أقلام ثقافية

الدلال.. هل هو انحراف سلوكي ام اشباع رغبات!!

في حقيقة الامر ان كل شئ يزيد عن حده ينقلب الى ضده ،وهذه قاعدة غير قابلة للنقاش..

يداب الابوين على تدليل اطفالهم بشتى الطرق والوسائل المتاحة وغير المتاحة ،ايمانا منهم بان اشباع رغبة الطفل عند الطفولة ستاتي ا’كلها عندما يكبر فيقال (ان فلان ابن خير)!

فتراهم منشغلين بتوفير كل مايلزم من امور وحاجيات لارضاء هذا الطفل الذي سيتمادى بالطلبات مادام الامر بهذه السهولة..

لكن هل هذا هو الاسلوب الناجع لارضاء الطفل ووصوله  الى حد الاشباع  والقناعة! بالطبع لا،فان الافراط في تدليل الطفل سيؤدي الى عواقب وخيمة اولها الانانية،وان حصول الطفل على مايريد من حاجات في ذات الوقت الذي يريد بدون اي عناء، لايهمه ان كان الاهل قادرين على شراء هذه الحاجات ام لا! يمتلكون المال الكافي ام لا! يمتلكون الوقت الذي ربما يتعارض مع اعمالهم ام لا!

في حقيقة الامر ان هذا الطفل لاتهمه كل هذه التساؤلات لانه لم يفكر بها اصلا ولم يضعها في مخيلته احد وهذا ليس ذنبه بالتاكيد فمن يزرع يحصد..هذا الطفل سينشأ انسانا طماعا ،انانيا،لاتهمه مشاعر الاخرين حتى وان كان والديه،مايهمه فقط هو الحصول على مايريد ولن يكتفي بحاجة او اثنتين اوعشرة في الوقت الحاضر بل سيطلب المزيد وستتطور الطلبات من مجرد العاب باهضة الثمن الى اشياء اكبر واغلى،نوع جديد من الموبايل،كومبيوتر حديث جدا،سيارة حديثة وهولازال مراهقا ملابس من ماركات عالمية ..وهكذا تطورت حاجاته واصبح عبئا ثقيلا على اهله خصوصا اذا اضيف لذلك انه فشل في دراسته بسبب الدلال المفرط..

ان الاسلوب الصحيح في تدليل الطفل هو مكافاته في حال قيامه بعمل جيد لان المكافاة ستجعله يقوم  بسلسلة من الاعمال الجيدة على المدى البعيد وعلى الاهل افهام هذا الطفل بحالتهم المادية وانهم ان كانا قادرين على شراء حاجة ما فسيفعلون والا فانهم لايستطيعون ذلك الا حين ميسرة، وبهذا تتولد قناعة عند الطفل وعفوية ورضا تجاه اهله وشعور بالعرفان بانهم رغم حالتهم المتواضعة الا انهم اشتروا له شيئا يحبه سيكون لذلك بالغ الاثر في نفس الطفل وتتولد عنده رغبة بارجاع الجميل لاهله حين يكبر وهذا هو الاسلوب الناجع والسليم في تدليل الطفل لوصوله الى الكنز الحقيقي وهو القتاعة لان القناعة كنز لايفنى..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم