أقلام حرة

"كورونا ووهان".. علامات الاستفهام والتعجب تملأ المشهد!!

عبد السلام فاروقالوباء ينتشر.. والهلع يزداد.. والتساؤلات تتناثر بلا أجوبة شافية.

ما حقيقة الوباء؟ كيف بدأ وانتشر بهذه السرعة رغم التقدم والتطور والأبحاث والتقنيات الهائلة؟ هل هو وباء تلقائى انتشر بصورة طبيعية أم فى إطار مشروع حرب بيولوجية؟ إلى أين يتجه، وإلى متى يظل؟ ما حقيقة اكتشاف علاج ناجع له؟ وكيف تواجهه أمريكا؟ هل لديها مصل أو علاج فى معاملها لا تشاركه العالم؟ كيف تأثرت اقتصاديات الدول بهذا الوباء؟

كلها تساؤلات تثار، وغيرها.. ولا جواب حاسم، فقط مئات الأخبار!

دعونا إذن نتساءل كما تساءلوا، لعلنا نصل إلى إدراك أبعاد اللغز القائم..

ما حقيقة فيروس كورونا؟

وباء كوفيد-19 أو كورونا المستجد أو كورونا ووهان.. هو أحدث نسخة تطورت أو تحوَّرت من فيروس (SARS-Cov2)، إذ أثبت العزل الجينى تطابقه بنسبة 80% مع تسلسل سارس، وأكثر من 85% مع تسلسل كورونا الخفافيش . فيما وجد جزئ غريب ثبت لاحقاً أنه ينتمى جينياً لحيوان "آكِل النمل المدرع" ! كلها حقائق لا تثبت أو تنفى شيئاً غير وصف جينوم الوباء، وأنه كان مستخلصاً من الخفافيش، وأن العائل الوسيط له هو آكل النمل الحرشفى.

قيل أنه انتشر فى بدايته (أوائل يناير الماضى) بين نحو 41 مريضاً فى سوق المأكولات البحرية  بمدينة ووهان،سابع أكبر مدينة من حيث تعداد السكان(11 مليون نسمة)..أغلبهم من كبار السن، وبعضهم كان يعانى من أمراض مزمنة .

تراوحت أعراض المرض لديهم بين (الحمى، السعال، الإنهاك، الصداع، ضيق التنفس، نفث الدم، والإسهال) . وخلال شهرين فقط تفاقم الوضع، وتعدى الوباء حدود ووهان وحدود الصين، وما زالت رقعته تتسع.

أرقام تثير القلق

أكثر البلدان تأثراً بالوباء بعد الصين : (إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية)، وقد سجلت أمريكا وبعض الدول الأوروبية حالات وفاة كذلك.. فماذا تقول الأرقام؟

فى الصين وحدها وصل عدد الإصابات إلى أكثر من 80 ألف حالة، و3 آلاف حالة وفاة، فيما شُفى نحو 55 ألف مصاب . ما يعنى أن نسبة الوفاة تبلغ نحو 4% من الحالات المصابة . فى إيران نحو 6 آلاف مصاب، و150 متوفى. وفى إيطاليا حوالى 4600 مصاب ومائتا متوفى. وفى كوريا الجنوبية 7 آلاف مصاب ونحو خمسين متوفى.. وقد تفاوت عدد الإصابات والوفيات فى باقى بلدان العالم : ففيما سجلت أمريكا نحو 340 مصاباً و17 وفاة، فى فرنسا وصل العدد إلى 716، و11 وفاة . واليوم تتحدث خريطة الوباء أن هناك إصابة واحدة على الأقل فى أغلب بلدان العالم! وأن إجمالى الإصابات العالمية وصل إلى (102,472)، والوفيات (3,491)، وحالات الاستشفاء (57,463) طبقاً لآخر التقارير العالمية.

