أقلام ثقافية

شمس الدين العوني: عن تجربة الفنانة التشكيلية سهير قضريب

الفن بما هو فسحة خيال وتأمل وتأويل حيث الكائن في سردية أحواله تجاه عناصر شتى وتفاصيل للقول بالفكرة النابعة من الزمن وتداعياته وتلوينات حكاياته حيث الراهن في تجليات تعاطيه وتفاعله وفق تعبيرية تتآلف عناصرها وتتنافر بما يمكن من اعادة القول أسلوبا ونهجا وتلوينا...

هكذا هي الكلمات والصور والسرديات في مخيلة الفنان حيث السؤال يتجه لكيفية التقبل في ضروب من التجدد وهضم الراهن باشتراطاته الجمالية والتقنية لما انطبع في الدواخل من سير وحكايات وسرديات ضمتها الرسوم والفنون والأعمال التي مرت عليها أزمنة ودهور ولم يمسسها غير حرص الفنان على النفاذ اليها محاولا ومحاورا لأجل التجدد تجاهها والافصاح عن اللحظة المبدعة التي لا تروم غير الولوج الى كنهها ومساءلتها وذلك بقلق الفن وتداعياته وجوهر فكرته...

في هكذا سياق نمضي مع تجربة فنانة تشكيلية وباحثة تخيرت هذا المنحى من مساءلة ما هو ميثولوجي فنيا وجماليا تقصدا لشواسع مخيلة وهواجس ذات فنية حالمة تغوص في السرديات الفنية الأسطورية وذلك بالعمل على ما هو عجائبي وفنطاستيكي لتكون الرحلة الفنية المتسلحة بحلمها نحو العوالم المفتوحة على الدهشة والسحر...

الفنانة التشكيلية الدكتورة سهير قضريب تمضي في نهجها هذا فنا وبحثا من خلال أنشطتها الفنية ومشاركاتها العلمية والأكاديمية وكذلك المعارض الفنية وهي المسكونة بالفن وتفاصيله منذ طفولة أولى حيث تقول عن هذا المجال الجمالي المعنية به "... إنّ مفهوم الذاكرة غالبا ما يشغلني كباحثة في الفنون التشكيلية وهو ما جعلني أخوض أكثر في "الميثولوجيا" كإشكالية أساسية في أعمالي. لعل مفهوم الذاكرة على علاقة مباشرة بمرحلة الطفولة التي تُعتبر مرحلة مهمة في حياة الإنسان حيث تتشكل مخيلته الابداعية. ويُعتبر عالم القصص والخرافات والاساطير العالم السحري الذي يقودني إلى الخروج من الواقع المحدود نحو الخيال اللامحدود والمنفتح على اللانهاية. لذلك سعيت من خلال تجربتي التشكيلية نسج قصص خرافية عجائبية في شكل تمثلات فنطازية تكونت من توليفات بصرية جمالية ملونة التفاصيل مشحونة برموز وعلامات انبثقت من تأثيرات الميثولوجيا وسحر الخرافة والخيال، امتزج فيه المرئي باللامرئي بتمازج الخط مع اللون والشكل ليخلق عالما مُشبعا ومُزدحما تولدت من خلاله أشكالا تراوحت بين الضبابية والوُضوح تنطلق بالمخيلة إلى التساؤل والتأويل...".

و الفنانة سهير متحصلة على  أطروحة دكتوراه تحت إشراف د. كمال كشو ضمن عنوان  "الميثولوجي في الصورة الفوتوغرافية: د راسة مقارنة" وقبل ذلك تمكنت من الحصول على درجة الماجستير في الفنون التشكيليةعن "العالم المخيالي للمرأة وتداعياته الهجينة في التصوير المعاصر" باشراف الفنان التشكيلي والأستاذ نور الدين الهاني...و اشتغلت بالتدريس لسنوات في التعليم العالي والتعليم الثانوي بصفاقس والقيروان وكانت لها معارض ومشاركات فنية تشكيلية منها معرض جماعي في مهرجان ثقافات الفراعنة  بقرقنة

و معرض جماعي في معرض الفنون السنوية بصفاقس ومعرض جماعي لأساتذة صفاقس في  معرض القصبة بصفاقس و معرض جماعي بقاعة المدينة  خليل علولو، صفاقس

و معرض جماعي بقاعة البلدية  صفاقس ومعرض جماعي مع Le Pont des Arts

صفاقس ومعرض جماعي في المركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس والمشاركة في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالشابة من ولاية المهدية وفي المعرض الجماعي والورشات للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس و معرض جماعي ومشاركة في مهرجان Olivier National، Kalàa Soghra، بسوسة الى جانب  نشر مقال في كتاب جماعي بعنوان " الميثولوجيا الذاتية من السرد إلى التشكيل " والحصول على دبلوم الرسوم المتحركة في الإذاعات تحت إشراف الجمعية  وهي  عضو مختبر البحث: Laboratoire de Langue  وذلك فضلا الى التمكن من اللغات ومهارات الكمبيوتر: Windows، Word، Excel، Power Point، Outlook،و التنقل عبر الإنترنت والرسم، الخط، التصوير الفوتوغرافي، النقش...

الفنانة والباحثة سهير قضريب تعمل في سياق من البحث والرسم والذهاب كثيرا في دروب التشكيل وفق شغف عايشها منذ طفولتها وصولا الى الآن حيث الفن بأسئلته الكبرى ومنها جمال التعاطي تجاه الذاكرة وأساطيرها وحكاياتها العجيبة المألوفة والنادرة ...

و" لعل مفهوم الذاكرة على علاقة مباشرة بمرحلة الطفولة التي تُعتبر مرحلة مهمة في حياة الإنسان حيث تتشكل مخيلته الابداعية. ويُعتبر عالم القصص والخرافات والاساطير العالم السحري الذي يقودني إلى الخروج من الواقع المحدود نحو الخيال اللامحدود والمنفتح على اللانهاية..." كما ثقول وهي الموغلة في اللعبة الفنية حبا وغراما وسفرا مفتوحا على.. ذاته وعلى الآخرين.. وعلى العالم.

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم