أقلام حرة

حمى الانتخابات المبكرة وتفكك الإسلاميين

انور الموسويلا زالت الكتل الكبيرة الاسلاموية تعاني مخاضات متعددة من أجل إعادة انتاج نفسَها بصورة مقبولة للشعب، بعد الفشل الذي مُنية به في مشروعها السياسي، خاضت الأحزاب الاسلاموية الراديكالية في العراق صراعات مختلفة بغية تحقيق ذاتها وتمكين نفسها. هي نجحت في تمكين نفسَها من خلال ما توفر لها من مال ودعم، لكنها لم تستطيع ولم تنجح في تحقيق ذاتها فمشروعها السياسي متخبط " غارق بالاوهام " غير واقعي ويحمل مخيال نحو تقبل الالم او صناعة الالم، لن ولم يحمل مشروعًا قادرًا في يوم ما على صناعة حياة ومستقبل.

بعد  كل هذه السنيين أصابها العوق وترهل بفترة قياسية جداً ! مما سبب مهازل كان من المفترض لم تحصِّل، لم تستطع على الاقل ان تحقق "هوية وطنية جامعة للشعب"اضافةً الى سياسة احادية الجانب دمرت كل تطلعات التقدم والعمران عكس باقي الدول "الشمولية منها والديمقراطية" ك(الامارات، البحرين، امريكا، بريطانيا ....) هَذَا الفشل جعلها الآن في حيرة مع برنامجها الركيك وجمهورها الذي فقد ثقته بها. فهي أليوم امام توجه شعبي رافض لوجودها وكذلك امام قوى وتيارات جديدة صاعدة تحظى بإشارات وترحيب وامل من قِبل الشعب.

الاسلام السياسي لم يكلف نفسه عناء السؤال، لماذا نحن متخلفون؟ ولماذا فشلنا؟ هو مقتنع تماماً ان تلك الاوساخ والنفايات، والخراب، وعدم الخدمات والتراجع العمراني والتخلف والفقر... الخ وكل تلك الحقائق يظن انها ليست من سوء ايدلوجياته ، يبرئ نفسه منها تماماً! يظن انها بفعل المتامرين عليه او بفعل الجان!.

اضطرت بالاونة الاخيرة ان ترتكز على تَغْيير خطابها اما نحو التشدد (ورفضها الباطني للديمقراطية) ومحاربة الخصوم واقصائهم، او نحو "مخالفة النصوص والأحكام القطعية " التي يؤمنون بها من خلال إبراز هوية نشاطات تخالف مدوناتهم الفقية، وبدئوا يلوحون بها مع المال للكسب والميل بما يناسب الشارع !. انه ارباك في مشهد هذه الاحزاب الماسكة للسلطة، بسبب نكوص جوهري في سردياتها التاريخية، مماجعلهم يطوفون حول  فك الإرتباط الوقتي! او خوض تحالفات بينهم وبين الآخر!

لم تكتمل صورة القوى السياسيّة بعد في إنتاج نفسها لخوض الانتخابات لكن من الواضح انها اصبحت تعاني عزلة شعبيّة رهيبة  وهذا يجعلها أكثر شراسة في التصدي والحفاظ على مناصبها، وخاصةً مع المختلفين مَعَهُم ايدلوجياً  فهم ينظرون لهم الآن كخصوم صامتة بتعقل،بعيدة عَن الصراخ لكنها قوية بالطرح والنقد والجذب.

اما

تلك القوى الصاعدة (الموعود بها بالتغيير) هي ايضًا ليست ناضجة سياسيا بما يكفي وهدفها المنافسة لا اكثر وستحصل على كسب من خلال المال والدعم ايضًا،  مصدر قوتها انها:- ستستثمر / واستثمرت جميع الأوهام الغارقة بالخرافة، التي تتعكز عليها قوى الاسلام السياسي، وتستخدمها كسلاح ضدها وضد جمهورها لزعزة الثقة وخلق عصف ذهني لكسبهم لا أكثر.

 

انور الموسوي

 

في المثقف اليوم