أقلام ثقافية

خليل عوين فرحان: بين التقليد الحضاري ووسيلة لجذب السياح الثور في اسبانيا يقتل بأبشع الطرق

بالرغم من المناشدات العديدة من قبل المنظمات المناهضة للممارسات الوحشية ضد الحيوان وصيحات شريحة كبيرة من الشعب الاسباني الواعي لا زالت الحكومة الاسبانية تلتزم الصمت حيال الممارسات الوحشية والبربرية تجاه الحيوانات والثيران على وجه الخصوص, والأدهى أنها تعد هذا الأمر جزءا من التراث الاسباني وتتخذ منه عاملا لاستقطاب السياح. وتعددت الممارسات التي تقتل فيها الثيران وسط متعة الجماهير ومنها:

ثور دلا فيغا: ربما يعد هذا المشهد التعذيبي للحيوان واحدا من أكبر المشاهد المعيبة في هذا البلد حيث يقام في مدينة بلد الوليد في ثاني كل ثلاثاء من شهر أيلول. تكمن هذه الممارسة في مطاردة احد الثيران من قبل مئات الرجال المدججين بالرماح على ظهور الخيل، حيث يقومون بطعن الثور حتى موته.

مصارعة الثيران: تعد مصارعة الثيران الحدث الأشهر عالميا. إلا أن هذا الحدث يراه البعض على انه تصرف عدواني من قبل البشر على حد قول فيليكس رودريغيز دي لا فونتي "الاحتفال الوطني بمصارعة الثيران هو أعلى تمجيد للعدوان البشري". حيث ينتهي هذا المشهد بانتصار المصارع على الثور في قتال غير عادل, في ميدان المصارعة, بين ثور اعزل ومصارع يغرز سيفه في جسد الثور بمعونة مساعديه.

1107-khail

الثور المقيد: على الرغم من أنه تقليد يقام في زامورا، والحقيقة انه يحدث أيضا في أجزاء أخرى من قشتالة وليون، لاريوخا ونافارا. هذه الممارسة تنطوي على ربط حبل حول قرون الثور وسحبه بقوة لإجباره على السير في شوارع المدينة. وخلال الحفل، يتزحلق الثور ويسقط على الأرض مرات عديدة،  يسبب له الألم ويشوشه وسط صيحات استهجان وصراخ وضرب الناس المجتمعين حوله حتى يأتي دور البطولي للفارس الذي يجهز على الكائن المنهك من شدة التعب والهلع.

الثور المجنون: في محافظة سوريا في مدينة ميديناسيلي يقام فيها هذا "الاحتفال". حيث توضع في رأس الثور أداة معدنية بقرنين معدنيين مثبتة عليهما كرتين نارية. حيث يؤدي هذا المشهد إلى هيجان الثور الذي يعاني حروق شديدة بسبب تساقط القطع المحترقة من القرنين.

ثور القديس خوان: إن آخر الأمور الوحشية التي تطال الثيران، هو ثور القديس خوان. حيث يقام هذا الاحتفال في مدينة كاسيريس بين 23 و 28 كانون الثاني. يطلق الثور بين جدران المدينة ويرمي بسهام صغير تستقر في جسده  وتبقى عالقة حتى ينتهي المشهد بإطلاق رصاصة الرحمة لتنهي حياة الثور.

وتستمر مأساة الثيران في بلد لا زال متمسكا بإرث حضاري يقوم على جماجم الثيران...

 

اعداد: خليل عوين فرحان

 

في المثقف اليوم