الخوف لدى المراقبين ليس من الأرقام الحالية، بل من تضاعفها السريع، خاصةً فى البلدان الأقل جاهزية للتعامل مع مثل تلك الوبائيات . بينما على النقيض من هذا التخوف تؤكد مصادر أخرى أن منحنى الوباء يتجه لأسفل، وأن شمس الصيف القادم كفيلة بقتل الفيروس. فمن نصدق؟ وكيف نقرأ الأرقام والوقائع والأحداث؟!

أحداث تثير الدهشة..

نبأ الساعة أن فندقاً كان يُستخدم كحجر صحى للمصابين بفيروس كورونا انهار!

الفندق يقع فى مدينة كوانزو الساحلية جنوب شرق الصين تطل على مضيق تايوان، وقد تم إنقاذ 38 شخصاً من بين 70 كانوا فى الفندق .

والحادث طرح عدداً إضافياً من التساؤلات والمخاوف : أولاً: كيف ينهار مبنى تم إنشاؤه منذ عامين فقط؟ ثانياً: لماذا يتم احتجاز مصابي كورونا فى فنادق، هل لم تعد المستشفيات كافية لاستقبال كل الحالات؟ وهو ما يستدعى تساؤلاً آخر حول جدوى بناء مستشفى الأيام العشرة فى الصين، وأنه بُنى للدعاية الزائفة، وأن الأرقام التى تصرح بها الصين تخالف الحقيقة!

على الجانب الآخر تشى التصريحات الأمريكية بحالة غريبة من التشفى والارتياح. وهو ما بدا فى تصريحات ترامب ووزيره للتجارة الأميركى ويلبر روس القائلة بأن فيروس كورونا سوف يساعد فى توفير فرص عمل للمواطنين الأمريكيين بفضل إغلاق الشركات الكبري لفروعها فى الصين!! وهو تصريح فج ينم عن عدم اكتراثهم للكارثة، بل ويريدون اعتصار الفرصة لأقصى حد ممكن!

هكذا كانت شماتة الأمريكيين فى الصين التى خسرت مليارات الدولارات خلال شهرين فحسب. البورصة الصينية فى انهيار مستمر، والمتاجر والمصانع تنزف بضائعها، والطيران الدولى فى كل العالم قاطع الصين وألغى رحلاته إليها! فأى كارثة أسوأ على الصين من هذا الذى حدث؟ والسؤال : هل شماتة أمريكا فى الصين معناها أن لها يد فى صناعة هذا الوباء الفتاك؟

من الجانى.. أمريكا أم الصين؟

وزيرة الصحة الفنلندية صرحت بلا مواربة أو مجاملة أن أمريكا متورطة فى حرب بيولوجية ليس الآن فقط بل منذ وباء أنفلونزا الخنازير، وأنها أجبرت منظمة الصحة العالمية على تعميم اللقاح سابقاً ضد المرض، وأن الأمر برمته مشبوه وغريب.

وفى السياق ذاته لمَّحت الوزيرة لتصريحات هنرى كسينجر المتكررة حول ضرورة التخلص من ثلثى تعداد السكان العالمى بأى طريقة، كنوع من الانتخاب القسرى (بديلاً عن الانتخاب الطبيعى) بحيث تبقَى طبقة النخبة المشبعة بأريج الحضارة !

هناك شواهد قد تشير لتورط أمريكا فى نشر الوباء الأخير، وأن ذلك جاء فى سياق حربها التجارية المعلَنة ضد الصين، كخطوة تصعيدية بعد فشل سلسلة الخطوات السابقة : رفع الجمارك على الواردات الصينية، الضغط السياسي بمظاهرات هونج كونج وقضية مسلمى الإيغور، ثم تسليح تايوان، ونشر القواعد الأمريكية فى بحر الصين الجنوبى.. كلها خطوات لم تأتِ بالنتائج المرجوة، فهل كان الوباء هو الخطوة الباقية لاكتمال الخطة الأمريكية الجهنمية؟

هناك شواهد أخرى : منها الفيلم الأمريكي (كونتيجن)  2011الذى يقال أنه تنبأ بوباء الكورونا . والحق أنه قام بما هو أكثر وأغرب من مجرد التوقع . فالفيلم الذى أخرجه (ستيفن سوديربيرج) وألَّفه (سكوت بيرنز) ومثلته (كيت وينسليت) و(مات ديمون) وعدد من نجوم هوليود، يتحدث عن عدوى وبائية تحدث فى الصين بسبب خفاش وأن من أعراضه السعال والحمى وأنه انتشر بسرعة بسبب طريقة العدوى وهى التلامس ! فماذا بقى ليكتمل السيناريو ؟! الجق أن الملياردير (بيل جيتس) أسطورة التقنيات والمعلومات الأمريكى له تصريح مشابه لهذا الفيلم، وأن العالم سيتعرض لوباء سريع الانتشار، فهل كانت تصريحاته نبوءة دجال، أم معلومات عامة!

على الناحية الأخرى فإن أمريكا وصديقتها إسرائيل يشيران بأصابع الاتهام إلى الصين نفسها . ولهم فى ذلك أدلة وشواهد . أهمها : أن مدينة ووهان التى بدأ فيها الوباء من أهم القواعد الصينية لصناعة الأسلحة، وأن بها المختبر الوحيد المؤهل للكشف عن الوبائيات الكبري مثل سارس وكورونا، وأنه يقع بالقرب من السوق الذى بدأ فيه الوباء!

ثم أن الرئيس الصينى سارع بنفى أن يكون فى الأمر شبهة حرب بيولوجية، أليس هذا كافياً لنفى الشبهة عن أمريكا، خاصةً وأن الطبيعى أن يلتزم الرئيس الصينى الصمت فى ظل حرب اقتصادية أمريكية معلنة ضده، فلماذا سارع بنفى الاتهام عن أمريكا، إلا لأنه على ثقة أن الأمر داخلى، وهو ما يؤكد الشكوك من أن خطأ ما قد حدث أدى لتسرب الفيروس من أحد المعامل العسكرية الصينية! الأمر محير.

ولو أن الوباء حدث نتيجة خطأ عسكرى تجريبي، أو نتيجة مشروع حرب بيولوجية محتملة . فهل لهذا المشهد المأساوى نهاية قريبة؟

آفاق الاستشفاء

طبقاً لآخر التقارير العالمية أن أكثر حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا سببها ضعف المناعة لدى بعض المصابين، وهو ما يفسر أن أغلب الحالات التى أصيبت فى الصين قد شفيت وأن النسبة العالمية للوفيات جَرّاءَ الوباء أقل من 3%.

ذكرت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينج بوست) أن 80% من مرضى كورونا تلقوا علاجاً تقليدياً . وأن الطب الصينى الشعبي أسهم فى علاج هؤلاء المرضَى مع العلاجات الدوائية المعتادة ضد التهابات الجهاز التنفسي عموماً، بسبب عدم وجود علاج أو مصل تم اكتشافه ضد فيروس كورونا أو سارس بعد.

وبحسب الصحيفة أن العلاج الصينى الشعبي يشتمل على أوراق نبات (الفيدرا) وجذور نبات(العرقسوس). بينما شكك أطباء آخرون فى جدوى هذه العلاجات . وأن المرضَى الذين استشفوا بالعلاجات التقليدية كانوا سيتعافون سواءً تلقوا العلاج أم لا، على اعتبار أن أكثر حالات الاشتباه كانت خفيفة الأعراض أو من حاملى المرض دون أعراض فعلية .

وفيما تُهيب وزارة الصحة المصرية باتباع إجراءات الوقاية كالنظافة وغسيل الأيدى وارتداء الكمامات والابتعاد عن مصادر العدوى المحتملة، تأتى شركات الأدوية لتنتهز الفرصة لرفع أسعار الأدوية والكمامات ! هو ذات المنطق الأمريكي الاستغلالى الشامت .

 

عبد السلام فاروق

 

في المثقف اليوم