيما بعد الشعوب الأخرى، كدليل على انتمائنا الى الهوية العراقية، واحياءا لذكرى أول عيد احتفل به العراقيون منذ آلاف السنين.

الباحث: د. نصرت مردان

المصدر: موسوعة تركمان العراق

 

في المثقف اليوم