أقلام حرة

صادق السامرائي: العزلة والدين!!

الطروحات المتكررة في وسائل الإعلام بأنواعها، تهدف لعزل الأمة عن العصر، وإصابتها بالذبول والخمول والشلل والإستنقاع، الذي يعني التدمير لوجودها الحضاري والأخلاقي والثقافي والمعرفي.

فالخطابات المتاجرة بدين تضليلية تخديرية، تهدف لتغييب وعي الأمة وتعويقها، وحرمانها من التفاعل مع معطيات زمانها، لأنها تدعو لتأكيد العقلية الخرافية، والتبعية وتأسيس الحشود القطعانية المرهونة بالسمع والطاعة، والمقيّدة بالممنوعات والمحرمات، وعليها السعي إلى جنات ما تريد بالتقافز إلى ميادين الموت الشديد.

هذا التوجه الإنعزالي والإنقطاعي التمويتي لروح الأمة وعقلها، لا يتفق مع إرادة التفاعل البشري الذي ألغى إرادة المكان، وتمكن من الوصول إلى بقاع الأرض بسرعة خاطفة ومتدفقة بما تحمله من معلومات وأحداث، وتصورات ورؤى وتطلعات تعصف في الحياة الدافقة كالنهر الجاري الفياض.

وربما يغفل المتاجرون بالدين بأن دورهم إنتهى، ومهماتهم تحققت وأعطت أكلها، وتوجب عليهم أن يرحلوا ويبتعدوا عن دروب الحياة، ويتركوا الأجيال الصاعدة تمارس حياتها وتحقق تطلعاتها.

فالثورة المعلوماتية والأعاصير المعرفية ستقتلع الذين يقفون بخرافاتهم وأضاليلهم بوجهها، فالأرض تدور وللتغيير قوة وحضور، ولا تسمح نواميس الأكوان وإرادة الأزمان بمن يقف عثرة في دروبها، المزدحمة بالمستجدات والمعطيات الإبداعية، التي تنتجها العقول الإنسانية الحرة الفاعلة.

وعليه فما عادت هناك قوة قادرة على إستعباد الناس بما تطرحه من غيبيات وهذيانات وتصورات بهتانية لا تصمد أمام أنوار العقول.

فهل أدرك تجار الدين أن الدنيا تغيرت وسكان القبور في قبورهم، والذين يعيشون في ظلمات الكهوف، يتوهمون الحياة على الجدران، لأنهم لا يستطيعون الرؤية في النور!!

فأين الدين القويم الرحيم العزيز المَكين؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم