أقلام حرة

ابتسام يوسف الطاهر: انهم يقتلون البابا نويل

في كل عام وفي مثل هذا الوقت، موسم الاعياد او بالحقيقة موسم الشراء، مع ان حمى الشراء لم تترك اجساد ولا ادمغة البشر في عالمنا منذ ان صارت تلك المواسم هي للتجارة والشراء بشكل اعمى! في مثل هذا الوقت حيث البحث عن شمعة للفرح لغسل الروح من ادران القلق والحزن ، ينتابني شيء من البهجة ومشاعر كرسمسية ، انفعل مثل الاطفال لسماع ومشاهدة الالعاب النارية، اصور مشاهد استقبال السانتا من اضوية متلالئة والوان ولعب تزين الاشجار، التي تماثل تلك التي علق عليها من يسمونه بابا نويل او السانتا هداياه للاطفال والعوائل المحرومة. ربما هي احتفال بالحياة التي ستنبعث بعد فصل البرد وخير من يمثل الحياة والعطاء هو الشجرة.

اليوم لا اجد سوى الجفاف نشعره وقد ملا الغضب والحزن ارواحنا التي لاقوة ولاحول لها.. فبقيت شجرة الميلاد البلاستيكية مغلفة بصندوقها مع ملحقاتها من زينة العام الماضي وكراتها الملونة. كيف نحتفل ونشتري الهدايا واطفال فلسطين البلد التي انجبت المسيح ومنها انطلقت دعوته للسلام للمحبة، يقتلون يوميا وبدم بارد وامام مرأى العالم كله دون ان يرف للكائنات التي تتحكم بمصائر الشعوب جفنا ولا رمشا!2095 مسيرة

لاقاني السانتا في شارع اكسفورد مبتهجا بزيه الاحمر وشعره الابيض مشجعا الكل على الشراء. قلت له بغضب لم افلح باخفاءه: ماقيمة هداياك حين توزعها على اطفال لايحفلون بك، بينما الطفل الفلسطيني تبعث له نتن ياهو ليرسل لهم قنابله  تهد المنازل على رؤوسهم او تقتلهم وهم في طريقهم للهروب من جحيم الحقد الصهيوني-النازي!؟ كما فعل اجداده بالامس القريب حين ارسل لعبا اسقطها من الطائرات على القرى الفلسطينية ليتلقفها الطفل الفلسطيني المحروم فتنفجر بيده لتقتله واهله!

اي شجرة نزينها ونغني (جنكل بيل) دقي يا اجراس! وصراخ الاطفال يكتم كل الاجراس..ليس اطفال فلسطين وحدهم بل صراخ كل الشعوب وهي تطالب بوقف القتل ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة الذي فاقوا النازية بالهولوكوست على ارض فلسطين..الفرق بين هولوكوست النازية وهولوكوست الصهاينة، ان الاول لم نره باعيننا فزوروا وبالغوا الصهاينة ماشاء لهم الكذب..بينما الهولوكوست الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني فاق التصور ونحن نراه بام اعيننا ونسمع صراخ الضحايا باذاننا. والصراخ هو وسيلة جعلها الله في الانسان ليدافع عن نفسه ليطالب السامع ان ينجده . الشعوب سمعت النداء وتعالى صراخها  بينما الحكام  من عرب وغرب سدت اذانهم بروث الدولارات الامريكية وسوط اسيادهم الارهابيين من امريكان واسرائيليين واذيالهم.

فأين السانتا الفلسطيني مهد المسيح وكل الباباوات؟ لقد قتلوه هناك ولا احد يردعهم او يعترض عليهم! فالاولى بك ان تغير زيك الاحمر الى اسود وترفع صوتك عاليا لعله يكون الهدية التي ينتظرها الطفل الفلسطيني.

***

ابتسام يوسف الطاهر

لندن - شارع اكسفورد

2023

 

في المثقف اليوم